مارك مكرم حربي
الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 19:38
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أجل ، كُلنا مُتعصبون إما لدين أو لمعتقد أو لأيدلوجية أو حتى لفكرة .. كُلنا متعصبون ،
فكلنا و للأسف نعتقد بأننا نمتلك الحقيقة المُطلقة أو الصواب المُطلق ، كما أننا لا نُفكر ولو للحظة واحدة أننا قد نكون على خطأ بينما من نحدثه على صواب و حتى عندما نعلم علم اليقين أننا على خطأ نرفض الأعتراف بهذا الخطأ ذلك أن تعصبنا الى ما نعتقد أو نفكر قد يهتز أو يتزعزع من وجهة نظرنا ، ولكن الحقيقة أننا عندما نعترف بخطأ ما نعتقد ونتعصب يجعلنا نعلو اكثر فأكثر في نظر محدثينا ،
التعصب في كل الأحوال هو دليل على الجهل و نقص المعرفة و ضيق الأفق ، و عندما أقول أن كلنا مُتعصبون قد يعتقد البعض أنه من الجهل بمكان فرضية التعميم ولكن التعصب ليس دينياً فقط فقد تجد مُفكراً كبيراً واسع الأفق ولكنه مُتعصب لفكرة واحدة .. و هذا إذا لم كن تعلم فهو تعصب حتى لو كان لفكرة واحدة ،
و التعصب في أساسه ينشأ من التعليم الخاطىء و عدم التعددية في المجتمع المصري ،عندما ننظر الى المجتمع نجده يرزح تحت فكر وثقافة التعصب ، التعصب للفكر الأوحد و الدين الأوحد و الحزب الأوحد ، ذلك التعليم الذي لا يسمح للطالب بالأختلاف أو التفكير أو الأبداع أو حتى التعبير عن رأيه ، التعصب لدى المدير في العمل لأرائه وأفكاره حتى ولو كانت خاطئة وتضر بسياق العمل ، التعصب لدى المسئولين بأنهم يعلمون الصالح العام للشعب و لا يجب مناقشتهم أو مجادلتهم أو نقدهم لأي سبب كان ، التعصب لشخص بعينه دون غيره بأنه الأصلح وما دونه محض أغبياء لا يفقهون شيئاً ،
التعصب ليس فقط التعصب الديني و هو عبارة عن التعصب لدين ما وتكفير كل من لا يؤمن به ولكنه التعصب لفكرة او معتقد وكل ما يستدعي تحقير الأخر وتكفيره ، فالتعصب يوجد بداخل كل منا بما في ذلك كاتب هذه السطور ، التعصب وباء و مرض أجتماعي خطير ينخر في عظام هذا الوطن ، ولا تقدم يُرجى إلا بمجابهة هذا المرض بقوة وحزم .. ليس قوة الجيش بل قوة العقل .. ليس قوة الشرطة بل قوة الفكر ، فكما نعلم وينبغي لنا أن نعلم أن الثقافة قوة .. الفن قوة .. المعرفة قوة .. العمل أيضاً قوة .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