أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج3/ الجذورالاستعمارية للمجتمع الدولي والشرعية الدولية:















المزيد.....

ج3/ الجذورالاستعمارية للمجتمع الدولي والشرعية الدولية:


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


5-المجتمع الدولي: المعنى الحرفي لهذا المصطلح هو (مجموع الدول والهيئات الدولية الممثلة لشعوبها والأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والملتزمة بقوانينها وقوانين أخرى خارجها ضمن ما يسمى المنظومة القانونية والعرفية المدونة في اتفاقيات دولية لمجموعات من الدول). أما معناها الحقيقي والعملي فهو عبارة تستخدم في العلاقات الدولية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها للإشارة إلى أنفسهم بوصفهم " المجتمع الدولي" بالمعنى الحصري. وهذا ما يرد بشكل حرفي في أكثر من موسوعة اصطلاحية محايدة كـ "الموسوعة الحرة" وموسوعة "المعرفة" حيث نقرأ (المجتمع الدولي هي عبارة تستخدم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العلاقات الدولية للإشارة إلى أنفسهم، بأوسع معانيها. وهو لا يشير بشكل حرفي إلى كل الأشخاص والثقافات والحكومات العالمية. ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى وجود المهام والالتزامات الشائعة بينها. وغالبًا ما يستخدم النشطاء والسياسيون والمعلقون هذا المصطلح، في سياق الدعوة لاتخاذ إجراء ضد القمع السياسي ولحماية حقوق الإنسان). ورغم أن هذا التعريف ناقص ولا يقول الحقيقة كاملة، ولكنه يفي بالغرض من حيث المبدأ، إذ يؤكد أن "المجتمع الدولي" يعني حصرا "الولايات المتحدة وحلفاءها"!
6-الشرعية الدولية: هذا المصطلح لصيق بسابقه "المجتمع الدولي". والشرعية أو بالفرنسية (Legitimacy ) تأتي (بمعنى صفة لما يبدو مشروعاً، كما أنها صفة لكل التصرفات التي تكون مطابقة للقانون. أما المشروعية "légitimité" فإنها صفة لكل ما يؤسس على القانون والعدالة.
*أما الشرعية الدولية، فيعتبر ميثاق الأمم المتحدة من الناحية التعريفية الرسمية أهم مصادرها، ومن مصادرها التعريفية الأخرى (المعاهدات والأعراف، والأخيرة هي العادات الدولية المرعية المعتبرة بمثابة قانون دلَّ عليه تواتر الاستعمال والمبادئ العامة للقانون المعترف بها في الأمم المتمدنة. الفقه والاجتهاد كمصادر ثانوية أو تكميلية. ومبادئ العدالة والإنصاف كمصدر احتياطي إذا رضي الفرقاء المعنيون الاحتكام إليه). أي أن العدالة والإنصاف مبدآن غير واجبين أو ملزمين بل تجب موافقة الفرقاء عليهما حتى يكونا موجودين ضمن الشرعية الدولية أي أن مبدأ القوة هو الأول!
*أما عمليا وفعليا فهذا التعريف الواسع لا يعني ظاهره المعلن بل يعني نقيض ذلك وبدراسة التجربة السياسية العالمية لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، نجد خمس دول كبرى دائمة العضوية ولها، في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حق النقض لأي قرار حتى لو أجمعت عليه كل دول العالم وشعوبه.
*كما أن هيمنة الدول الغربية الاستعمارية الثلاث أميركا وبريطانيا وفرنسا على مقررات وآليات عمل الأمم المتحدة يفرغ تعريف هذه المصادر من مضمونها ويجعل الشرعية الدولية شرعية غربية استعمارية وإمبريالية بحتة. والغريب أن ساسة ومنظري وصناع الخطاب الغربي الإمبريالي لا ينكرون ذلك ولكن توابعهم من مثقفي الجنوب المأجورين أو المضللين في بلداننا هم من ينكرون ذلك ويحاولون تلميع هذا المصطلح ومضامينه السوداء.
*هناك العديد من الكتب والدراسات التي تكشف حقيقة أكذوبة المجتمع الدولي، ويمكن الاستفادة من التقسيم الثماني لطبقات دول المجتمع الدولي والذي طرحه الباحث د. عبد الستار قاسم: الطبقة الأولى تتشكل من (الولايات المتحدة و"إسرائيل) والثانية (تؤلف الدول الأوروبية المساندة تلقائياً لـ "إسرائيل") والثالثة تتألف من الدول (التي تزاحم من أجل أن تكون صاحبة قرار أو من الذين يصنعون القرار مثل فرنسا والهند والبرازيل) والرابعة (التي لديها قدرة على التأثير لكنها مترددة بسبب عدم توفر القوة الكافية للتحدي مثل روسيا والصين)...الخ.
*أما الناقد الدائم والعميق للإمبريالية نعوم تشومسكي فقد عبر عن (اعتقاده أن مفهوم المجتمع الدولي، ليس سوى مصطلح فارغ بلا معني، و"خدعة، ووهم" للناس العاديين" وما يتعرض له الفلسطينيون، أثبت أنه لا يوجد شيء اسمه "مجتمع دولي").
7- القانون الدولي: وهو مصطلح لصيق معنىً وسياقاً بسابقه " الشرعية الدولية" ويقصد به حرفيا مجموع قوانين منظمة الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل عدد كبير من الدول. ولكنه عمليا، وبسبب سيطرة الدول الغربية على منظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها وتمتع خمس منها بالعضوية الدائمة وحق النقض الفيتو أصبح يعني الإرادة الغربية والأميركية بشكل غالب والتي يراد فرضها على جميع الدول الأخرى. ونقرأ في تعريف القانون الدولي الأكاديمي ما يلي (إن ما يسمى "القانون الدولي العام" والذي يُؤرخ في شكله المعاصر بصُلْح وستفاليا Westphalia وهي مقاطعة ألمانية، في سنة 1648 (هما معاهدتا السلام اللتان دارت المفاوضات بشأنهما في وستفاليا وتم التوقيع عليهما في سنة 1648. وقد أنهت المعاهدتان حرب الثلاثين عاماً في الإمبراطورية الرومانية المقدسة وحرب الثمانين عاماً بين إسبانيا وهولندا. ووقعها مندوبون عن الإمبراطور الروماني فرديناند الثالث وممالك فرنسا، إسبانيا والسويد، وجمهورية هولندا والإمارات البروتستانتية التابعة للإمبراطورية الرومانية المقدسة). ويصف بعض الكتاب القانون الدولي في بداياته بأنه "القانون العام الأوروبي" أو "قانون الدول المسيحية" بتعبير الباحث لورانس Lawrance. فقد حكم هذا القانون في قرنين من الزمن تقريباً سلوك الدول الأوربية المسيحية بوصفها وحدها الدول المتمدنة)، أي أنَّ ما تبقى من دول العالم تعتبر عندهم دول ومجتمعات همجية ومتخلفة. ويضيف التعريف (لكن نادي "الدول المتمدنة" سرعان ما فتح أبوابه لدول لا هي أوربية ولا مسيحية كتركيا 1856، ثم لدول لا هي أوربية ولا مسيحية ولا إسلامية كاليابان، حتى غدا قانوناً عالمياً علمانيا في زماننا). بمعنى أن العالم محكوم اليوم بنسخة معدلة من صلح ويستفاليا الأوروبي المسيحي وقد أطلق عليه اسما جديدا يوحي بالحياد والعدالة هو "القانون الدولي" اما جوهره القائم على نزعة ومنطق الغلبة للأقوى والمسلح جيدا فبقي كما كان في زمن الإمبراطورية الرومانية المقدسة والغارقة بدماء الشعوب المستضعفة، إنها نزعة هيمنة دولة أو مجموعة قليلة من الدول القوية والمسلحة حتى الأسنان بأسلحة الدمار الشامل، على أمم وشعوب العالم الأخرى والتحكم بمصير البشرية مع إضافة جديدة هي التحكم بمصير الكوكب الأرضي والطبيعة التي يجري تخريبها واستغلالها ببشاعة وجشع رويدا رويدا جريا وراء الأرباح والثروات الجديدة غير المتجددة.
يتبع.

