أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - لوحة (-عازف الغيتار العجوز-) تصوير لأقصى حدود الفقر والألم والعزلة،














المزيد.....

لوحة (-عازف الغيتار العجوز-) تصوير لأقصى حدود الفقر والألم والعزلة،


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6026 - 2018 / 10 / 17 - 23:54
المحور: الادب والفن
    


يقول بيكاسو عن الفن : الفن مثل الحياة يستعصي على التعريف , عندما أعرف شخصيأ ماهو الفن فلن أصرح بذالك لآحد ما. فسأحتفظ بذالك لذاتي ". وبراي ان اكبر ماشوه الجمال هوالحديث عنه , لكن بعض الحديث مُستثنيّ!!. وفي الحديث عن الفن التشكيلي و وبالتحديد مايخص اللوحة ومايثير المتلقي هو موضوع اللوحة وبعدها تجذبه الشكل و الألوان .وفي لوحة ( العازف العجوز ) وهي لـوحـة شهيـرة رسمـها بيـكاسـو خـلال ما عُـرف بالمـرحلـة الزرقـاء (1901 – 1904 ).
اللوحة تنتمي لما يُعرف بـ"الفترة الزرقاء" وهي الفترة التي أعقبت انتحار صديق بيكاسو، طالِب الفنون الإسباني، كارلوس كاسيغماس، بدأت تلك الفترة عام 1901، و خلالها سيطرت على لوحات بيكاسو في تلك الفترة مواضيع مأساويّة قاسية ، استخدمَ في رسمِها اللون الأزرق ودرجاته بشكلٍ كبير، ولهذا سُمِّيَت بالزرقاء . لوحة ( الرجل العجوز ) هي لوحة تمثل رجل مسن يلعب على الكيتار، وربما أعمى، يرتدي ملابس بالية، يجلس في فضاء قاتم، ويضم عليه آلة الكيتار. وهي إحدى أشهر لوحات الفترة الزرقاء. لأنها كانت تُسلّط الضوء على المعاناة النفسية والمادية، وربُما العقلية، في حياة المبدعين. وكثيرا ما يُنظر لعازف الكمان المُسن باعتباره انعكاسًا لكاسيغماس ذاته، رغم أنه انتحر شابا. في الفتـرة التـي سبقـت المرحلـة الزرقـاء، كـان بيكـاسـو يـركّز علـى رسـم الأزهـار
مستخدمـاً ألوانـاً قاتمـة. وفـي المرحلـة الزرقـاء أصبـح اللـون الأزرق يطغـى علـى اللـوحات التـي رسمهـا فـي تلـك الفتـرة. لوحـات بيكاسـو فـي المرحلـة الزرقـاء كـانت تلخيصـاً لحيـاة الفنـان نفسـه؛ إذ كـان يعانـي الفقـر والحـزن. كمـا كـان واقعـاً تحـت تأثيـر ابتعـاده عن عائلتـه في برشلـونة و لوحاتـه في تلـك الفتـرة تشـي بتعاطفـه العميـق مع المسحوقين والفقـراء والمكفوفيـن وذوي العاهـات. وباختصـار كل من يعيـش علـى هامـش الحيـاة. لوحـة "عـازف الكيتـار العجـوز" تمثـل نموذجـاً ممتـازاً لطبيـعة لوحـات المرحلـة الزرقـاء التـي تعمـد فيـها بيكاسـو رسـم شخـوص لوحاتـه بهيئـات منكسـرة ومشوهـة. في هذه اللوحـة تمكن بيكاسـو من التعبيـر ببراعـة عـن التـدهور الجسمانـي والمعنـوي لشخصيـة ( العازف ) موضوع اللـوحة. هنـا يبـدو العـازف العجـوز الأعمـى بملابسـه الرثـة وجسـده الكليـل وهـو يعزف على كيـتاره بـلا اهتـمام، وقـد اتـخذ وضـع جلـوس غيـر المريـح وبـدا كمـا لـو أنـه لا ينتـظر أي عزاء أو إشـادة من العالـم المحيـط بـه، أو كما لـو أن الحيـاة تسربـت من جسـده الشاحـب ولم تـعد تعنـي لـه شيئـاً. هذا العـازف العجـوز كـان أحـد بؤسـاء المرحلـة الزرقـاء؛ أي نفـس الفئـة التـي وجـد بيكاسـو نفسـه متعاطـفاً مع أفرادهـا بُعَيـد وصـوله إلى بـاريس لأول مـرة وكـان عمـره لا يتجـاوز التاسعـة عشـرة. وقـد أفـرد بيكاسـو لهـذه الفئـة العديـد من اللوحـات الـتي تصورهـم فـي كافـة أشكـال الحرمـان والبـؤس مستخدمـاً اللـون الأزرق، الذي أصبـح بفضـل بيكاسـو ومرحلتـه الزرقـاء رمـزاً للسوداويـة والحـزن وخلـوّ الحيـاة مـن أي معنـى أو هـدف , في هذه اللوحة ( العازف العجوز ) جعل بيكاسو المشاهد أو المتلقي للوحة لايركز عل حالة الشيخوخة عند العازف بقدر التركيز على شيخوخة الروح والتي كان انعكاسها بوضوح في فقر وعزلة العازف الذي لايؤنسه شيء غير آلته البالية، أعمى وفقير ووحيد بملابس تكاد تستره؛ مُنكفئ على نفسه في فضاء موحش .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الراحل حميد العقابي - المرآة - تنقل الواقع بلغة أدبية ...
- قراءة في كتاب ( نزعة إلى الموسيقى)
- شتان مابين هذا ....وذاك!!
- الفيلم الهندي ( نجوم على الارض ) يحمل رسالة عظيمة في التربية ...
- فيلم ( الملاك ) حكاية الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل..؟؟
- رواية خوزيه ساراماجو (العمى ) بين الرواية والفيلم...
- فيلم أمريكي يكشف فضائح الامم المتحدة في العراق
- فيلم عطر : قصة قاتل (2006 )
- أيها الساسة المتنفذون :أنتم عار التاريخ ؟؟
- داخل حسن سفير الحزن العراقي
- سلام عليك ياوطني حتى وان قتلت فينا الاماني وانهكت فينا الاحل ...
- الفيلم الفنلندي ( الجانب الآخر من ألأمل ) تجسيد للأغتراب داخ ...
- هل باتت السياسة تسيّر الرياضة وتتحكم في مفاصلها؟
- القضية الفلسلطنية في الفيلم اللبناني -القضية ( 23 )
- الدراما السورية في 2018 مرآة للواقع السوري وإنعكاساته !!
- فيلم المخرج الايراني محسن مخملباف ( ألرئيس ) نقد العنف أكثر ...
- وطني ليسَ حقيبة وأنا لستُ مسافر --
- هل العراق لا يحب مبدعيه؟ ولماذا ساسة العراق يتنكرون لأصحاب ا ...
- ببياض الوجوه و الايدي ...يحتفل الشيوعون العراقيين بعيدهم الر ...
- لنجعل من -أكيتو - العام الجديد ورأس السنة البابلية و الاشوري ...


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - لوحة (-عازف الغيتار العجوز-) تصوير لأقصى حدود الفقر والألم والعزلة،