أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - رحلة إبداع بالعلم والأدب















المزيد.....

رحلة إبداع بالعلم والأدب


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


يمتلك من الفطنة والقدرة والاجتهاد ما مكّنه من جمع العلم والرياضة والأدب في شخصه، آخر مثابراته عدة كتب أدبية. مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع البروفيسور الدكتور المهندس "علي إبراهيم دريوسي" بتاريخ 12 تشرين الأول 2018 للحديث معه، بدأ كلامه: «إحدى نقاط الضُعْف الطبيعيّة عند الإنسان الشرقي عموماً، هي أنّه لم يتعلَّم أن يؤمن بالدَّأب والتركّيز حتى إنجاز الهدف، بُلوغ الهدف يعني المدُاومة على فعل الشيء، تعلمت المواظبة على العمل اليومي من أبي العامل البسيط في إحدى المؤسسات الوطنية، كان قد اشترى قطعة أرض زيتون، في طرفها ثمة جبل صَّخري أزرق، بالمطرقة والأزميل راح يُفتِّته على مدار السنوات حتى صار تراباً. ألا يرهقك هذا العمل؟ سألته مرةً وأنا أراقب حبات العرق المتساقطة من جبينه، توقفَ عن تفتيت الصخر وأجابني: "يُتعبنا العمل الذي ندعه ينتظر منا إنجازه، لا العمل الذي ننجزه!" من أبي تعلمت التفاني والإخلاص فيما أقوم به».

أما عن عمله فأخبرنا: «بعد تخرجي وكنت الأول على دفعتي عملت في كلية "الهندسة الميكانيكية" في جامعة "تشرين" بصفة معيد، بعد إتمامي لخدمتي الإلزامية أوفدت إلى "ألمانيا" في عام 1998 باختصاص تصميم الآلات باستخدام الكومبيوتر، في جامعة "لايبتزغ" تعلمت الألمانية، في جامعة "دويسبورغ" حصلت على الماجستير في التصميم بمساعدة الحاسب ونظرية العناصر المنتهية، ثم عملت في شركة صناعية لمدة سنتين، وبعدها كباحث في معهد الوصلات اللاصقة في جامعة "آخن" التقنية، لاحقاً انتقلت إلى جامعة "درسدن"، هناك نلت شهادة الدكتوراه في تصميم علب السرعة، وشهادة في "الإيكولوجيا" بالتوازي، عمّقت خبراتي النظرية لعدة سنوات في قسم التطوير والبحث العلمي لشركة "سيمنس"، في مجال تصميم وتصنيع العنفات الهوائية، في بداية عام 2010 حصلت على درجة الأستاذية في التصميم الميكانيكي وتم تعييني في جامعة "أوفنبورغ" التقنية بصفة بروفيسور، ولا زلت على رأس عملي. »

وأضاف :« لدي عشرات المقالات العلمية بالألمانية وخمسة كتب جامعية في التصميم والحسابات التقنية، مشروعي الجديد كتاب علمي حول تطوير أساليب التدريس في المجال التصميمي عن طريق تحليل السلوك المرئي للمصممين عند قراءة التمثيلات الهندسية. ولخلق نوع من التوازن الداخلي تابعت ممارسة رياضة الكاراتيه التي بدأتها في سن اليفاعة، حصلت سابقاً على بطولتي عمال وجامعات "سوريا" لمرتين متتاليتين. مؤخراً استيقظت فيّ بحكم اهتماماتي الأدبية والمجتمعية والسياسية هواية الكتابة، اِجتَاحتني الرغبة والحنين إلى أرض طفولتي النقية، قريتي "بسنادا" التي لم تغادر قلبي وطالما اشتقتها في غربتي الطوعية كما تشتاق الأرض العطشى للمطر بعد اِنقطاع وقحط».

أما حول بداياته الأدبية فقال: « نشرت العديد من المقالات البيئية والسياسية في المواقع الإلكترونية، ثم أَلَّفت القصص القصيرة، نشرت كتابي الأول "اعتقال الفصول الأربعة" في "سوريا"، والذي يتحدث عن واقع الحياة السورية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ثم جاء كتابي الثاني "من الرفْش إلى العَرْش" انتقدت فيه ظاهرة الهروب الانتهازي من الوطن إلى "أوروبا" خلال أزمته، وقد تفضّل الأديب الكبير "حيدر حيدر" بمراجعة الكتابين لغوياً وكتابة كلمة غلاف الكتاب الثاني. صدر كتابي الثالث "وانهارت الكعكة" إلكترونياً، حوارية كتبتها بأسلوب مختلف كما أعتقد، سلّطت فيها بعض الضوء على ثقافة الاستقطاب السياسي السائدة والصدع الوطني ثلاثي الأبعاد الذي أفرزته الأزمة السياسية والحرب على "سوريا". يحتوي كتابي الرابع بعنوان "حجر الجلخ" على عشر قصص طويلة نسبياً، أرسلته إلى السودان للمشاركة في مسابقة "الطيب صالح" العالمية للإبداع الكتابي في دورتها التاسعة. سأتكلم عن كتابي الأدبي الأول باللغة الألمانية في معرضي الكتاب في مدينتي "لايبتزغ" و"فرانكفورت" في عام 2019، وهو بمثابة نسخة معدَّلة من كتاب "اعتقال الفصول الأربعة».

