أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - لئلا ننسى أول كاتب ذُوبت جثته في تاريخنا المعاصر














المزيد.....

لئلا ننسى أول كاتب ذُوبت جثته في تاريخنا المعاصر


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 15 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأن التاريخ المزيّف والاكثر انتشاراً هو التاريخ الرسمي الذي يكتبه الحكّام المستبدون ويفرضون تدريسه في المدارس والجامعات فيما التاريخ الحقيقي هو تاريخ الشعوب المُستضعفة الذي يُطمس أو يُزيّف ولا يلم به سوى الحركات والقوى المدافعة عنها وعن حقوقها ومصالحها ، فلربما ظن الكثيرون على خلفية قضية خاشقجي المتفجرة الآن بأنه أول جثة صحفي عربي قتيل تُذوّب بالاسيد في أن أول عملية إجرامية من هذا القبيل تُرتكب بحق كاتب وشخصية سياسية وطنية صلبة مُحنّكة هو القيادي في الحزب الشيوعي اللبناني الشهيد فرج الله الحلو وكل جريمته تحفظ حزبه على حل نفسه والتعجيل بإتمام الوحدة الاندماجية الفورية بين مصر وسوريا والتي سرعان مافشلت بعد مرور ثلاث سنوات من عمرها فقط .
وإذا كان الرأي العام العالمي وذوو خاشقجي ومحازبوه محظوظين في عصرنا الراهن بكشف كل ملابسات الجريمة المروّعة بحقه وجثته أولاً بأول بفضل ما وصلته ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسوشيل ميديا من تطور هائل ، فإن كل ذلك لم يكن متوافراً في عصر المغدور فرج الله الحلو ، بل ولما تظهر بعد كل أو معظم المؤسسات الحقوقية الدولية الحالية الشديدة البأس ، أما وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية فقد كانت جميعها تحت السيطرة الكاملة لسلطة دولة الوحدة ، وهكذا لم يتبقَ من يستطيع إماطة اللثام عن فضيحة الجريمة المدوية التي تقشعر لها الأبدان سوى صحافة حزب الشهيد ومناشيره السرية بإمكانياتها المتواضعة المحدودة الإنتشار الجماهيري مقارنةً بالامبراطورية الإعلامية التي كانت تملكها دولة الوحدة .
الكاتب الصحفي والقائد السياسي اللبناني فرج الله الحلو الذي تمر الذكرى الستون على استشهاده العام القادم حيث اُستشهد تحت التعذيب الشديد الشرس في صباح 25 يونيو / حزيران من عام سنة 1959 بعد سويعات من اعتقاله في غرفته الصغيرة بدشق لم يكن " ارهابياً " أو يُضبط مدججاً بالسلاح أو يقود فرقة من الميليشيا العسكرية التي تهدد أمن وسلامة الجمهورية العربية المتحدة بقيادة زعيمنا العربي محبوب الملايين جمال عبد الناصر ، بل كل ما يملكه سلاح القلم ذي الكلمة الحرة ؛ وحتى مع تحفظ حزبه على مشروع الوحدة نشر ببنط عريض في صحيفة حزبه " النور " التي يشرف عليها مرحباً بالزعيم عند زيارته لدمشق : " أهلاً وسهلاً بعبد الناصر " ، ومع ذلك لم يشفع له ولا لحزبه هذا الموقف المرن المسالم ما دامت قيادته لم تستجب لقرار حل الحزب ومادام مناضلوه مازالوا نشطون في تنظيماته ، فكان أن صدر قرار "التصفية الجسدية " بحقه وبحق نخبة من رفاقه القياديين من أعلى المستويات في دولة الوحدة وتُركت الوسائل والتفاصيل التنفيذية للأجهزة الاستخباراتية والتي تولاها وخطط لها في سوريا رئيس جهاز الاستخبارات في الاقليم الجنوبي ( سوريا ) عبد الحميد السرّاج الذي صمت دهراً ونطق كفراً أقبح من ذنب الجريمة ، فلم يرف له جفن وهو يدلي باعترافاته في حوارصحفي أجراه معه المؤرخ القومي الفلسطيني كمال خلف الطويل قبيل سنوات قليلة من وفاته ( 88 عاماً ) ونشرته مجلة الوعي العربي ( 23 فبراير / شباط 2018 ) واشترط عليه ألا يُنشر إلا بعد موته ، بأنه كان يتابع خطوات المغدور خطوة بخطوة من عتبة منزله في لبنان حتى وصوله دمشق ، ولم نكن نقصد قتله لكن جسمه العليل بمرض القلب لم يتحمل " الخشونة البدنية التقليدية " التي واجهه بها ضباط استخباراته على حد تعبيره ؛ ويضيف : " بدلاً من أن تقوم شلة الأغبياء عندي بإعادة الجثمان الى عتبة منزله بلبنان - ولا من شاف ولا دري - ارتكبت واحتاست وقررت اخفاء قرائن الحادث " ! ثم يستطرد : " وأبلغت عبد الناصر وفضّلنا معاً نفي المسألة برمتها " !
