أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - المجرم الخائب














المزيد.....

المجرم الخائب


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6021 - 2018 / 10 / 12 - 02:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتادت الأنظمة العربية - الا قليلا - على فعل أي شيء دون الحاجة الى تبرير أفعالها أو إيجاد منطق سليم ورائها، وهي في ذلك تستند إلى بطشها بكل من تسول له نفسه الاعتراض على هذه الأفعال، وهي أيضا تقول ما شاء لها من تصريحات دون أن تحاول إرجاعها الى المنطق السليم أو تستند فيها الى الحقائق.
ويبدو أن هذه الأنظمة من كثرة ما أعتادت على سلوك مثل هذا النهج بين شعوبها ظنت أن نفس الأسلوب يمكن أن يتماشى مع الجميع داخل وخارج بلدانها ولذلك فهي لم تعد تبذل أي جهد على الاطلاق في اخفاء جرائمها أو صياغة أكاذيبها بالصورة التي تبدو عليها منطقية أو عقلانية أو مستساغة.
ومن ذلك جريمة اختفاء خاشقجي التي يظهر فيها درجة من الفشل والقصور لا يمكن أن تحدث بين اكثر المجرمين غباءا وفشلا ولا حتى في فيلم من افلام الكوميديا، فهي جريمة تحدث على أرض دبلوماسية، ويتم فيها تسجيل لحظة دخول الرجل الى القنصلية بالكاميرات، وهو يترك خطيبته في الخارج للاتصال بمن يمكن أن ينجده في حالة أراد نظام بلده عمل أي شيء يضر به ويرتدي ساعة تحدد موقعه وعلاماته الحيوية.
وفوق ذلك يتم استدعاء طاقم من كبار رجال دولته في نفس اليوم ويتم تعطيل الكاميرات حتى لا تسجل ما حدث في ذلك اليوم ويتم استدعاء طبيب شرعي بين المجموعة التي دخلت الى تركيا في هذا اليوم بجوازات سفرها وبأسمائها الحقيقة.
وهم بعد ذلك يدخلون الى القنصلية بحقيبة معدات، ويشترون مجموعة من الحقائب ويغادرون في نفس اليوم بدونها، وبالاضافة الى ذلك تسجل المخابرات الأمريكية اتصالات بين أميرهم وبينهم حول اختطاف خاشقجي واعادته الى بلاده.
وفوق كل ذلك يزيد المشهد البائس بؤسا بفتح ابواب القنصلية أمام احد وكالات الانباء الأجنبية للتأكيد على انهم لم يحتفظوا بالرجل بين الأرفف أو في الأدراج!
مع الاستمرار في صوغ مجموعة أكثر فشلا وبؤسا من الأكاذيب وحتى رغم ظهور الكثير من الدلائل حول حقيقة ما حدث الا أن ماكينة الأكاذيب مازالت تعمل بلا توقف.
فعلى ما يبدو أنهم تدربوا على عملهم من خلال افلام الجاسوسية المصرية الغير محبوكة أو صنعوا نسخة فاشلة للغاية من أفلام جيمس بوند!
ولا أرى أي عمل أخر يفوق هذا العمل غباءا وفشلا مر عليّ في حياتي إلا عملية دخول صدام حسين الى الكويت التي تم استدراجه اليها مثل الثور الهائج لتتحول المنطقة العربية بعدها الى منطقة صراع وتفكك وتحلل وانهيار متسارع وتفقد تريليونات الدولارات منذ ذلك الحين وتتحول اغلب دولها الى دول فاشلة مصابة بكل أمراض الدول بل أن بعضها لم يعد يصح أن يطلق عليه مسمى دولة!
إن ما ترتكبه الأنظمة العربية من أفعال وجرائم في حق معارضيها بوجه خاص وفي حق شعوبها بوجه عام لا يفيد حتى وجودها وبقائها، ولو أنها حاولت الاستماع الى نصائح الناصحين وانتقادات المنتقدين ونظرت الى شعوبها وبلدانها نظرة الحاكم الشعبي الذي يبحث عن صالح البلاد والعباد لما وقعت في كل هذه الأخطاء التي لا يستفيد منها الا القوى العظمى التي تحميهم لتطالبهم بعد ذلك علنا بنفقات هذه الحماية سرا وجهرا.
ولو أن هؤلاء اتخذوا من شعوبهم حماة لهم ورفعوهم الى المكانة التي يستحقونها ما احتاجوا الى حماية خارجية ولما نالهم كل هذه المهانة ووقعوا في كل هذه الكوارث وجروا بلدانهم الى الهلاك.
ولكن ماذا تقول في حكام وأنظمة غاب عنهم العقل والمنطق واحاطوا أنفسهم بثلة من المنافقين والمنتفعين ولم يعبأوا كثيرا بمصير بلدانهم التي جرفوا ثرواتها وافقدوها تدريجيا القدرة على البقاء وغيبوا شعوبهم عمدا مع سبق الاصرار.
أتمنى ان تكون جريمة اختفاء خاشقجي اخر جريمة من نوعها وأن تكون دمائه لعنة على من استحلوا حياة الناس وحقوقها ودمائها وبرروا لأنفسهم أشنع الجرائم وظنوا أنه ما من اله سيحاسبهم على ما اقترفوه من آثام.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شفا الهاوية
- أعداء الثورة
- الكفيل
- طريقة اللواءات في حل المشكلات
- التطور الطبيعي للفساد
- مصر دولة مش معسكر
- انفراط العقد
- الخوف
- معركة النفس الطويل
- ثمن القهر
- نقاب حلا
- المسرحية
- الحمار مسعود يواجه حرب الشائعات
- معجم السيساوي
- مصر والعراق الى أين ؟
- الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء
- بين نارين
- القفز في الفراغ
- الشيطان في جسد الأبله
- مكافحة الفساد في دولة الفساد


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - المجرم الخائب