أما عن نشاطاته وبمن تأثر أجاب: «في الماضي، قبل أن أكتب الأدب، قلت: تصميم الآلة ككتابة قصة، اليوم أقود ريشة قلمي في نزهة فوق طاولة المكتب وأفكر: كتابة قصة هو تصميم آلة. أعمل حالياً على مشروعي روايتين مختلفتين، تدور أحداث الأولى في الجوهر حول نفق "المانش" للسكك الحديدية الواصل بين "إنكلترا" و"فرنسا"، أما الثانية فتعالج موضوعة الإبداع ومرض التصلب اللويحي، وأجد نفسي معجباً بأعمال الأدباء "هاني الراهب" و"حيدر حيدر" و"خالد الحسيني" و"آليس مونرو"».

كما تواصلت المدونة مع الصحفي والشاعر "أوس أحمد أسعد" ليحدثنا عن إنتاجات "علي" الإبداعية، حيث قال: «يتمتع بروح عصامية عالية ونباهة مبكرة، استطاع من خلالها الوصول إلى مكانته العلمية المرموقة التي طعّمها ببُعد آخر حمّله أفكاره وروحه التائقة للإنعتاق من أسر اللغة العلمية الجافة إلى رحاب اللغة الأدبية ذات العصائر المختلفة التذوق، مرتكزاً على ذخيرته الثقافية وقراءاته المتنوعة، فنضحت كتاباته بالعذوبة وعذابات التربة المرة وهذا ما ناقشته في قراءتي لكتابيه، فالشاب القارئ القلق الذي كنت أعرفه أصبح الآن القاص ذا الذاكرة السردية الجميلة الرشيقة القصّ، وغدت الحروف والكلمات طوع بنانه، كما استطاع إضافة خلطة من المنكهات لمادته السردية تجلّت بخلق نصوصه للمفارقة وإضافتها للسخرية إلى مضامينها، مما أحدث النكهة المطلوبة للهضم من قبل القارئ الراغب بقراءة المختلف دوماً، هذا ما رأيته في كتابه الأول، أما كتابه الثاني فكان أقرب إلى النصوص الثقافية الإشكالية التي تثير الجدل وتناوشه بحدّة، وأعتبر أنه يمتلك شجاعة التجربة البكر وإمكانية القص الغني فيما لو اعتنى أكثر باللغة والأسلوب، لأن الأسلبة التي تحتكر اللغة العالية جزءها الأكبر هي من يهب الكلمات رائحتها المختلفة عن الكلام العادي وهي التي تكسب السرد رشاقته الضرورية».

كما تواصلت المدونة مع الشاعر والفنان "أحمد اسكندر سليمان" حيث قال: »لعل أحد أسباب انسحاب القصة القصيرة كشكل من أشكال الإبداع الأدبي مقارنة بالرواية أو بالشعر هو قدرة الرواية على اقتراح المؤلف أو الراوي كشاهد على تحولات عصره والشاعر كجزء من موجة تسبب انزياحاً رؤيوياً في وقت ما، هكذا سيكون القاص ذلك الصوت المفرد المنزوي والضعيف على الرغم من أن القصة كشكل تعبيري تحتاج من المعرفة والمهارة والدقة في البناء ما لا يحتمل حتى هفوة صغيرة في بناء الموقف أو الشخصية أو الحدث وشكل التعبير القصصي مما يحتاج إلى كاتب صاحب مهارة خاصة حقاً، بما "علي" في كتابه غير المنشور بعد: "حجر الجلخ"، الذي تسنت لي قراءته، تشير المهارة التي كتبت بها تلك المجموعة إلى تلك القدرة على إعادة الاعتبار لكاتب القصة القصيرة وفنها؛ من خلال قدرته العالية على البناء النصي وبناء الشخصيات والمواقف، وابتكار الأزمات والحلول؛ من خلال سرد ممتع وأحداث مشوقة بجرأة عالية غير مسبوقة في موضوع الجنس، وبشكل يذكر بالكاتبين "هنري ميلر" و"البرتو مورافيا" في بناء الشخصيات والأحداث، بعد قراءتي لهذه المجموعة التي تتجاوز موسم الهجرة الى الشمال للطيب صالح والمقارنة كونهما في مجال مقولة شرق غرب التي ستتجدد بشكل مختلف هذه المرة مع "حجر الجلخ" ومؤلفها، شعرت بإمكانية استعادة اللحظة الضائعة لهذا الفن الرفيع والخاص للغاية والذي بناه قصاصون سوريون بارعون على مدى قرن كامل وكاد أن يضيع لولا بضعة أسماء، أعتقد جازماً بأن علي دريوسي سيكون من أهمها لمعرفتي بالتراكمات المعرفية التي يختزنها ولجرأته على إعلان مواقف عادلة وبحساسية آخاذة غالباً ما أخلص له كتاب القصة البارعين».

*****
إعداد لإعلامية وفاء نزار سلطان



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوس أسعد يكتب عن: من الرّفش إلى العرشِ
- أوس أسعد يكتب عن: اعتقال الفصول الأربعة
- سأشتري شقتها قريباً
- مركز البحوث العلمية -9- المقطع الأخير
- مركز البحوث العلمية -8-
- مركز البحوث العلمية -7-
- مركز البحوث العلمية -6-
- مركز البحوث العلمية -5-
- مركز البحوث العلمية -4-
- مركز البحوث العلمية -3-
- مركز البحوث العلمية -2-
- مركز البحوث العلمية -1-
- رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -13- المقطع الأخير
- رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -12-
- رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -11-
- رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -10-
- رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -9-
- رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -8-
- رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -7-
- رابطة المَنَاجِذ الشيوعية -6-


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - رحلة إبداع بالعلم والأدب