أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - الذكاء الكوردي: نحارب الناجح حتى يفشل














المزيد.....

الذكاء الكوردي: نحارب الناجح حتى يفشل


إدريس سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6003 - 2018 / 9 / 24 - 16:26
المحور: القضية الكردية
    


قالها يوماً "أحمد زويل" عالم الكيمياء المصري: "الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء، ھم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل".
هذا بالضبط واقع الحال المأساوي، أو هذا هو التعليق المناسب، الذي يتلاءم اليوم مع نسبة كبيرة من ذكاء الشباب الكورد، المهووس في محاربة الناجح حتى يفشل، بقصد أو بدون قصد، بطرق قانونية أو غير قانونية، دون الاستناد على قاعدة أو أساس.

لعلّ كلام د. زويل – الذي جاء عن تجربة عملية في الحياة – ينطبق في كلّ مجتمعات الشرق الأوسط، ومنها المجتمع الكوردي في غربي كوردستان، لأن هناك أشخاص معدمون متخصّصون في إثارة البلبلة زوبعة بين الناس، ونشر الكراهية والإحباط واليأس في عقول مَن هم قادرون عليهم، بالكذب والنفاق وتقديم وعود معسولة، فهم يرون فشلهم في نجاح الآخرين، عِوَض أن يكون نجاح الآخر محفّزاً لهم، لكن تركيبتهم النفسية تجعلهم يتجاهلون تواجد الناجحين من حولهم، ويعتقدون بأن كلّ ما يحدث لهم هو من مَحض الصدفة.

في دولة مثل الدنمارك، أحد الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين، عندما يتأخّر الموظّف أو العامل عن عمله لدقيقة أو دقيقتين، تُحسم الشركة أو المؤسّسة أو المصنع من راتبه، ليقدّر قيمة الوقت والحياة وحياة الآخرين، وفي دولة كسوريا الموظّف يغيب عن عمله لأيّام وشهور، وراتبه يصله كل شهر، بل أحياناً كل شهر مرّتان، أمّا بالنسبة للشباب الكورد فأحياناً يستفيقون من النوم، ويكون قد مرّ ساعات على موعده في العمل، فيخلق ألف حجّة وحجّة، لا لأن يقنع مَن يعمل عندهم، بل ليقنع ذاته التي تحتاج إلى المعالجة.

إن العائلة والتربية مهمّان جدّاً في إنجاح طالب أو عالم أو حلم أو فكرة أو مشروع، فبعض الأهل لا يربّون أبناءهم على الثقة بالنفس والتعامل مع الآخر بالمحبّة والإنسانية، بل قد يتم استخدام أساليب تربوية خاطئة ومحبطة، ثم يأتي المجتمع ليكمل الدور، فإذا كانت التربية قد عوّدت الشخص على الثقة بنفسه والتشجيع لقدراته، فقد يجتاز حرب المجتمع والفرد المعدوم، أما إذا كان الأمر عكس ذلك، فإن الحرب اللاحقة ستقضي على عزيمة الفرد، وبكلّ تأكيد فإن لكلّ قاعدة شوّاذ، والناس تختلف فيما بينها، فهناك أشخاص لديهم القدرة على تجاهل الجميع، وتحقيق النجاح حتى مع أشرس الحروب ضدّهم.

إنّها الثقافة, الثقافة التي تجمّل المذموم وتشوّه المحمود، ولا بدّ أن نقرّ أن الحميد هو الأكثر في الغرب، والأقلّ في الشرق، ففي الشرق الأوسط وخاصّة في غربي كوردستان يتمّ استنزاف العقول الشابّة والمبدعة في متطلّبات الحياة الأساسية، فمن أين سيأتي الإبداع والتقدّم وهناك مَن يستنزف كلّ ما هو جميل ويدّخر كلّ ما هو قبيح؟ ومَن يبحث عن الإبداع يأخذ الطريق الآخر، وهوا السفر واللجوء لدول الإبداع والمبدعين، فالتقدّم والازدهار سيأتي، إذا تمّ توفير ثقافة مجتمعية سليمة، وحياة مادية كريمة للأسرة والفرد.

كوردياً، وكنموذج مصغّر لحالة الشباب الكورد، هناك مَن يعمل على محاربة الناجح حتى يصبح مثله فاشلاً، بل أفشل منه، كمحاربة الكتّاب لأفكارهم البنّاءة والهادفة، أو تشويه سمعة مؤسّسة إعلامية محلّية، أو منع إعلامية من إجراء حوار مع سياسي أو مسؤول أو مثقّف، والأمثلة لا تُعد ولا تُحصى، في حين لم يفكّر هذا الفاشل في أن يقدّم ولو أبسط ما لديه، ليدعم الناجح، علّ وعسى أن يأتي يوم ويصبح هذا الفاشل ناجحاً بفضل مشروع أو اختراع من عمل ذلك الناجح، الذي دعمه في أحد الأيّام، بل يرفض هذا الفاشل لأن يكون من النوابغ، ويعمل على قتل مواهبه وقدراته.

