أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - غازي فيصل حمود : في ذمة النور














المزيد.....

غازي فيصل حمود : في ذمة النور


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6048 - 2018 / 11 / 8 - 02:03
المحور: الادب والفن
    


أنت المستثنى من (المكان الخطأ) وحدك الجدير فعلا بالمكان الذي كنت فيه، أيها المؤتمن على أرث الفيصل العصامي الطالع من مخطوطات لا تنوشها صفرة الزمن، ذلك البصري الطالع ثانية من أفلام (كلارك يبل) و(كريكري بيك) و(جميس ستيورات) يالها من لقطة شمسها لا تغيب من ذاكرة العشريني الذي كنته أنا، بشفتين متماسكتين ينحرف البايب قليلا ، إلى الزاوية اليسرى من فمه، وأبهاميه مدسوستان في حافتي الليلك البني أما سترة الحاج فهي تتدلى من مسمار يحتفظ بفضته، يجاور رفا، يحتوي سلسلة كتب (الناجحون)، المستضيئة أقفيتها بخصلة حروف ِ من ذلك الجهبذ العلاّمة الذي خان الأدب ومكث نيفاوعشرين منفى أمريكيا في الأقتصاد السياسي وحين عاد لم تؤهله القومية العربية وزيرا للأقتصاد فتدلت أيام مثل منشفته الزرقاء الصغيرة من يده في أروقة كلية الأدارة والأقتصاد في باب الزبير: البروف محمود الحبيب – طيب الله ثراه – في حدائق الحسن البصري ...
يا أبا مصطفى كنت ُ اتحايل على كدحي وأزورك عند الضحى أحيانا، فأنت من النادر أن تكون عصرا فيها، اقصدك في محرابك المتربض في القعر الأفقي للمكتبة : نتجالس نحتسي استكانات الشاي نتبادل التساؤلات العائلية ، فما بيننا عشرة عمر شارفت الخمسين فأنا الثاني من عائلتي أما الأول فكانت مودتك وحوارتك الشفيفة مع أخي الأكبر ..ثم يأتي سؤالي التقليدي : ماذا تقرأ هذه الأيام ؟..يصلني صوتك بنبرة خفيفة تحمل الصدق والشغف والدف ْ وأنت تبدي أعجابك بروايات خالد الحسيني الروائي الأفغاني وتسهب بتفاصيل تزيدني شوقا للعودة إلى روايات الحسيني..وروايات أليف شافاك .. يقطع خيط الكلام: اتصال على موبايلك لحظات .. ثم تخبر الطرف الآخر : صدفة حلوة هاهو قربي ..
هنا يدك اليمنى تمتد صوبي بالموبايل وصوتك يخبرني : معك (أبو تمامة) فأعقب بدوري : جاسم المطير؟ تهز رأسك ثم يغمرني صوت أبي تمامة بعبق تلك الأيام التي كنتها صبيا وأبو تمامة في بيتنا مع شقيقي الأكبر.....فأبارك له نشاطاته الثقافية المتنوعة التي هي بحق أقوى رد معرفي على مكابداته الجسدية ..
أخي الكبير غازي ...
حين أراك منتشيا، يحلو لي إيقاظ أيامك الحلوة .. تسألني : طبعا تعرف عدنان سيد صاحب؟ فأجيبك : طبعا..أخو قحطان وسلام وبتول و وزوج هناء : عائلة يسارية للعظم والد عدنان شارك في المؤتمر الأول للحزب الشيوعي العراقي. تهز رأسك إلى الأسفل مرتين وتحدثني عن لياليكما الجميلة في بصرة فتية سافرة أنيقة لبوة..بصرة لا تنام مشعشة، كل ليلة تنتظر فجر الندى وشمس الله مبللة تنهض من شط العرب تحدثني وتسرح عيناك إلى هناك تحدثني كأنك تقرأ تعليقا يتزامن مع عرض شريط سينمي في سينما الحمراء أو الرشيد.. يغمرك صوتٌ فتغيب عني ..أشعرك تغوص إلى هناك ..إلى بصرة . بعد لم يضرجوها بالمدفعية وسرفات الدبابات واللافتات السود والاعلام فوق التوابيت وأثمان الطلقات من عوائل المظلومين في البرجسية وجبل سنام .... ثم ضرجوها بالصكاكة والعلاّسة والزجاج المظلل والقتل في الهواء على الشبهة ... ها أنت تهبط .. تهبط في نقاء الماء الحي .. يتقدم نحوك سلمٌ من البلور..ها أنت تصعد تصعد متلحفا بالبياض الحق – الحقيقة تصعد نحو باب ٍ واسع الأنوار ..



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملائكة البصرة الآبقين من دخان الحروب/ عبد الكريم العبيدي في ...
- يا علي العضب
- قم للمعلّم
- رسالة مفتوحة، بتوقيت غياب مؤقت
- يا .. باسم محمد حسين
- الصلصال روح الأزهار/ مي منسىّ في (تماثيل مصدّعة)
- الحدبة : علي عبد الأمير صالح / ميسلون هادي
- نوارس إسماعيل : مظلة السبيليات
- روائيات البصرة : يتحكمن بالمد والجزر
- تراتبيات السرد في(نساء ماهر الخيالي) للروائي ياسين شامل
- الموازنة بين العوالم / (جبل الزمرد) للروائية منصورة عزالدين
- الصرخة : بصرة
- تأنيث الأستعمار.. الروائي شاكر نوري / في (خاتون بغداد)
- أرباض ..مقداد مسعود والتحليق خارج التجنيس الأدبي / بقلم الكا ...
- حافة كوب أزرق / الأشياء بمرتبة الكائن / بقلم الناقد جبار الن ...
- التشكيل والإشكال.. في مفهوم الأدب النسوي
- أرض القهرمان : كاظم الأحمدي في شمعته العاشرة
- شجيرة مهيار
- مبعوث البصرة : عبد الوهاب باشا آل قرطاس : بشهادة الأديبة مي ...
- عتبات نصية شائكة


المزيد.....




- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - غازي فيصل حمود : في ذمة النور