أما وسيلة اخفاء قرائن الحادث التي ربما رف جفنه عن الحديث عنها وهو في تلك السن من أرذل العمر بعدما صمت صمت طوال اكثر من نصف قرن حتى رحيله قبل خمس سنوات فقط وهو في كنف الضيافة والحماية المصريتين منذ فراره الى القاهرة غداة الانفصال عام 1961 فقد تكشفت للجميع ولم تُطمس للأبد ؛ كما يتوهم عادةً الطغاة مرتكبو مثل هذه الجرائم ، فقد جرى دفنه في قرية قرب غوطة دمشق ، ولشدة المخافة من كشف معالم الجريمة على أيدي أغبياء السرّاج كما وصفهم فقد تقرر استخراجها من القبر وتذويبها في مغطس حمام ؛ والارجح ان هذه الطريقة هي من لبنات عبقرية السرٰاج الفذة بعد أن وبّخهم على سذاجة الدفن .
والحق ما كان لمثل هذه الجرائم أن تتكرر بحق الصحفيين وكل أصحاب الكلمة الحرة أن تتكرر لو اعترف مرتكبوها بها مهما تكن مبرراتهم وتمت محاكمتهم دون أن يفلتوا من العقاب ، لكن هذا لا يحدث إلا في ظل الانظمة الديمقراطية الحقة فمثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ، ومن أسف أن أنظمتنا العربية الوطنية والمحافظة على السواء لا تتشارك في ارتكاب مثل هذه الجرائم خارج القانون فحسب ؛ بل وتفزع من مجرد الاعتراف بها .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لال نهرو وما يشبه التنبؤ بالاستعمار الداخلي
- الدور الانتهازي لتركيا في قضية خاشفجي
- ماذا لو كانت حرب اكتوبر بقياة عبد النااصر
- كيف يُقيّم اليسار التجربة الناصرية
- هل رحل حقاً محمود درويش عن عالمنا
- اليسار بين النقد والجلد الذاتي .. - حشع - نموذجاً
- الارهاب الرسمي بين افريقيا والعالم العربي
- درويش وكنفاني .. وإشكالية الإبداع في ظل الإلتزام الحزبي
- دور اليسار العراقي في بناء الوحدة الوطنية
- وداعاً للكاتب والمناضل المصري صلاح عيسى
- الديمقراطية هي السبيل الوحيد لاشتراكية المستقبل
- مئوية ثورة اكتوبر الاشتراكية .. آفاق نهوض الشيوعيين العرب من ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. كيف تحققت نبؤة ستالين في الشرق الأوسط - ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. الشيوعيون العرب وقرار تقسيم فلسطين - 4 ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. مراجعات الشيوعيين العرب للتجربة السوفيي ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. إلهامها في العدل الإجتماعي عالمياً ( 2 ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. تأثيرها الحاسم في تاريخ القرن العشرين ( ...
- البحرينيون والعرب بين الضحك والاكتئاب
- مئة عام وعد بلفور .. نصف قرن على التقسيم
- مستقبل المعارضة البحرينية بعد حل - وعد -


المزيد.....




- دبلوماسية أمريكية توضح كيف حذرت بلادها روسيا قبل هجوم موسكو ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد حادثة إطلاق نار أمام حانة في ديت ...
- عقب هجوم حماس وحرب غزة ـ كيف يعيش المواطنون العرب في إسرائيل ...
- -بوليتيكو-: واشنطن تقترب من الاتفاق مع السلطة الفلسطينية على ...
- الشرطة الاسرائيلية تقمع تظاهرة ضد الحرب و-تجويع أهل غزة- أما ...
- إعلام إسرائيلي: غالانت يحقق تقدما كبيرا في خطته لجلب قوة متع ...
- -كروكوس-.. الجدل حول علاقة أوكرانيا بداعش
- السعودية.. بلدية خميس مشيط تكشف حقيقة الأنباء المتداولة عن ب ...
- مظاهرات حاشدة أمام السفارة الإسرائيلية في الأردن تنديدا بالح ...
- طفلة تنجو بأعجوبة بعد سقوط حافلة بشكل نخيف من على جسر في جنو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - لئلا ننسى أول كاتب ذُوبت جثته في تاريخنا المعاصر