حالة واضحة جدّاً أحبّ الاستشهاد بها، وهي الحالة الطاغية في المجتمعات الكوردية، سياسياً وإعلامياً وثقافياً وحتى إدارياً، وهو دعم الشخص حتى لو كان فاشلاً؛ من مبدأ أنه قد ينجح، فتبعات هذه الحالة وتأثيرها على كلّ الأطراف المتدخّلة، من الفرد والمجتمع والقضية الكوردية كثيرة وكبيرة، فالنجاح المزيّف للشاب الساذج، الذي وجد لنفسه البيئة التي ترغب بدعم الفاشل حتى ينجح، كان ضربةً قاضيةً لأحلامه الباقية ربّما.

بدلاً عن تقديم النجاح المزيّف لشخص فاشل ودعمه حتى ينجح، لم لا ندعم شخصاً ناجحاً يستحقّ الدعم في مؤسّسة إعلامية أو منظمة إنسانية أو صحيفة ثقافية سياسية؟ ولكن لن نجد أحداً يقوم بهذا إلّا في حالات نادرة؛ لأنّ النجاح ليس بحاجة دعم تعاطفي من الجماهير، فهو يأخذه من عقولهم قبل قلوبهم، وبصيغة أخرى، أرى أنه لا داعي لدعم شخص بناءً على العاطفة، أو لأنّه ابن الوطن والقومية والقضية، أو لرابط الصداقة أو الأخوة.

إن الخطر من كلام د.أحمد زويل، هو أنّ الكلام انتقل من مقولة تحفيزية، تهدف لتشجيع البيئة المحيطة بشخص ما، لحضّه على التعلّم والعمل وتنمية القدرات وتخطّي الفشل، إلى شمّاعة للكثير من أصحاب الأفكار الفاشلة، ليعلّقوا عليها فشلهم، وأصبحت آية مقدّسة لدى أبطال مواقع التواصل الاجتماعي، لاستخدامها في كلّ موقف تعرّض فيه أحد لانتقاد ما، حتى ولو كان انتقاداً محقّاً، فهل علينا الخوف من الفشل فعلاً؟ ولِم الذكاء الكوردي لا يكون حول عملية دعم الفاشل بدل من محاربة الناجح؟

وحتى يصبح عنوان المقال "الذكاء الكوردي: نحارب الفاشل حتى ينجح"، على الجميع من الفرد والمجتمع والمنظّمات والمؤسّسات، أن يرشد الفاشل على الطريق الصحيح للنجاح، لا أن يجمّل الحقيقة، عليه أن ينتقد ويواجه، فاحتمال أن يقوم هذا الشخص بتغيير أفكاره وتصرفاته دون أيّ مواجهة شبه معدومة، فالانتقاد والمواجهة ضروريّان لتقدّم المجتمع والفرد، وعلى الكورد ألا يدعموا الفاشل في المراكز الحسّاسة، بل يعملوا على تصحيح مسار عقليته ونمط تفكيره ومن ثم وضعه في مراكز عادية، مع مراقبته ومحاسبته.



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاعل والمتفاعل في البثّ المباشر
- ليلة إهانة كريستيانو
- عمر كالو.. كوبانيٌّ أم كورديٌّ؟!
- الكورد بين نارين ! الأمريكان والروس
- تدشين معركة إدلب
- مضافة المختار، وروّاد البثّ المباشر
- لماذا يرفض المثقّف الظهور في البثّ المباشر؟
- كوردستان تسقي العراق العطشان
- هَاديسا وهريسة والانتماء
- الصادق الأمين على مصالح كوردستان
- إذاعة CAN FM صوت نقيّ لمجتمع مدنيّ
- أخي
- إلى «سينور» العنيد والمُتمرّد
- لاعبو «سينور» ماذا لو لعبوا في أحد الأندية الأوروبية؟
- هل أصبحت عفرين ولاية تركية؟
- لماذا قاطع مسعود بارزاني الانتخابات العراقية؟!
- ترامب.. رجل الأرقام لا السياسة
- مقامُ الهواء.. شعرٌ صوفيٌّ للنخبة ودروسٌ في الحكمة
- الخيمةُ 320
- الخيمةُ ثلاثمَائة وعشرون


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - الذكاء الكوردي: نحارب الناجح حتى يفشل