نوتة الفنجان :

عبدالسلام سنان .. ليبيا

الحوار المتمدن-العدد: 6053 - 2018 / 11 / 13 - 19:36
المحور: الادب والفن
    

نوتة الفنجان :

يا زائرتي السمراء، كم أنت مُرّة المذاق، أنتِ من يجثو على عرش إشتهائي، أعشق فيك ملامح الفتون، تسرقي مني الحواس، عرّجي على مساءاتِ انتظاري، أغبطكِ وأنتِ جدلية قلقي المأزوم، أعانقُ معكِ كبرياء الشرود، أجوب أكناف السراب، أتسول من على جبينكِ روائع القصيد، ومن نوافذ شتاءكِ الغامر بالجليد، أشتهي دفئا من إهابكِ الصارخ، وغيمة الرثاء تسّاقط عطر الحنين، دعي غروركِ يستبيح وحدتي، أنتبذ مكانًا هناك خلف رحيق العناق، يا مترفة الحضور وجلال الفردوس الأنيق، يا مصباح الزيت العتيق، خلتكِ مهوى الجسد، جائعٌ أنوء بهمي الثقيل، وحقلكِ الوارف مكتظ بالتين اللذوذ، سماؤكِ تهتن الرطب المجيد، وسنابلكِ الخجلى عيدانة حدّ السحاب، موءودة لحظات الغلس، دعيني أتدثر برمشكِ الكحيل، معطلة نواعير الشهقات، أضحت كعرجونٍ قديم، يا زمني المستقطع من أشداقِ الضجر، يا فلك الليل الجاثم على مملكةِ شوقي، أعْطب عقارب الساعة، أغبط هذيانك أيها البوح الفسيح، عند الركن العليل، شاخت تغاريد العنادل وتمكن منها الهجير، كيف للعصور أن تمدني بكِ، لتقتلعي صليل الصداع العضال، وتغرسي هسيس الحب الجموح، غمرني نصب القساوة، صار يزحف على خاصرةِ الليل، يدُس حُلمه في لحاظي، يُؤنب خياله المجنون، يلثم أنواء قصيدتي المباهية، كما درويش سريالي يعبث بالريح، فليذهب صُداع الشوق إلى الجحيم، دقّ أجراسه بين أضالعي، يروي نهم شهوته من غيهبِ سرادقي، تمخّض هجير الحرف العليل في غلسِ الليل، يركضُ نزف الفقد نحو مقل القصيد، يُعانق حرم الإباء الجليل، أنا المد وأنت الجزر، أنا الرغيف الساخن، تنزلق إليك ضاحية روحي التي لم تشخ بعد، أدوزن تقاسيمكِ على عودِ اللهفة، أقضم لحظات غفوتكِ، أعطر شتاؤكِ المائس، أتكىءُ على نكهتكِ الخالدة، سكينة الإعصار تتربص أشباح الليل، وحلمة الكمون الثائرة، تكتب المجد على سياطي اللاسعة، كما النار التي سِرْتُ على جليدها، صامدٌ تحت وطأة لحظاتكِ اللاهثة، وتفاصيلكِ المهيبة التي تنبش رمادي، جندولكِ الغامق يسبح في شرياني، سأهجس بتلك اللحظات النافشة ريشها، وبهاء الوقار الموجع في باذخِ الإغراق، سأظل أنا أعقد قراني على النسيان، وفي أعماقكِ ثُلة من الأساطير تشي بها شفاهكِ، سأظل أنا في سباتي الأزلي، وتظلي أنت يا قهوتي، ثنائيتي العارية، معشوقتي السمراء !! أنتِ من استحق ذاتي ..

عبدالسلام سنان .. ليبيا

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل