أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - تدشين معركة إدلب














المزيد.....

تدشين معركة إدلب


إدريس سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5989 - 2018 / 9 / 9 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمريكا، لن تعترف بمشاريع الإدارة الذاتية، التي تتميّز بالطابع الوطني السوري، باعتبارها إحدى محمياتها في شرق الفرات، ولن تجهد نفسها في تحرير عفرين، أو إحياء مشروع المجلس الوطني الكوردي – الهشّ والمتآكل من دودة التحزّب – سياسياً وعسكرياً، إن تصالحت مع تركيا، إذاً فأيّ انتصار أو انتعاش عسكري للنظام السوري يعني مزيداً من التحدّيات والصعوبات والكوارث على القضية الكوردية في غربي كوردستان، خاصة إذا ربطت أمريكا وجودها في شرق الفرات بمحاربة داعش فقط، إذاً فالحقيقة الواقعية هي أن الحركة الكوردية ستعود إلى العمل السرّي، وستفقد الثقة من الشعب.

لقد رفض النظام السوري مشاركة الشعب في السلطة والحكم، وعارض تقاسم الخيرات والثروات معه، ولكنه استدعى إيران وروسيا وكل جرذان الأرض لحكم سوريا، مقابل أن يبقى حاكماً قويّاً، يهابه الخصم والحليف، وتجاهل أنه جلب الدبّ لكرمه، وأطلق مارد التطرّف من عنق فوهات الزنازين، فلم يعد قادراً على إعادته، وخسر شعبه، رغم أن الشعب خرج للتظاهر السلمي، والمطالبة بالإصلاح، وليس بالتغيير.

ممَن ستتحرّر إدلب؛ من تركيا أم جبهة النصرة أم الجيش الحرّ أم من داعش؟ ليس من مصلحة المعارضة السورية – المتأسلمة والدموية – أن يحقّق الروس والإيرانيون والنظام انتصارات عسكرية أخرى، التي من المؤكّد أنها ستقوّي وتعزّز من هيمنة وثبات الأسد وبقاءه في السلطة، في ظلّ المحاولة الأمريكية الرامية إلى تعطيل معركة إدلب، عبر تهديد وتحذير النظام عسكرياً وإعلامياً، التي هي كلّ الحكاية وآخر الحكاية، بصفتها وليمة فتحت شهية جميع القوى الكبيرة والصغيرة، المتحاربة في أقذر حرب على الأراضي السورية.

هناك حقيقة أخرى، ويجب أن نحسب لها ألف حساب، فالمراقبون والمتابعون للوضع السوري يرتبطون انتهاء الأزمة السورية بنجاح معركة إدلب، إلا أن الواقع يشير إلى أن الأطراف المتصارعة في سوريا لن يطووا صفحة المحرقة السورية الآن، لأن ما زال هناك بنود شائكة بينهم، وخاصة نسبة تقارب الأتراك من الطرفين المتحكّمين على الساحة السورية "أمريكا وروسيا"، ونسبة المحاصصات التي ما زالت لم توضح خطوطها الأساسية بينهما بعد، والأهم الغموض الكبير الذي يلفّ الوضع الكوردي، الذي فشل الساسة الكورد في توضيحه، للشعب الكوردي أولاً، ولمراكز القرار وصانعي السياسات ثانياً.

أردوغان، المرتبك والخائف والعاجز، يرى بأن مربّع آستانة وصل إلى مرحلة مهمّة في سوريا، وأن مصير إدلب مرتبط ليس فقط بسوريا، بل بالاستقرار في تركيا أيضاً، ولعلّ خطابه في قمّة طهران كان موجّهاً إلى بوتين، طالباً منه العمل على ضرورة عدم إشعال المحرقة الإدلبية، ليتقوّى داخلياً على حساب وقوف الشعب معه ضدّ الأمريكان، وأن لا تتبخّر الثقة التي يثق به فصائل المعارضة الإسلامية، لأنه لا زال بحاجتها، ضدّ التطوّرات غير المرغوبة شرق الفرات، وأنها تعكس بشكل مباشر على أمن تركيا، فهل سيلبّي بوتين طلب أردوغان؟!

بوتين، أيضاً متمسّك بأردوغان، ولو مؤقتاً، لتحجيم نفوذ إيران العسكري الراهن والاقتصادي في المستقبل، ولزعزعة تماسك أردوغان بالقوى الغربية منذ عقود، وليبيع له السلاح الثقيل، ويتمم صفقة (S-400)، وينهي علاقته بحلف الشمال الأطلسي وأمريكا على وجه الخصوص، والأهم لتقوية نفوذه في سوريا والشرق الأوسط، ولا مانع لدى بوتين وإدارته في الكرملين، في أن تتحوّل عفرين وإدلب إلى ولايتين تركيتين.

خلاصة القول:
إن تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المهدّدة والمحذّرة عبر تويتر، من مأساة كارثية وهجوم كيماوي متهوّر على إدلب، لن تغيّر من التفاهمات التي أبرمها مربّع آستانة، "موسكو وأنقرة وطهران ودمشق"، وهم سيجتمعون لتدشين المعركة الكبيرة في إدلب، آملين في أنها ستكون النهاية الكبرى والانتصار العظيم. الكل سيفوز، والكل سيأخذ حصته من الحصاد، والخاسر الأول والأخير الشعب، ولا خاسر سوى الشعب.



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مضافة المختار، وروّاد البثّ المباشر
- لماذا يرفض المثقّف الظهور في البثّ المباشر؟
- كوردستان تسقي العراق العطشان
- هَاديسا وهريسة والانتماء
- الصادق الأمين على مصالح كوردستان
- إذاعة CAN FM صوت نقيّ لمجتمع مدنيّ
- أخي
- إلى «سينور» العنيد والمُتمرّد
- لاعبو «سينور» ماذا لو لعبوا في أحد الأندية الأوروبية؟
- هل أصبحت عفرين ولاية تركية؟
- لماذا قاطع مسعود بارزاني الانتخابات العراقية؟!
- ترامب.. رجل الأرقام لا السياسة
- مقامُ الهواء.. شعرٌ صوفيٌّ للنخبة ودروسٌ في الحكمة
- الخيمةُ 320
- الخيمةُ ثلاثمَائة وعشرون
- سقوطُ الآلهةِ في عفرين
- ثورة الجِياع في إيران لن تُسقط النظام
- حكّام العراق يحاربون الإرهاب بالفساد
- سوتشي بين السياحة والسياسة
- التعليم أساس لبناء كوردستان


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - تدشين معركة إدلب