أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الشاعر التونسي الراحل الصغيّرأولاد أحمد: شاعر تمرّدَ على على سلطة الملوك والرؤساء ورجال الدينّ!!















المزيد.....

الشاعر التونسي الراحل الصغيّرأولاد أحمد: شاعر تمرّدَ على على سلطة الملوك والرؤساء ورجال الدينّ!!


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 15:50
المحور: الادب والفن
    


الشاعر التونسي الراحل الصغيّرأولاد أحمد: شاعر تمرّدَ على على سلطة الملوك والرؤساء ورجال الدينّ!!

علي المسعود

الشاعر التونسي الراحل الصغيّرأولاد أحمد هو شاعر تونسي مناضل ضد القهر و ألأستبداد في تونس وتعرض للمضايقة والفصل من العمل بسبب أفكاره، بشر في شعره بانتهاء استعباد الشعب وتنبأ بالثورة فكان شاعرها قبل أن تولد, ولم يكن خجولا من إبداء سخطه على الرؤساء والملوك، إذ يقول في ديوان نشيد الأيام الستة موجها الخطاب للرئيس الراحل بورقيبة “أنا لا أعشق الرؤساء لكني سأمشي في جنازتهم”، ويوسع الشاعر جغرافيا الازدراء لتشمل بقية الحكام العرب الذين يسحب عنهم أي غطاء للشرعية، واصفا إياهم في مجموعة تفاصيل “هذه الأمة لا يمثل حكامها سوى زوجاتهم ورهط من مهربي المخدرات ومحتكري المعادن”. ولد محمد الصغير أولاد أحمد يوم 4 أبريل/نيسان 1955 في سيدي بوزيد، المدينة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة التونسية. عاش في بيئة فقيرة وقاسية في فترة خروج الاستعمار الفرنسي وبداية بناء الدولة التونسية. بدأ تعليمه في كتّاب القرية، فتعلم القراءة، وحفظ القرآن ثمّ دخل المدرسة الابتدائية بمنطقة النوايل في سيدي بوزيد ومنها حصل على شهادة التعليم الابتدائي عام 1968. وانتقل إلى العاصمة حيث واصل دراسته بالمدرسة العليا لأطر الشباب بمنطقة بئر الباي بين 1975 و1977 وحصل على شهادة منشط شباب.في عام 1978 عاد إلى سيدي بوزيد وحصل على شهادة البكالوريا، وسافر إلى فرنسا حيث درس علم النفس في جامعة رامس ,عمل منشطا في دور ثقافية قبل أن يعرف البطالة من 1987 إلى 1993، وعمل ملحقا ثقافيا بوزارة الثقافة من 1993 إلى 1997، ثم أسس وترأس بيت الشعر التونسي من سنة 1993 إلى 1997، وعمل في عدة صحف محلية وأجنبية. بدأ محمد الصغير تجربة الكتابة الشعرية في سن الخامسة والعشرين في أواخر السبعينات بعدما أنهى جميع مراحل تعليمه في تونس. ودافع منذ زمن طويل عن الحرية والكرامة الانسانية ضد القمع والاستبداد. كتب أول ديوان شعري عام 1984 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وقد كشف الديوان ملامح شاعر غاضب وثائر ضد السلطة مما جعل النظام التونسي آنذاك يمنع توزيع ديوانه الذي بقي محجوزا حتى 1988. بعد عام من نشر ديوانه الذي انتقد فيه السلطة بأسلوب شعري ساخر ومتمرد وخارج على المألوف اندلع في تونس ما يسمى بأحداث الخبز عام 1985 والتي ثار فيها الشعب ضد نظام بورقيبة بسبب ارتفاع أسعار الخبز, كان الصغير واحدا من المتمردين على النظام بسبب احتجاجه على مظاهر الاستبداد وقد سجن لفترة قصيرة بعد توقيفه خلال اعتصام نظم آنذاك للدفاع عن نقابة الاتحاد العام التونسي للشغل ثم طرد من عمله بإحدى دور الشباب . في بداية فترة بن علي واصل النظام ملاحقته للشاعر وطرده من عمله مما دفعه للسفر إلى فرنسا، وقد عاد مطلع التسعينيات إلى تونس بفكرة تأسيس بيت للشعر، تحققت عام 1993 . حاول نظام بن علي أن يكسب ودّ الشاعر بمنحه وسام الاستحقاق الثقافي عن فكرة تأسيس بيت للشعر لكنه رفض تسلم الجائزة، وبقي تحت المضايقات يكتب الشعر ويسخر من النظام رغم طرده من العمل بوزارة الثقافة التي كان يعمل بها ملحقا ثقافيا.