*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية لجورج عبد الله بعد 34 عاما من السجن الانتقامي الفرنسي ...
- ج2/الجذور المخابراتية الاستعمارية لمصطلحات -لبرالية- شائعة: ...
- الغزو الفرنسي للجزائر وأكذوبة مروحة حسين داي
- جنرال إلكتريك الأميركية قد تخطف عقد كهرباء العراق ب 15 مليار ...
- ج1/الجذور المخابراتية والاستعمارية لمصطلحات -لبرالية- شائعة
- الشرقات الأدبية ليوسف زيدان كما رصدها كتاب عرب
- الجنابي يكشف أسرار تلوث وملوحة المياه في البصرة: سرقة مياه ق ...
- سيف دعنا: الاستعمار الصهيوني لفلسطين من النوع الاستيطاني الإ ...
- حنطة أميركية قاتلة في ميناء أم قصر- الرصيف رقم 10 في باخرتين ...
- سيناريو مهزلة استقبال يوسف زيدان في بغداد!
- كاتب يعتذر باسم الكتاب والمثقفين العراقيين ليوسف زيدان.. من ...
- ج/المعدان وجنائن بابل المعلقة
- ج2/الأبحاث الجينية المحايدة تنفي -سامية- الأشكناز
- عادل عبد المهدي:سيرة ذاتية مختلفة
- من هو محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب الجديد؟
- قراءة أخرى في السيرة الذاتية لبرهم صالح
- خبر جيد حول دعوى الطعن القضائي في -قانون شركة النفط الوطنية- ...
- لماذا رفض حيدر العبادي تكليف عادل عبد المهدي؟
- عادل عبد المهدي مستقل أم مستقتل؟
- ج2 تعقيب أولى على مقالة عامر محسن : انحطاط الديموقراطية الإج ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج3/ الجذورالاستعمارية للمجتمع الدولي والشرعية الدولية: