أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مصر دولة مش معسكر














المزيد.....

مصر دولة مش معسكر


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6001 - 2018 / 9 / 22 - 03:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت هذه العبارة هي إحدى هتافات الثورة التي تصدح بين أركان الميادين في يوم 25 "مصر دولة مش معسكر" ولكن وبعد افشال الثورة وأهدافها بالتآمر عليها تحولت مصر وتتحول في كل يوم إلى ثكنة عسكرية وأرض معركة مجهولة الأطراف.
ففي كل شبر وكل شق تنتشر القوات المدججة بالسلاح والعربات المصفحة والأسوار الحديدة التي تحدد حركة البشر والسيارات وتضطرك إلى سلوك مداخل ضيقة، وفي كل مرة تخرج الى الشارع سيتم ايقاف المركبة التي تحملك عدة مرات للتأكد من هوية السائق وفحص من وما بالسيارة وكأننا في ثكنة عسكرية!
حتى أبواب المراكز التجارية الرئيسية يتم اغلاقها في وجه روادها ليكتفي المسؤولين عن الأمن فيها بفتح أبواب جانبية صغيرة تصل اليها عبر اسوار حديدة لا تسمح بمرور أكثر من شخص واحد ليتم فحصك من قبل أفراد الأمن وكأنك لا تحاول دخول مركزا تجاريا وإنما .. ثكنة عسكرية!
ولأن الرئاسة تخصص في كل يوم أراضي واسعة لصالح القوات المسلحة ومشاريع القوات المسلحة ونوادي القوات المسلحة ومساكن القوات المسلحة، فستجد نفسك في كل وقت وفي كل مكان أمام "منشأة عسكرية" .
ربما تعتقد أن وجود مطعم يبيع الزلابيا والبطاطس أو الشاورما أو الكباب أو بقالة يجعل من المكان منشآة مدنية ولكنك ستكون واهما في هذه الحالة فهذا لا يعني أبدا انك لست في .. ثكنة عسكرية.
نحن نعيش في "ثكنة عسكرية" الجنود حولنا في كل مكان مدججين بالسلاح لا لحمايتك من المجرمين ولصوص المال العام وتجار الآثار والمخدرات أو الكائن الهلامي مجهول الهوية الذي يدعونه "إرهابا" ولكن لضبط المتمردين الذين حلموا في يوم بوطن طبيعي يعيشون فيه حياة طبيعية ويختارون فيه من يحكمهم مثل كل الشعوب الطبيعية، ويتمكنون من محاسبة اللص والفاسد والخائن مثل أي شعب طبيعي في وطن طبيعي.
الإعلام .. ثكنة عسكرية .. فلا يسمع في القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية ولا يقرأ في الصحف المصرية إلا ما يقوله العسكر.
الشارع .. ثكنة عسكرية .. فلا يمكنك أن تتحرك أو تنتقل من مكان الى أخر بغير أن يوقفك العسكر وتحيط بك الحواجر والأسوار.
المخبرون ينتشرون في كل مكان فالحائط له أذآن والهواتف والحسابات الشخصية وحياتك وخصوصياتك بلا حرمة كل شئ مباح للعسكر الذين يتحكمون في كل كبيرة وصغيرة ويعتبروك أنت وبلدك وحياتك ملكا خاصا لهم يفعلون بكم ما شاء لهم.
أنت في مصر في سجن بحجم دولة لا يختلف الأمر كثيرا إن كنت في أحد السجون العالية الأسوار التي أصبحت لا تضم الا الشرفاء أو كنت في السجن الأكبر حجما .. سجن بحجم دولة .. سجن من القمع والقهر والانتهاكات اللانهائية.
سجن العجز عن حماية حياتك ومستقبل أبناءك ووطنك الذي يتم تفكيكه وبيعه بسرعة لا تملك أمامها الى البكاء في صمت فليس مسموح لصوت بكائك أن يصدع رؤوس العسكر ويوقظ شعب قاموا بتغييب الغالبية العظمى منه وعملوا على تدجينه وسياقته كالبهائم.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفراط العقد
- الخوف
- معركة النفس الطويل
- ثمن القهر
- نقاب حلا
- المسرحية
- الحمار مسعود يواجه حرب الشائعات
- معجم السيساوي
- مصر والعراق الى أين ؟
- الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء
- بين نارين
- القفز في الفراغ
- الشيطان في جسد الأبله
- مكافحة الفساد في دولة الفساد
- صمت القبور
- تأثير الفرد
- الخيانة عادة أهل الخيانة
- التنظيف على الطريقة السيساوية
- عندما يحكمك المجرمون والعملاء
- من ربط البطن الى ربط الرقاب


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مصر دولة مش معسكر