قبل اندلاع الثورة التونسية كتب قصائد شعرية تنبأ فيها بالثورة القادمة وهو ما جعل العديد من المراقبين يعتبرونه شاعر الثورة التونسية . نشر عدة كتب شعرية منها "نشيد الأيّام الستة" عام 1984، و"ليس لي مشكلة" 1998، و"حالات الطريق" 2013
وله كتابان في النثر هما "تفاصيل" عام 1991 و"القيادة الشعرية للثورة التونسية" عام 2013. رفض أولاد أحمد جائزة الاستحقاق الثقافي من الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي عام 1993 تكريما له على تأسيس بيت الشعر التونسي . في المقابل حصل على جائزة قرطاج العالمية للشعرعام عام 2011 وذلك في إطار الملتقى التونسي الإسباني الأول للثقافة. . كتب الصغير أولاد أحمد قصيدة “الوصية”، صيف سنة 1992، وبعد 24 سنة رحل الشاعر مساء الخامس من أفريل 2016 تاركا حزمة من الوصايا ومئات القصائد التي قال عنها في ديوان نشيد الأيام الستة “قصائدي جيش من الأحلام منتشر على الدنيا”. مسيرة الشاعر عبارة عن مسيرة أدبية صاخبة امتدت أكثر من ثلاث عقود، تخلّلها القلق والمنع والفرح والتمرد، امتهن فيها أولاد أحمد معاني جديدة للصعلكة الشعرية، مُعلنًا الخروج على سلطة الملوك والرؤساء ورجال الدين، ليجعل من الشعر حالة احتفاء دائمة بحرية الإنسان.“أنا مفرد في صيغة الجمع”. هكذا يعرّف أولاد أحمد نفسه مستلهما العبارة من الشاعر السوري أدونيس، في ظل انتشار المحظور السياسي كان أولاد أحمد ينظر إلى الشعر بوصفه فعلا يؤسس لتحرر الإنسان من قيود السلطة، ويلخص هذه الوظيفة في عبارات مكثفة وردت بديوان الوصية المنشور سنة 2003 “إن الشعر ليس حرفة معزولة عن التكوين والتاريخ، بل فعل كينونة، متجدد باستمرار، لا معنى له خارج أفق الخلق الحر”. كان أولاد أحمد يصف مشايخ الدين الأصوليين بـ”أصحاب المقاعد المحجوزة في السماء” و”سفراء الله” فطارَده رجال وشيوخ التكفير والتصقت به صفة الزندقة، وقد اتهمه الشيخ الخرف يوسف القرضاوي بالإلحاد والتطاول على الذات الإلهية في كتاب له بعنوان “التطرف العلماني في مواجهة الإسلام”، وذلك على خلفية قصيدة “أدعية” الشهيرة التي نشرها الصغير أولاد أحمد سنة 2007، ومطلعها “إلهي. أعني عليهم. لقد عقروا ناقتي. وأباحوا دمي في بيوت أذنت بأن لا يراق دم فوق سجادها”. وقد استخدم أولاد أحمد قدرته الفائقة في التوظيف المجازي للمعطى الديني في هذه القصيدة الأمر الذي أثار حفيظة مفتي الإخوان, وعن سبب اختلافه مع الإسلاميين خصوصًا المتشددين، قال الشاعر أولاد أحمد «نحن نتحدث عن الدولة المدنية. وهم يتحدثون عن دولة الخلافة، نحن نتحدث عن دولة القانون. وهم يتحدثون عن دولة الشريعة)).
وفي الثاني من أبريل 2015 أعلن الشاعر إصابته بمرض السرطان،و من صدفة الموت أو كرم النهاية أن يموت الشاعر عشية احتفائه بعيد ميلاده، وهو الذي وُلد في 4 أفريل 1955 ومات في 5 أفريل 2016.. مسافة 61 سنة من القتال الأدبي والكتابة وتحولات الحياة والمراحل التي سجل فيها الصغير حضوره نصا وجسدا،.ومن قصائد الشاعر الاخيرة أخترت هذه القصيدتين ومنها قصيدته الشهيرة «نحب البلاد»،

