تأهيل أساتذة العلوم بالفرنسية خطوة هامة في المغرب

كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)

الحوار المتمدن-العدد: 6005 - 2018 / 9 / 26 - 18:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

شعارنا : حرية – مساواة – أخوة

لا يمكن لمن له عيون ليرى النهار أن ينكر أن النهار هو فعلا نهار إلا إذا كان من اللئام .

و قد يقول قائل و هل يحتاج النهار إلى دليل ؟؟

نعم يحتاج للدليل .ومهمة العلوم هي أن تثبت أن النهار هو فعلا نهار ..

و ها هو الدليل .فقد بدأت عاصمة الأنوار باريس تشع على المغاربة ...و بالتالي سيعرفون النهار من الليل.

و سيعرفون أن النهار هو فعلا نهار حتى لو لم يكن نورالشمس ساطعا كأنْ تكون مثلا السماء ملبدة بالسحب السوداء...

الخطوة الفرنسية المغربية لتأهيل أساتذة العلوم فرنسيا أي في اللغة الفرنسية و التي وردت في هذا الخبر من جريدة هسبريس المغربية ( الالكترونية ) إذا كان الخبر صحيحا طبعا و يجب أن يكون صحيحا (أنظر رابط الخبر أسفله) ، هي خطوة جديدة قديمة لكنها مفرحة من عاصمة الانوار لمن يريد فعلا الخير لأبناء المغاربة .

لماذا جديدة قديمة ؟

لأننا نحن تكوننا في المدارس العليا للأستاذة الكثيرة التي تم فتحها سنة 1978 باللغة الفرنسية لمغربة الاطر في العلوم .و بعد 4 سنوات من الخدمة بهذه اللغة تم تعريب المواد العلمية سنة 1987.مما اعطى هذا الانخفاض في المستوى التعليمي و ضياع المفاهيم في الترجمة "العربية" للمصطلحات ..

و لا داعي لأعطي هنا امثلة من هذا الضياع المفاهيمي للمصطلحات العلمية بالعربية في علوم الحياة و الأرض كنموذج..

و الآن بعد كم سنة يجب أن نعود للفرنسية بصعوبة ...

المهم و كما يقال "التأخر في الوصول خير من عدم الوصول" ، فالمغرب سيستفيد أبناؤه و هو أيضا من هذه الخطوة في الإتجاه الصحيح .فتدارك الخطأ أفضل من عدم تصحيحه رغم العلم به ...

و في علاقة بالموضوع أتذكر هنا حوارا و مواجهة تمت بين الوزيرة الفرنسية من أصل مغربي ريفي نجاة بلقاسم فالو التي كانت وزيرة التعليم في فرنسا مع مارين لوبين رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية المعروفة بعدائها للمهاجرين أو للفرنسيين من أصل غير فرنسي و التي كانت مرشحة للرئاسة الفرنسية التي فاز فيها الرئيس الحالي ماكرون ، حيث قالت فيه مارين لوبين و هي تعيب على الوزيرة تحملها لمسؤولية وزارة التربية الفرنسية ما معناه "سنبدأ بتعليم أطفالنا قيم الجمهورية الفرنسية أولا بتعليمهم قراءة و كتابة اللغة الفرنسية جيدا و هو ما لستم قادرين على فعله"
و لنفترض أن كلام مارين لوبين صحيح في فرنسا فماذا يمكن القول عن مستوى اللغة الفرنسية في المغرب طالما ان هذه اللغة كآلة متميزة و مهذبة و متطورة و قابلة للتكيف مع الوضعيات الجديدة و بناء المفاهيم بوضوح و الامداد بالمصطلحات الشافية للتعبير عن شيء ما جديد مستعملة في كثير من المجالات في المغرب ؟

ربما الذين يلاحظون أني أدعو للغة الفرنسية في العلوم كما كانت سيقولون أني فرانكوفوني و غير ذلك .نعم أنا فرانكوفوني .و تعني الكلمة القدرة على التعبير باللغة بالفرنسية و ليست شتيمة.كما انني اأرابوفوني و أنجلوفوني و يونانيوفونيو إيطاليوفوني و إسبانوفوني و غير ذلك. و لكنني لست من المطبلين للسياسيين الفرنسيين في المنطقة و لا رجعيوفوني و لا كراهيوفوني و لا إ رهابيوفوني الخخ

و صراحة لا يمكن لمن يدعي أنه لا يفهم الاهداف التي نتحدث عنها و يطلق ما يعتقد انها شتائم و هي ليست كذلك في قضية مصيرية بالنسبة لمستقبل المغاربة و تكوينهم النفسي و المفاهيمي و الاقتصادي والسياسي أو أن يكون بوقا للسعودية في المغرب إلا أن يكون كارها الخير للمغاربة .

و المغاربة يقولون في مثل بليغ "الفم اللي يقول الزمر يقول التمر" (ترجمة للعربية: الفم الذي يقول القبيح من الكلام يمكنه ان يقول التمر ككناية عن الطيب منه).

ولماذا كل هذا ؟

فلأننا جربنا اللغة الفرنسية في العلوم و رأينا نتائجها الجيدة...و جربنا العربية في العلوم و رأينا أيضا نتائجها الهزيلة ....إن الأمر يشبه تماما تجريب أي آلة مصنعة في الخارج كالتليفون أو التلفزة أو اي آلة اخرى عوض الوسائل التقليدية القديمة التي منها اللغات المحنطة .


و السؤال الذي يطرح نفسه و الأمر مستعجل لانقاد التعليم هو متى سيدخل كل هذا حيز التطبيق ؟؟؟

فهنيئا للمغاربة بعودة الفرنسية للعلوم الحديثة ...

تحياتي الخالصة لكم ..


رابط خبر جريدة هسبريس: عنوانه "المغرب يراسل باريس لتحسين الفرنسية لدى أساتذة العلوم)
https://www.hespress.com/societe/406642.html

رابط فيديو مواجهة الوزيرة الفرنسية و مارين لوبين(الدقيقة 4 من الفيديو) :
https://www.youtube.com/watch?v=r5HHrZwwpSE&t=634s

#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل