أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - ترامب.. رجل الأرقام لا السياسة














المزيد.....

ترامب.. رجل الأرقام لا السياسة


إدريس سالم
شاعر وكاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حديثنا عن المعركة الأخيرة في كركوك بين الحشد الشعبي الشيعي وقوات البيشمركة، عندما سألت صديقي (دلوفان عبدو) عن قراءته للمستقبل، فجاوب بتحليل عميق، كل الأحداث والمعارك والاتفاقيات تشير إلى حقيقة وواقعية كلامه، إن "أمريكا وإسرائيل تعملان على خلق توازن سياسي عسكري بين الشيعة والسنّة". وهذا ما تشير إليه الأحداث في سوريا ولبنان والعراق واليمن وتركيا وإيران ودول الخليج العربي، فروسيا وأمريكا «شريكتان صادقتان متفقتان في إدارة حروب الشرق الأوسط» تعملان وفق القاعدة التالية "يصوّرون الشيعة للسنّة على أنهم أعداء الإسلام السنّي، وأيضاً يصوّرون السنّة للشيعة على أنهم أعداء الإسلام الشيعي"، تماماً كسلسلة (توم وجيري)، فما ستخسره أمريكا من خروجها من الاتفاق النووي، ستكسبه ثلاثة أضعاف من دول الخليج العربي، وفي مقدمتها السعودية، ثم مَن قال أن علاقة الأمريكان بالإيرانيين قد تدهورت؟.

الأسد والسيسي، وانضم إليهما مؤخراً حكّام الخليج هم أكبر ذخر استراتيجي لإسرائيل، وما الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران إلا لازدياد حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين إيران والدول التي ترى فيها العدوّة اللدودة، فلولا التعاون الوثيق والتنسيق الدقيق بين دمشق وتل أبيب ما وصل الوضع في سوريا إلى ما هو عليه الآن، فأمريكا وإسرائيل سمحتا بتحويل سوريا إلى قاعدة إيرانية غير مباشرة عبر حزب الله، ثمّ قاعدة إيرانية مباشرة عبر الجنرال قاسم سليماني، من منطلق النظرية التي تقول: "الشيطان الذي نعرفه يظلّ أكثر أماناً من أيّ شيطان لا نعرفه"، إذاً على الجميع أن يستيقظوا من غفوتهم، ويقرؤوا الحقائق بشكل أعمق، ثم يناموا قريري الأعين.

إن الحلف السرّي بين إيران وأمريكا وإسرائيل مهمته الأساسية هي تطوير المصالح الاقتصادية أولاً، وثانياً محاربة الإسلام السني وأتباعه، قمعاً وتقتيلاً وتهجيراً وتهميشاً، بخلق بعبع للسنّة، فدونالد ترامب قالها علانية لحكّام الخليج "ادفعوا انقذكم من الشيعة"، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران فأحداث الحرب السورية طيلة سنواتها تقول إن الأوروبيين والأمريكان والروس يقولون للشيعة الإيرانيين "ادفعوا لنا، وحافظوا على مصالحنا، ودمروا ما يحلو لكم في الشرق الأوسط دون خوف أو حساب"، وهذا ما يجري على نيران هادئة «أمريكا تضرب العرب بإيران، وتضرب إيران بالعرب، والعرب يضربون بعضهم بعضاً بإيعاز من أمريكا.. فقط لمصلحة إسرائيل!».

والدليل الأكبر على عملية خلق توازن القوى، هي قناعة إسرائيل والصهيونية بأن التعايش مع السنّة أصبح أمراً مستحيلاً، نظراً لمبادئهم الراسخة وعقيدتهم الصافية، بأن فلسطين أرض إسلامية، ولا تسمح عقيدة الإسلام بالتفريط في أي جزء منها، وأن إسرائيل عدوّة العرب الأولى «إسرائيل الآن هي صديقة العرب الأولى»، ويجب على المسلمين جميعاً أن يجتثوها من أرض الإسراء والمعراج والأقصى، خاصة وأن قرون الاستشعار الصهيونية والماسونية رأت أن تغيير التركيبة السكانية ذات الأكثرية الساحقة السنّية لا يتأتى إلا بالتحالف والعمل مع الشيعة، فاستقدموا الخميني من فرنسا إلى إيران، وطردوا الشاه، وأطلقوا يد الخميني ومريديه، وبالتعاون السرّي الوثيق مع أمريكا وإسرائيل في الجيرة الإسرائيلية.

