زهير الخويلدي
الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 12:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" إذا كان للأسف صحيحا أن السياسي ليست شيئا آخر سوى ألم ضروري للمحافظة على الإنسانية ، فإن هذه قد بدأت فعلا في الاختفاء من العالم"1
لقد لمع العديد الفلاسفة في مجال الفكر السياسي ويمكن أن نذكر من الحقبة الإغريقية أفلاطون في محاورتي الجمهورية والسياسي وأرسطو في كتاب السياسة ورسالة الأخلاق إلى نيقوماخوس والفترة الحديثة نيكولا ماكيفيلي في كتاب الأمير وسبينوزا في رسالة السياسة والمقالة السياسية التيولوجية وتوماس هوبز في اللويثيان وجون جاك روسو في العقد الاجتماعي والمفكر ألان في كلام حول السلطات وكذلك عمونيال كانط في مشروع السلم الدائم وهيجل في كتابي مبادئ فلسفة الحق والعقل في التاريخ.
تشير السياسة على الصعيد الايتيمولوجي إلى أربع معان:
- فن حكم الدولة من خلال الجهد المبذول من أجل التأثير على الحكومة بشكل تتمكن فيه من تنظيم الحياة المشتركة وتوجيهها بكيفية ملائمة نحو المصلحة العامة.
- جملة الأفعال التي تستهدف الاستيلاء على السلطة وانتزاعها والمحافظة عليها. هنا يتم إلغاء أو تخفيف كل غائية خارجية أو متعالية عن الفعل السياسي وفي المقابل يقع التركيز على الحذر والحيلة وكسب القوة.
- مجموعة القوانين التي ترتبط بالإرادة العامة وتتعلق بتنظيم الحياة الجماعية أو بممارسة السلطة وتحرص على تجنب العنف والفوضى وتحقيق السلم الاجتماعي ضمن أرضية مدنية مبنية على التعاقد.
-السياسي هو بشكل محدد الموضوع الأبرز الذي تشتغل عليه الفلسفة السياسية وما يمنح الظاهرة السياسية خصوصيتها وتميزها عن بقية الظواهر البشرية أما العلوم السياسية فهي تدرس بشكل موضوعي ودقيق كل ما يصل السياسة بالظواهر الاقتصادية والإدارية والدينية.
غير أن غاية السياسة تتميز بصورة لافتة عن النشاط السياسي في حد ذاته وتجد عبارتها الواضحة في المقولات القانونية والأخلاقية والفلسفية وتسعى إلى صيانة الحرية والمساواة والحق والعدالة والكرامة.
بهذا المعنى تسعى السياسة إلى تحقيق الحرية وإرادة العيش المشترك ضمن التعددية والاختلاف والتنوع. فكيف ارتبط ميلاد الفلسفة السياسية بفك الارتباط مع الحق الإلهي وتفعيل الحق الطبيعي والحق الوضعي؟
المرجع:
1– حنة أرندت، ما السياسة؟، ترجمة د زهير الخويلدي، أ سلمى بالحاج مبروك، منشورات ضفاف، الاختلاف، الجزائر- بيروت، طبعة2014 ، ص28
كاتب فلسفي
#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