أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - وظيفة المثقف في الحالة المجتمعية














المزيد.....

وظيفة المثقف في الحالة المجتمعية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 22:16
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


" إن محو الاستعمار هي عملية تاريخية ، لا يمكن أن يفهم ويعقل ولا يمكن أن يصبح واضحا بنفسه إلا بمقدار الحركة الصانعة للتاريخ التي تهب له شكله ومضمونه"1
تتعرض الحالة المجتمعية إلى هجمة شرسة على كل شيء ومن جميع المحاور، إنها هجمة على الإنسان والثروات والأرض والتاريخ تفكيك للطبقة والمؤسسات والموارد والطاقات والقدرات سواء من الخارج أي الأعداء التقليديين والجيران المتربصين وسواء من الداخل أي القوى الانفصالية والحركات الضالة والمجموعات التابعة. لقد وجد المثقف الحالي الموظف نفسه في ورطة قاسية وبات ينفذ آليا ما يتلقاه من تعليمات ويكتفي بمسايرة مقترحات قوى الضغط ومطالب الفاسدين وقرارات التي تمليها الأجهزة الرقابية.
غير أن الإشكالي هو الدور السلبي الذي بات يؤديه المثقف الذي تحول إلى داعية للمشروع الديني المغلق حينا والى تاجرا بالقضية ووكيلا للأجندات الدخيلة وتخلى عن قضايا شعبه وأدار ظهره عن هموم وطنه.
في مقابل ذلك ظل المثقف يمارس جلد الذات ويكرس واقع التبعية للخارج الاستعماري ويزيد من درجة الاحتقار الذي يتم توجيهه للثقافة العربية ويبدي الكثير من الهروب والاستعلاء والنرجسية عن مجتمعه ويحتمي بالمنظمات الحقوقية الدولية وينشد الحرية والسلامة لنفسه دون أن يناضل لكي يسترد الشعب سيادته الذاتية ولا يقدم حلولا ناجعة للخروج من النفق الحضاري الظلم الذي انتهت إليه الحالة الاجتماعية.لقد جرب المثقف الانتماء الحزبي وتقلد الوظائف الرسمية واشتغل ضمن الطاقم الاستشاري للحكومات ولكنه لم يفد التنوير المدني والتغيير الاجتماعي والثورة الثقافية التي تستحقها الجماهير في شيء بل تحول إلى حارس جديد للهيمنة القديمة وجلاد عصري لضحايا أبرياء وأعاد إنتاج الاستبداد وعطلة حلم الانعتاق. إن الدور العضوي الذي يلزم المثقف العربي نفسه بالقيام به هو مقاطعة مشاريع التجزئة والتقسيم والابتعاد عن منطق فرق تسد وعن الأجندات الخطيرة التي تهز كيان الأمة والتي يتم برمجتها والإعداد لها بحنكة والنأي بنفسه عن نزعة الانطوائية والانعزالية والنفاق البائس والمهادنة المجانية والإيمان الواثق بالقدرات الذاتية للاستفاقة الحضارية والاسترجاع الكامل على نحو مغاير للسؤدد السياسي والمجد الثقافي بين الأمم.
لا يكفي أن يلتحق المثقف بركب الشعب في ذلك الماضي الذي لم يبق له وجود بل ينبغي أن يلحق بركب الشعب في هذه الحركة المقاتلة التي شرع يقوم بها والتي ستقضي فجأة إلى إعادة النظر في كل شيء"2 .
والحق أن الحالة العربية تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تكاتف مجموعة كبيرة من الكتاب الأحرار والمثقفين العضويين والمفكرين الملتزمين والفلاسفة التطبيقيين والعلماء المهتمين لكي يشتركوا في بناء المشروع الوطني للتحرر السياسي من الهيمنة والتسلط والانعتاق الاجتماعي من التخلف والتبعية والوعي بأهمية التوحد والاندماج والانصهار بدل الفرقة والتشتت والتباغض والاشتباك المباشر بالواقع المتردي. من الضروري القول بأن المثقف الحقيقي ليس موظفا بالمعنى البيروقراطي للكلمة ولا خبيرا بالمعنى التكنوقراطي وإنما هو الذي يجعل الثورة شغله الشاغل والتنوير مهمته المركزية والتقدم مقصده الأسنى ويبذل مجهوداته القصوى لكي يدفع التاريخ نحو الأمام ويعتمد العقلانية النقدية معيارا للثقافة الملتزمة. فمتى يعي المثقف الوظيفة الثورية التي ظلت تناديه ويقلب الطاولة تماما على كل المحتالين والمندسين؟
الإحالات والهوامش:
[1] فانون فرانس، معذبو الأرض، ترجمة الدروبي والأتاسي، دار الفارابي، بيروت، طبعة أولى، 2004، ص26
[2] فانون فرانس، معذبو الأرض، مرجع مذكور، ص248
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطابة الجديدة بين اعتباطية الآراء ودقة البرهنة
- الخطاب الديني والحاجة الى الأنسنة
- راهنية التساؤل الفلسفي عن الطبيعة
- المنظور الفيزيائي للكون عند رونيه ديكارت
- سمير أمين بين المركز الامبريالي والتطور اللامتكافئ في المحيط
- مطلب الحرية بين النظر العقلي والفعل الإرادي
- التفكيك والاختلاف عند جاك دريدا
- مستقبل العالم في ضوء المتغيرات
- غاية الفلسفة السياسية
- المقاومة الثقافية بين إحياء حق العودة والمطالبة بالمساواة
- الاصلاح الديني ومشروعية الاجتهاد
- المناحي النقدية في الفلسفة المعاصرة
- مراجعات للمعرفة العلمية من طرف باشلار ودسانتي وغرانجي
- في الجدل الاجتماعي والقانوني بين عقل الدولة وضمير الشعب
- العالم بين الأزلية والإحداث عند كانط
- حدود قراءة محمد شحرور للموروث
- أبو الحسن العامري بين الإبصار والإسعاد والإنقاذ
- الاحتفال بالفلسفة وحكمة تنظيم المهرجان
- الاستحقاق الفلسطيني في القدس
- تاريخ العلوم بين التجربة العفوية والتجربة الحاسمة


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - وظيفة المثقف في الحالة المجتمعية