أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج كتن - الديمقراطية وتحرير سوريا من الاحتلالات الاجنبية في حديث رياض الترك بعد خروجه من سوريا















المزيد.....

الديمقراطية وتحرير سوريا من الاحتلالات الاجنبية في حديث رياض الترك بعد خروجه من سوريا


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 5989 - 2018 / 9 / 9 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اهم ما في الحديث الشامل الذي اجراه معه محمد علي الاتاسي ونشر في صحيفة "القدس العربي"*، دعوة الترك لمراجعة تجربة الثورة السورية وتقبل النقد والاعتراف بالاخطاء التي ادت للفشل، وبالتالي التمكن من تحديد الاهداف في المرحلة القادمة. سيختلف المتابعون بالتأكيد مع جوانب من وجهة نظره حول ما حدث وما يجب العمل عليه في المستقبل، ولكن ان لم نختلف وتبنينا كل ما ذكره فذلك يعني اننا لن نجد طريقنا وسط الازمة المعقدة التي تمر بها سوريا، فمراجعة التجربة والجدال بين مختلفين هو ما يوضح الطريق. اما المسارعة للاتهام او التخوين او الاستهزاء او الرفض الكلي فيعني اننا لم نتعلم من كل ما حدث واستمرينا، كما عديد من النخب، تفكر بالطريقة القديمة لتشخيص موقفه، وتحويل الجدل معه لصراع شخصي لا يغني ولا يسمن من جوع، مع اهمال القضايا الرئيسية التي يجب ان يجري الحوار حولها.
في مصارحة مع النفس يعترف الترك بان دوره في الحزب والداخل ضعف بسبب مرضه وتقدمه في العمر ويشك في ان دوره سيكون مقبولا من الناس، ويرى انه انتهى وجاء دور الشباب. وان الثورة خسرت جولة ولكن مبادئها ستحفز لجولات اخرى. ويعترف بفشل المجلس الوطني والائتلاف، ودور الاخوان المسلمين في هذا الفشل من خلال سعيهم للهيمنة شبه المنفردة على مؤسسات الثورة. كما يخطئ المسارعة لحمل السلاح وعسكرة الثورة التي لم يشارك بها حزبه، وينتقد الارتباط بجهات اجنبية واسلمة الثورة لصالح دول اقليمية مما ادى لوصاية اقليمية ودولية على الثورة. برأيه ان مواقف وسياسات تيار الاسلام السياسي احد الاسباب الرئيسية التي ادت للفشل. لكنه مع ذلك لا يطالب باقصائه كما يفعل البعض، بل يجب نقده والاشتباك معه سياسيا وايديولوجيا، وهذا موقف صحيح لانه لا يمكن تجاهل وزن التيار في المجتمع.
ويرى ان من اولويات العمل حاليا العمل من اجل عودة الناس الكريمة والآمنة للبلد، وان الحلقة الرئيسية للنضال بكافة الاشكال لاخراج القوى الاجنبية من البلد وليس اسقاط النظام، "لانه دمية وعصابات وليس نظام". وهنا نختلف معه اذ انه يقلل كثيرا من اهمية النظام وقوته رغم انه بات تابعا لايران وروسيا، فاقتلاع الاحتلال يعني ضعف النظام ولكنه لا يعني كما يقول ابن العم ان "النظام لن تقوم له قائمة بعد ذلك"!. النضال برأينا يجب ان يكون ضد النظام وضد الاحتلال الاجنبي سويا. وربما تكون الاولوية في هذه الثنائية ضد النظام، اذ ان الاحتلالين سيفقدان شرعيتهما بالبقاء في سوريا ان تغير النظام وسيضطران للانسحاب دون تأخير في جو معاد لهما، فقوتهما لن تكسبهما شرعية للبقاء.
الترك لا يتخلى عن الديمقراطية التي يعتبرها "العمود الفقري للقضية السورية" لكنه يركز على التحرر من الاحتلال والوقوف في وجه محاولات تعويم النظام، وهو ما يعني مرة اخرى الاعتراف بالديمقراطية ولكن تأجيلها حتى تحقيق اهداف اخرى. كما في السابق عندما كانت الاولوية لتحرير فلسطين، او للوحدة العربية او الاشتراكية، وذلك برأيي تكرار للخطأ، اذ ان تجربتنا الطويلة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، علمتنا انه لا يمكن تحقيق اي هدف دون انسان حر، والمسائل حاليا مترابطة اذ ان المسألة الرئيسية هي استمرار النضال من اجل الديمقراطية وتحرير سوريا من الاحتلال الاجنبي في نفس الوقت، فلا يمكن قصلهما على مراحل متتالية في ظل الظروف الراهنة.
كما انه لا يميز بين ما يسميه "الاحتلالات الاربعة" رغم ان الاساسي فيها هو الروسي والايراني، رغم الاختلاف والخلاف بينهما، فيما الامريكي حاليا توجهه الرئيسي فيما عدا مواجهة داعش السعي لاخراج ايران من سوريا، وليس الغرق في صراع بين معارضة ونظام. اما الوجود التركي في شمال سوريا فهو محدود وعمليا يصب بشكل ما لصالح المعارضة وليس النظام، رغم التوافقات الروسية التركية التي هي بديل لتركيا عن اميركا التي ادت سياساتها في سوريا لتقوية القوى الاوجلانية المعادية لتركيا. علما بان الترك يشير للمسألة الكردية وحلها في اطار وحدة الاراضي السورية دون التطرق للامر الواقع الذي فرضه الحزب الاوجلاني بالاستعانة باميركا.
كما يرى الترك ان المظلة التي يلتقي حولها جميع السوريين مهما اختلفوا في انتمائهم الديني او الطائفي او القومي او الحزبي السياسي والايديولوجي هو "الوطنية السورية"، وقد يفسر ذلك بانه تأجيل للديمقراطية او التخلي عن اولويتها، وهو قول غير دقيق اذ ان ما يجمع السوريين هو بلد ديمقراطي علماني يتعايش فيه الجميع، ولا يمكن ان يتحقق بدون الديمقراطية وقبول التعددية والآخر المختلف، اي ان الوطنية لا يمكن ان تتحقق دون الديمقراطية التي افتقادها يحول الوطن من انتماء وطني الى سجن تحاول الاغلبية الفرار منه. والترك رغم اعترافه بفشل الثورة فانه يناقض نفسه عندما يقول ان " الثورة منتصرة ولو هزمت" !! والتعبير الافضل الذي يورده انها خسرت جولة في صراع طويل وجولات قادمة.
كما يخطئ عندما يقول – ما هو شائع للاسف- ان "هناك استنفار استعماري لمنع الشعوب العربية من اخذ زمام امورها بنفسها". وهو قول غير دقيق لا يأخذ بالحسبان التنوع في المواقف بين الدول من الانتفاضات العربية، والتنوع في مدى دعمها للانتفاضات او مدى مواجهتها للانتفاضات سياسيا او عسكريا، او في مراحل مواقف كل دولة من تطورات الاوضاع الخاصة بكل بلد منتفض. موقفه "التعميمي" يصب فيما تروجه نخب وغير نخب من ان "العالم كله تحالف ضد الثورات العربية"!. ويخصص الترك اميركا وادارة اوباما بتقييم تعميمي آخر بانها "لا تقبل بصناديق الاقتراع، وتفضل التعامل مع انظمة يقودها رجل واحد"، الذي ان كان صحيحا في حالات فانه غير صحيح في اخرى.
ما ذكرناه نقاط اولية حول ما نختلف به مع الترك، رغم اتفاقنا معه في كثير من الامور. ما اورده في الحديث ذو اهمية كبيرة في مراجعة تجربة الانتفاضة السورية، وهي مراجعة تأخذ اهميتها من الكارثة السورية المستمرة التي تبدو بلا نهاية. المهمة الملحة لكافة المهتمين بالمسألة اجراء مراجعاتهم ايضا والجدال حول تقييم ما حدث واستخلاص المهمات المقبلة للنضال لانتقال سوريا من الحكم الاستبدادي والاحتلالات الخارجية، الى سوريا المتحررة والديمقراطية العلمانية. ما نقترحه ان يعمل الترك وكل من يشاركه الرأي على تشكيل منتدى يضم كل القوى الديمقراطية العلمانية لمراجعة التجربة وتحديد مهمات المرحلة المقبلة، في اطار يعيد الاعتبار لهذه القوى في مواجهة التيار الاسلامي الذي لعب الدور الاكبر في افشال الثورة من خلال هيمنته على مقدراتها. لا يقصي هذا التيار ولكن يرسم الحدود التي تفصله عن الديمقراطيين العلمانيين في المرحلة القادمة التي نتوقع ان تشهد عودة التيار الديمقراطي للعب دوره الهام في مستقبل سوريا.
* القدس العربي 3 ايلول 2018 :
"في أول حديث له بعد خروجه متسللا من سوريا، رياض الترك: الخلل الرئيسي لم يعد بقاء الأسد، الحلقة المفصلية هي إنهاء الاحتلال الأجنبي، الرهان على الغرب كان معاكسا لمصالح الثورة".
أجرى الحوار: محمد علي الآتاسي
http://www.alquds.co.uk/?p=1007786



