أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - وداعاً للكاتب والمناضل المصري صلاح عيسى















المزيد.....

وداعاً للكاتب والمناضل المصري صلاح عيسى


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 28 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بغياب الكاتب المصري التقدمي صلاح عيسى مع غروب هذا العام 2017 الذي نودع أيامه الأخيرة تفتقد الساحتين الثقافية والصحفية المصرية والعربية واحداً من من أهم الأقلام اليسارية العربية الذي عُرف بإسلوبه المميز في الجمع بين الكتابة السياسية الساخرة اللاذعة والكتابة الرصينة التحليلية ، ففقيدنا الراحل - كما هو معروف - من الكتّاب السياسيين الموسوعيين الذين لا تقتصر اهتماماتهم على المقالة السياسية فحسب بل لطالما أمتدت اهتماماته بإسلوبه الرشيق المشوّق إلى تناول الظواهر والقضايا الاجتماعية والفنية والتي برع في تناولها من منطلقات إنسانية ووطنية ، كما عُرف صلاح عيسى بتناول الشخصيات والرموز السياسية والادبية والفنية ، وكان إسلوبه في تناول العديد منها لجوانبها المتعددة الالوان في تحولاتها وتقلباتها السلبية أو الايجابية أشبه بريشة فنان البروترية المُبدعة في في رسم تماوج ألوانها الدالة على قسماتها المميزة ، وهذا ما نلمحه في الشخصيات التي تناولها في كتابه المجلد " شخصيات لها العجب " الذي جاء في نحو 600 صفحة وصدرت طبعته الأولى في مايو / أيّار 2010 عن دار نهضة مصر ، وكنت محظوظاً في التعرف عليه وقت نزول الطبعة الأولى من هذا الكتاب والتي تزامنت مع مشاركتنا في مؤتمر إعلامي عربي نظمته مكتبة الاسكندرية في نفس الشهر من ذلك العام حيث تفضل رحمه الله بأهدائي نسخة منه ، وقد تناول في هذا الكتاب بالتعليق والمعلومات المفيدة ما لا يقل عن نحو 52 شخصية مصرية بارزة من اتجاهات متعددة في عوالم السياسة والفن والادب والصحافة والثقافة لعبت أدواراً مهمة في فترات وعهود مختلفة وتركت بصماتها الواضحة المؤثرة في التاريخ المصري المعاصر ، وجلها برزت في النصف الثاني من القرن الآفل وهي مطالع الزمن التي تفتحت فيه مدارك فقيدنا الراحل السياسية الطرية مع أواخر خمسينياته ( وُلد 1939 ) ، والعديد منها كتب عنها من واقع ليس معرفته بها من بعيد عنها فحسب بل ومن واقع احتكاكه بها عن قرب . وبالاضافة إلى هذا المؤلّف فقد رحل عيسى عن دنيانا تاركاً خلفه للمكتبة العربية ثروة فكرية سياسية وتاريخية لا بأس بها من المؤلفات القيّمة الاخرى تربو على ال 21 كتاباً لعل من أشهرها : الثورة العرابية ، البرجوازية المصرية واسلوب المفاوضة ، هوامش المقريزي ، تباريح جريح ، مثقفون وعسكر .
كما ويُنتظر أن يصدر له تباعاً مايزيد عن ال 16 كتاباً مهماً ، ولعل عدداً منها قد صدر من بينها : وثائق الحركة الشيوعية ( المجلد الأول ) ، من حكايات دفتر الوطن / الموت في تشريفة الحليف الوطني : وقائع اغتيال شهدي عطية ، الصحافة المصرية في معركة الديمقراطية ، مذكرات عرابي وأوراقه ، حكايات من دفتر الوطن وثائق خطف وتعذيب الشهيد فرج الله الحلو سكرتير الحزب الشيوعي السوري اللبناني عام 1959 مع دراسة عن حملة عبد الناصر ضد الشيوعية ، حكايات من دفتر الوطن / اغتيال مصطفى خميس ، الصدام الأول بين البروليتاريا و العسكريتاريا . هوامش المقريزي ( المجموعة الثانية ) .
وهكذا فإن الفقيد الراحل صلاح عيسى كما نرى لم يكن كاتباً صحفياً فحسب بل ومؤلفاً غزير الانتاج . وكانت بدايات تعرفي على كتاباته تعود إلى أواسط سبعينيات القرن الماضي حينما كان يكتب في عدة صحف ومجلات مصرية منها الكاتب والطليعة والجمهورية ، ثم أخذ ينشر مقالاته في عدة مجلات وصحف خليجية ولبنانية وعراقية ، كالسفير والقبس وآفاق عربية العراقية والثقافة العراقية التي كانت تصدر في السبعينيات ويرأس تحريرها صلاح خالص . على أن كتابات عيسى المنتظمة برزت في اواخر السبعينيات حينما كان مدير تحرير صحيفة " الاهالي " اليسارية التي يصدرها حزب التجمع التقدمي الوحدوي ، وهو الحزب الذي أراد أن يجعل منه الرئيس الراحل أنور السادات حزباً يسارياً مُدجناً بلا أظافر فإذا به يتحوّل الى حزب معارض حقيقي فريد من نوعه في عالمنا العربي