أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس سالم - الخيمةُ 320














المزيد.....

الخيمةُ 320


إدريس سالم
شاعر وكاتب

(Edris Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


تقولُ الخيمةُ ثلاثمَائة وعشرون
أنّ الوطنَ كمِئذَنة لم تخشعْ يوماً للإله!
ولم تُنادِ بجبروته
بل العكس..
كان مُولّعاً مُولّهاً بموت يُضمَدُ بخثراتِ جِراحَاتنا
ذاك اللبيبُ البليدُ، السخيُّ الشحيح
ذاك الذي يُزركشُ عناوينَ النشراتِ الإخباريةِ، والصحفِ اليومية
الذي جعلَنا نُصادقُ القُمامةَ والقِيامةَ معاً
وطنٌ من كُثرة الإنجابِ باتَ يخسرُ كلَّ ما أنجب

* * *

تتساءلُ الخيمةُ ثلاثمَائة وعشرون أسئلةَ الفادِحين:
لِمَا الفرحُ مَحذوفٌ من حياة اللاجئ، والابتسامةُ نَسيتْ طريقها إلى ثغره؟
لِمَا سعرُ الإِدَامِ يرتفعُ حينَما يقلُّ سعرُ الأوادِم؟
ما بالهُ الوطنُ يعيشُ ثباتاً مُميتاً،
وصغارُه يلعنون سقفَ عباءةٍ بيضاء؟
كيف له أن يستريحَ وذاكرةُ طفلٍ لم تدخلْ حيّزَ النسيانِ بعد؟
لماذا لا نخسرُ كلُّ أرواحِنا دفعةً واحدةً، ونبكي بُكاءً واحداً؟
لِمَا تنتهي الحربُ بولادة حربٍ أخرى؟
أ لأنّ الحربَ في طوْرِ ذاتِها؟
ثمّ لماذا الدولُ تندّدُ بعضَها البعض في ذهابٍ وإياب،
تماماً كمسرحيةٍ هزلية، مؤلّفُها أشْمَطٌ وشَمْطاءٌ؟
كم مُؤلمٌ أن يكونَ الناسُ في طوْرِ الفجيعة،
والعدالةُ في عتمتِها الدامِسة؟!
لما يجبُ علَى الأوطان _ كلَّما اغتسَلتْ بالثورات والانتفاضات _ أن تَنْحسِرَ وتضِيق؟

* * *

ربٌّ يَكُحُّ، وينتشي بينَ خُصَلِ تلك الحربِ الزنِخَة!
موتٌ أبرَصٌ غريبٌ سكّيرٌ، باتَ صديقَنا الصادقَ الثابت
رُوزنامةُ القدرِ المُنعرِجِ مَشؤومةٌ من ولادة التكوينِ إلى يوم الحشر
إنّنا أمواتٌ أحياء
إنّنا صحونٌ فارغةٌ لموتٍ سَغبانٍ أكْمَه
إنّنا وجوهٌ من أذِبَّةٍ حَلزونية
والوطنُ فُجْلَةٌ رخيصةٌ،
وضحيةٌ كُبرى من ضحايا الفيتو الروسيّ وجنيف السويسرية،
وصَراصِيرِ مُعارَضةٍ يسرقون الدجاجَ، ليأكلون بها الديكة!
ومَن في قنديلَ أطفئوا قنديلَ الأطفال!
نهبوا الحبوبَ، وملؤوا الجيوب
أما أصحابُ ربطاتِ العُنقِ فيأكلون البَنَادقَ في الفَنَادق

* * *

تقولُ الخيمةُ ثلاثمَائة وعشرون
أنّ الحلمَ مَحبوسٌ في زنِزانةٍ بيضاء
وخلفَ أعمدةٍ وقِحةٍ مُنتصبةٍ إلى العُلاء
تقولُ الخيمةُ ثلاثمَائة وعشرون
أنّ الشرقيَّ يملكُ مِئةَ ألفِ وجهٍ لللفّ والدوران!
ولا يستطيعُ التغلُّبَ على الانتحاب
وأنا أؤكّدُ أنّ الغربيَّ يملكُ ألفَ فعلٍ للتفكير والإنتاج!
ويستطيعُ تجاوزَ الامتحان

* * *

فجرٌ أحمرٌ زائِغٌ
مَصلوبٌ دونَ نبوةٍ، أو إشراقة
يسلخُهُ خِياناتُ خَونةِ بني جِلدتنا
يقتحمُهُ جِرْذَانٌ بغيضةٌ، طويلةُ الذنَبِ، كثيرةُ الذنْبِ، مُستديرةُ الأذنين
يخنقون السليلَ والصهيلَ والمِوَاءَ والزئِيرَ والمَأمَأةَ والزقزقة
نحرٌ خاوٍ يريدُ الأعناقَ إيواءً
يريدُ أن تُعلى كلمةُ اللهِ بجعل كلِّ بيتٍ مَنْحَراً
أرواحٌ غرقتْ في قُعر نظريةِ أرخميدس
جثثُنا أرقامٌ
مَقابرُنا أرقامٌ
خِيمُنا أرقامٌ
هويّاتُنا أرقامٌ
مُقايضتُنا أرقامٌ
بلدٌ يلهثُ وراءَ الأرقام
أرقامٌ لا اختلالَ فيها، ولا احتلال




مرسين / تركيا
19 أبريل 2018



##إدريس_سالم (هاشتاغ)       Edris_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيمةُ ثلاثمَائة وعشرون
- سقوطُ الآلهةِ في عفرين
- ثورة الجِياع في إيران لن تُسقط النظام
- حكّام العراق يحاربون الإرهاب بالفساد
- سوتشي بين السياحة والسياسة
- التعليم أساس لبناء كوردستان
- كذبة الثعابين السوداء في كركوك
- أُسُود على كوردستان، فئران أمام إسرائيل
- التآمر على كوردستان بنظرية المؤامرة
- قراءة في مقابلة رضا آلتون مع عُكاظ
- وعد ترامب لبَنِي صهيون
- غرب كوردستان في الأروقة الدولية
- حرّرْ كوردستان بعقلك لا بعاطفتك
- أيُّها الغرب
- يظلمون رئيساً لا يملك قرارة نفسه
- حليف استراتيجي أم أداة تكتيكية؟
- أبكي وطناً لن يموت
- ليس للعراقي إلا الصحراء
- حجي بلال كاريزما كوبانية، ورمز للنضال والنزاهة
- لماذا يعادي المثقف العربي استقلال كوردستان؟


المزيد.....




- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- الذكاء الاصطناعي يختار أفضل 10 نجوم في تاريخ الفنون القتالية ...
- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس سالم - الخيمةُ 320