وكان احتلال أمريكا للعراق عام 2003 ضرورياً لتنفيذ مخطط خلق وفرض التوازن، لأن الرئيس العراقي المعدم صدام حسين كان عقبة كبيرة كأداء لتنفيذ المخطط، ولذلك احتلت أمريكا العراق وسلمته لإيران، وأطلقت يد الميليشيات الشيعية في ارتكاب المجازر والتهجير والقمع ضد الأكثرية السنّية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

إن أموراً مستقبلية قادمة في محصلة الفصل الجديد للصراع المسرحي بين أمريكا وإسرائيل وإيران، حول خروج الأول من الاتفاق النووي، وهي:
- فرض توازن سياسي عسكري بين السنّة والشيعة.
- موافقة روسيا على ضرب القواعد الإيرانية، لتحجيم دور إيران الاقتصادي والعسكري في سوريا.
- تغيير جغرافية منطقة الشرق الأوسط، بدءاً من العراق وسوريا.
- تغيير حكّام منطقة الصراع الملتهب، بحكّام يديرون مصالح دول الغرب، قبل مصالح شعوبهم.
- إشعال واشتعال جبهات جنوب لبنان، واليمن، وفلسطين.
- خلق خلافات بيت تركيا وروسيا وإيران في إدلب وحلب.
- فتح ملفات ساخنة في الخليج العربي.
- تحالف عربي أوروبي سرّي، هدفه تفكيك الشرق الأوسط وفق المقاييس الغربية.

ماذا تستفيد أمريكا من خروجها من الاتفاق النووي؟
لعلّ الجواب على هذا السؤال، يكمن في هدفين رئيسيين، الهدف الأول: أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو رئيس أرقام وليس السياسة، فالجميع متفق على حقيقة أن ترامب يصلح لأن يكون رجل أعمال ومال، وليس رئيس دولة عظمى في العالم، فيما الهدف الثاني هو خلق مزيد من الفوضى والحروب والصراعات المعقدة بين السنّة والشيعة في الشرق الأوسط، لتكون هذه الحروب والصراعات سوقاً كبيراً، لمكاسب اقتصادية ضخمة، يعيش منه دول أوروبا وأمريكا والروس، وغيرهم.

ختاماً، وللضرورة القصوى، على الشعب الكوردي أن يكون حذراً جداً من قيادته الحالية، خاصة في غربي كوردستان وشماله، فالقيادة مشتتة ومفكّكة وغارقة في الإغراءات والنفوذ المالي، وبذلك ستكون أداة سهلة التوظيف في الصراع أو المسرحية الجديدة، التي لا يخسر فيها أحد سوى الشعب، إذاً فعلى الشعب الكوردي أن يكون حازماً هذه المرة مع قيادته التي ركضت طيلة ثماني سنوات من أزمات الربيع العربي خلف النفوذ السياسي الذاتي وإغراءات المال والسلطة، وأن يطالبوها بعرض قضيتهم السياسية على الطاولة، إن دعت الضرورة في توظيفهم في الصراع الجديد، أو ربما سيكونون ضحية مقايضات سياسية وعسكرية، مثل مقايضة عفرين بالغوطة..



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامُ الهواء.. شعرٌ صوفيٌّ للنخبة ودروسٌ في الحكمة
- الخيمةُ 320
- الخيمةُ ثلاثمَائة وعشرون
- سقوطُ الآلهةِ في عفرين
- ثورة الجِياع في إيران لن تُسقط النظام
- حكّام العراق يحاربون الإرهاب بالفساد
- سوتشي بين السياحة والسياسة
- التعليم أساس لبناء كوردستان
- كذبة الثعابين السوداء في كركوك
- أُسُود على كوردستان، فئران أمام إسرائيل
- التآمر على كوردستان بنظرية المؤامرة
- قراءة في مقابلة رضا آلتون مع عُكاظ
- وعد ترامب لبَنِي صهيون
- غرب كوردستان في الأروقة الدولية
- حرّرْ كوردستان بعقلك لا بعاطفتك
- أيُّها الغرب
- يظلمون رئيساً لا يملك قرارة نفسه
- حليف استراتيجي أم أداة تكتيكية؟
- أبكي وطناً لن يموت
- ليس للعراقي إلا الصحراء


المزيد.....




- مقتدى الصدر يهاجم صدام حسين: -أمر نجليه بقتل والدي وحكم شعبه ...
- تونس.. تعرض منزل رئيس أسبق للسرقة للمرة الثانية في بضعة أشهر ...
- قوات الأمن السورية تعتقل أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلس ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. زاخاروفا تطالب بحماية الصحف ...
- تجمع حاشد في طوكيو لدعم -يوم الدستور الياباني- (فيديو)
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات الفيديو المثير للجدل فوق كوبري أ ...
- لافروف يدعو إلى تسوية الخلافات بين الهند وباكستان بالوسائل ا ...
- الجزائر.. إيداع المؤرخ بلغيث الحبس المؤقت عقب بث قناة لحوار ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لا يرتبط بالانتخابات ...
- واشنطن بوست تكشف السبب الحقيقي وراء غضب ترامب وقراره إقالة و ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - ترامب.. رجل الأرقام لا السياسة