إذ كان أشبه بالجبهة الوطنية الحزبية في جمعه تحت مظلته التنظيمية لفيف من قوى اليسار ، وبضمنهم الشيوعيون الذين صادر السادات حقهم في العمل العلني وأخذوا يناضلون من تحت الأرض منذ إعادة تأسيس حزبهم في مايو / ايار عام 1975 . علاوة على ذلك فقد كان حزب التجمع يضم اليسار الناصري وشخصيات دينية مستنيرة معارضة . وكانت الاهالي في حينها في أوج جاذبيتها وتتمتع بشعبية واسعة لدى المثقفين والقراء في مصر والعالم العربي كصحيفة يسارية معارضة ، ولم يتحمل السادات صوتها المعارض وتعرضت للاغلاق مرات عديدة ، كما كان الفقيد صلاح عيسى ضمن قائمة أضخم حملة اعتقالات قام بها وختم بها حياته السياسية في سبتمبر أيلول 1981 حيث اغتيل بعدها بعد شهر واحد فقط على أيدي متطرفين إسلاميين في العرض العسكري لحرب اكتوبر ، ولم تكد تلك الحملة الرعناء تستثني أحداً من الشخصيات والرموز البارزة ونشطاء من مختلف الاتجاهات والتيارات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ، وسبق أن اُعتقل صلاح عيسى أيضاً غير مرة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر .
وبغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق مع عيسى فيما يمكن تسميته بكتاباته الحذرة أو حتى إن شاء البعض أن يسميها بالمهادنة للرئيس الاسبق حسني مبارك والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي فإنه يُحسب له على الأقل بأنه لم يشحذ قلمه قط للتجريح أو التسفيه بالفكر الاشتراكي الذي آمن به أو ولنضالات اليسار ومختلف قواه واحزابه اليسارية وبضمنهم على وجه الخصوص الشيوعيون المصريون والعرب بوجه عام ، ولم يتنكر لهويته اليسارية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي أو يبدل جلده فقد ظل محافظاً على أفكاره وهويته اليسارية .
ومن أسف أن مثقفاً سياسياً ومناضلاً وقامة كبرى بهذا الوزن وبهذا العطاء الفكري والثقافي والسياسي المديد الذي كرسه اكثر من نصف قرن من حياته وقدم تضحيات بسبب تمسكه برأيه ومواقفه الوطنية وتعرض للاعتقال وللتعذيب في سجون عبد الناصر والسادات أن ينبري فور نعيه ولم يكد التراب يُهال على جثمانه في قبره من يسن قلمه للتجريح في في وطنيته متناسياً كل هذا التاريخ الوطني المُشرّف للرجل لمجرد مآخذ هنا أو هناك عليه في مواقف أقصى ما يُقال عنها بأنها قابلة للاجتهاد والعتب والنقد لكن لا ينبغي أن تصل بأي حال من الاحوال الى درجة التخوين والطعن والاساءة الى تاريخه الوطني بجرة قلم فيما لم يذق منتقدوه شيئاً من الاهوال والتضحيات التي قدمها الرجل في التمسك بمواقفه الوطنية طوال مالايقل من نصف قرن من سيرته المجيدة .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية هي السبيل الوحيد لاشتراكية المستقبل
- مئوية ثورة اكتوبر الاشتراكية .. آفاق نهوض الشيوعيين العرب من ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. كيف تحققت نبؤة ستالين في الشرق الأوسط - ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. الشيوعيون العرب وقرار تقسيم فلسطين - 4 ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. مراجعات الشيوعيين العرب للتجربة السوفيي ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. إلهامها في العدل الإجتماعي عالمياً ( 2 ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. تأثيرها الحاسم في تاريخ القرن العشرين ( ...
- البحرينيون والعرب بين الضحك والاكتئاب
- مئة عام وعد بلفور .. نصف قرن على التقسيم
- مستقبل المعارضة البحرينية بعد حل - وعد -
- مغزى ثلاثة مواقف عربية مناوئة لإسرائيل
- دروس انتزاع المرأة في السعودية حق السياقة
- آفاق نزع فتيل أزمة أستفتاء كُردستان
- محنة المغردين في العالم العربي
- ماذا جرى لبطرس غالي في غرفة نوم عيدي أمين ؟
- العبارة الانجليزية التي أفقدت عبد الناصر صوابه !
- عشرون عاماً على رحيل الجواهري
- القدس وتخاذل الأنظمة العربية .. مالجديد في الأمر ؟!
- المثقفون العرب والأزمة الخليجية
- نكسة 67 .. كيف تم إصطياد -الديك الرومي -


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - وداعاً للكاتب والمناضل المصري صلاح عيسى