أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - على شفا الهاوية














المزيد.....

على شفا الهاوية


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6016 - 2018 / 10 / 7 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى الأن لا يمكنني تصديق ما حدث في مسألة الكاتب السعودي جمال خاشقجي، وذلك لأسباب عديدة، فهو أولا لا يمكن اعتباره معارضا بالمعنى المعروف للمعارض، ولكنه أقرب الى ناقد يسدي النصح الى النظام السعودي باخلاص شديد وكل نصائحه لم يكن يبغي بها سوى صالح النظام السعودي واستقرار بلاده.

وفوق ذلك فإننا تعودنا أن الخليج بصفة عامة كان يولي سابقا لمواطنيه الكثير من الدعم والاحترام وحتى في حالة خروج أحد المواطنين عن الخط المرسوم كان يتم التعامل معه بطرق لا تمس بالصورة الخارجية للدولة ولا لأبناء هذه الجنسيات.

فإذا أضفنا الى ذلك أن تتم الجريمة في دولة أخرى وفي مبنى دبلوماسي يصبح الأمر فاجعا وغير قابلا للتصديق، ولكن ما يجعله رغم ذلك وارد الحدوث هو حجم ما يحدث في العديد من بلدان العالم من خروج على كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية.

فاختفاء خاشقجي بعد دخوله السفارة السعودية بتركيا لا يختلف كثيرا عن اختفاء رئيس الشرطة الدولية في الصين، ولا يختلف عن واقعة رجيني أو كل ما يتم في البلدان العربية من قمع وترهيب وتنكيل بالمعارضين، وخاصة لمن منهم يحمل هم تقديم الحقيقة الى الناس والدفاع عن المظلومين، وكل من يرغب في الابقاء على بلاده في وضعية قابلة للحياة في بلدان يتحكم بها قوى اصابها العمى واصبحت كالفيل الهائج في مصنع الفخار.

إن مسالة خاشقجي تضع العالم كله في الميزان وتكشف الستار عن كل الانظمة التي تدعي مساندتها للحقوق والحريات، والتي لم تحرك ساكنا تجاه الكثير من الفظائع التي نعيشها يوميا بسبب وجود انظمة اشبه بعصابات تفعل ما بدا لها بلا رادع مقابل ما تحققه لهذه القوى الخارجية من مصالح وما توفره لها من رفاهية.

فكل شئ يمكن التنازل عنه الأن مقابل صفقة سلاح أو منع الهجرة الغير شرعية أو المشاركة في تنفيذ مشروعات صهيونية في المنطقة، ويكفي في هذه الحالة أن تخرج علينا هذه القوى السياسية ببعض البيانات التي تذر بها الرماد في العيون دون أن تقدم على فعل اي اجراء تدافع به عن الحقوق والحريات أو تظهر التزاما تجاه القانون الدولي.

إن لغة المال والمصالح نجحت في تبرير مئات والاف الجرائم التي حدثت في الآونة الأخيرة وحتى جريمة فادحة مست مواطن أوروبي مثل جريمة قتل ريجيني والتي أرى بينها وبين جريمة قتل خاشقجي تشابها كبيرا فكلا الجريمتين كانتا بمثابة وسيلة لترهيب كل من يتجرأ على الحديث أو النقد.

وعلى الرغم من التصريحات التي يدلي بها المسؤولون الأمريكيون وغيرهم بشأن خاشقجي لا اتصور أن هناك اجراء حقيقي سيتم اتخاذه تجاه هذه الجريمة فالمال سيتكلم كالمعتاد ولا صوت سيعلو فوق لغة المصالح.

اشفق على من ينتظرون رد فعل قوي من اي جهة في هذا العالم الذي يسقط كل يوم سقوط مدوي في كل ما هو جيد وكل ما هو انساني وكل ما هو صالح ويتحول الى شئ بشع ومخيف ومكان غير قابل للحياة .

هذا العالم على شفا الهاوية



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعداء الثورة
- الكفيل
- طريقة اللواءات في حل المشكلات
- التطور الطبيعي للفساد
- مصر دولة مش معسكر
- انفراط العقد
- الخوف
- معركة النفس الطويل
- ثمن القهر
- نقاب حلا
- المسرحية
- الحمار مسعود يواجه حرب الشائعات
- معجم السيساوي
- مصر والعراق الى أين ؟
- الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء
- بين نارين
- القفز في الفراغ
- الشيطان في جسد الأبله
- مكافحة الفساد في دولة الفساد
- صمت القبور


المزيد.....




- إيران تستهدف مستشفى سوروكا في تل أبيب.. وإسرائيل ترد بتصعيد ...
- قبل إعلان ترامب عن مهلة لإيران.. مصادر تكشف لـCNN عن تحركات ...
- تحليل لـCNN: هل يستطيع الكونغرس منع ترامب من ضرب إيران؟
- -كتائب حزب الله- العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر ك ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل للتحذير من هجوم صاروخي إيراني ...
- غروسي: إيران لم تكن تصنع قنبلة نووية عند بدء الهجوم.. لا تنس ...
- 34 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم أغلبهم من المجوعين
- الرئيس الأوكراني يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية
- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - على شفا الهاوية