*1*نحبّ البلاد

نحبُّ البلادَ...
كما لا يحبُّ البلادَ أحدْ
صباحًا مساءً
وقبل الصّباحِ
وبعد المساءِ
ويوم الأحدْ
ولو قتّلونا
كما قتّلونا
ولو شرّدونا
كما شرّدونا
لعُدنا غزاة لهذا البلدْ
وعادَ إلى أرضنا الشجرُ
وعادَ إلى ليلنا القمرُ
وصاحَ الشهيدُ:
سلامٌ
سلامٌ
على من صمدْ
نحبُّ البلادَ
كما لا يحبَّ البلادَ أحدْ
ولو قتَّلونا
ولو شرَّدونا
لعُدنا غزاةً... لنفسِ البلدْ
*2*قد أموت شهيدًا

قد أموت شهيدًا
وقد لا أموت شهيدَا
هكذا قلت للصحفيِّ ،
وعدْتُ إلى البيتِ…
أكتبُ هذا القصيدَ
داخلَ المصعد الكهربائيّ قطٌّ،
يجاورُني منذ عام،
غدا نلتقي »:قالَ،
قلتُ:
ـ غدًا ليسَ يومًا أكيدَا
ها هيَ الكلماتُ،
والوقتُ أبْيضُ قان
تُشيّدُ للموت عُشّيْن:
عشا حديثٌا…
وعشّا جديدَا
أيها الطبُّ والربُ:
لا تَتركاني،مع الذئب، وحْدي
وان شئتُما فدَعاني إلى وحْدتي…
واحدًا ووحيدَا


علي المسعود
المملكة المتحدة



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوحة - اليدان المصليتان - تكريم للتضحية والبذل والعطاء
- تحسسوا أنوفكم .. واسألوا أنفسكم: كم من الأشياء تم قطعها منكم ...
- لوحة (-عازف الغيتار العجوز-) تصوير لأقصى حدود الفقر والألم و ...
- رواية الراحل حميد العقابي - المرآة - تنقل الواقع بلغة أدبية ...
- قراءة في كتاب ( نزعة إلى الموسيقى)
- شتان مابين هذا ....وذاك!!
- الفيلم الهندي ( نجوم على الارض ) يحمل رسالة عظيمة في التربية ...
- فيلم ( الملاك ) حكاية الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل..؟؟
- رواية خوزيه ساراماجو (العمى ) بين الرواية والفيلم...
- فيلم أمريكي يكشف فضائح الامم المتحدة في العراق
- فيلم عطر : قصة قاتل (2006 )
- أيها الساسة المتنفذون :أنتم عار التاريخ ؟؟
- داخل حسن سفير الحزن العراقي
- سلام عليك ياوطني حتى وان قتلت فينا الاماني وانهكت فينا الاحل ...
- الفيلم الفنلندي ( الجانب الآخر من ألأمل ) تجسيد للأغتراب داخ ...
- هل باتت السياسة تسيّر الرياضة وتتحكم في مفاصلها؟
- القضية الفلسلطنية في الفيلم اللبناني -القضية ( 23 )
- الدراما السورية في 2018 مرآة للواقع السوري وإنعكاساته !!
- فيلم المخرج الايراني محسن مخملباف ( ألرئيس ) نقد العنف أكثر ...
- وطني ليسَ حقيبة وأنا لستُ مسافر --


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الشاعر التونسي الراحل الصغيّرأولاد أحمد: شاعر تمرّدَ على على سلطة الملوك والرؤساء ورجال الدينّ!!