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الاصلاح السعودي
- ملاحظات على تقرير حزب اليسار الديمقراطي السوري - القسم الاول
- المرأة السورية والثورة
- بيرني ساندرز.. من الحملة الى الحركة
- حزب النهضة والاستثناء التونسي
- المظلومية التاريخية لنخب مشرقية
- حوار الكاتب جورج كتن مع صحيفة كردستان حول سوريا
- تحول -المقاومة- الى وحش قاتل
- ماذا سيأتي به الغد بعد الاتفاق النووي؟
- مرض -السايس- بيكوية- لنخب شرق اوسطية
- لماذا نجح التحول الديمقراطي في شرق اوروبا وأعيق في شرق المتو ...
- احلام الامبراطورية الرثة
- هل يمكن استرداد الثورة في عامها الخامس؟
- إفشال الثورات المضادة الاسلاموية للربيع العربي
- الطرف الديمقراطي في الصراع السوري
- دعوة مفتوحة للنقاش حول الثورة السورية المغدورة
- مراجعة شاملة للثورة السورية
- تطبيق الشريعة لا يتحقق الا بوسائل داعش
- هل تضرب اميركا داعش في سوريا ؟
- هل يمكن ان تتغير سياسة أوباما السورية؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج كتن - الديمقراطية وتحرير سوريا من الاحتلالات الاجنبية في حديث رياض الترك بعد خروجه من سوريا