أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج كتن - هل يمكن استرداد الثورة في عامها الخامس؟














المزيد.....

هل يمكن استرداد الثورة في عامها الخامس؟


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 07:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد اربع سنوات من انطلاق الثورة الشعبية السورية غير المسبوقة في تاريخ المنطقة الحديث، لا بد من مراجعة شاملة لاهم التطورات والمراحل التي مرت بها في ظل هاجس رئيسي يحاول الاجابة على السؤال الملح:
لماذا فشلت الثورة في اسقاط النظام الاستبدادي رغم عظم التضحيات التي قدمها الشعب السوري؟
انتقال الثورة من المرحلة السلمية الى حمل السلاح كان تحولا لا يمكن تفاديه في مواجهة وحشية النظام باستخدام اسلحته ضد المتظاهرين السلميين، لكن عسكرة الثورة جرت بشكل عشوائي غير مترابط لا تجمعه اية قيادة عسكرية او خطة استراتيجية موحدة، وفشلت كل محاولات تشكيل مثل هذه القيادة، كما فشلت المنظمات السياسية المعارضة في الداخل والخارج باكتساب ثقة الكتائب المسلحة لانضوائها تحت قيادتها، فقد تصارع المعارضون على المراكز الاولى بدل التوحد خلف هدف واحد وتأجيل اختلافاتهم الثانوية لما بعد اسقاط النظام.
اما النخب الثورية الشعبية التي انتظمت في تنسيقيات ومجالس محلية ولجان عمل في جميع المجالات لتبشر بامكانية اقامة سلطة موازية للنظام تكون بديلا له عند سقوطه، فقد ازيحت ومنعت من لعب دورها في ضبط استمرار توالد الكتائب المسلحة التي ترتبط ببعضها بروابط واهية، لينتقل مركز ثقل الثورة من الحراك الشعبي الذي تم تهميشه بالتدريج، فيصبح القرار بيد حاملي السلاح، لتنبع السياسة من فوهة البندقية بتوجيه من امراء حرب لا يكترثون بالحاضنة الشعبية التي اصبحت في مفهومهم تابعة وفي خدمة الكتائب المسلحة بدل ان يكون المسلحون في خدمة الثورة الشعبية ولتحقيق اهدافها.
ولم تتورع الكتائب المسلحة المهيمنة من استخدام الحاضنة الشعبية كدريئة لحماية المسلحين من الهجمات العسكرية لجيش النظام. فلو كانت المصلحة الشعبية هي هدف المسلحين لكانوا وجدوا طريقة لتجنيب الشعب القتل والتدمير لمدن وبلدات بسبب احتماء المسلحين بين منازلها، مما تسبب في هجرات مليونية للاهالي. لم يفكر احد بالانتقال لوسائل قتالية اخرى كحرب عصابات ضد جيش النظام المتفوق في اسلحته وفي قيادته وخطته الموحدة.
وبسبب فوضى السلاح تسللت منظات تكفيرية اصولية من دول الجوار وخاصة العراق، ثم من كافة دول العالم بحجة انها جائت "لنصرة" الشعب السوري، ليتضح في مرحلة لاحقة ان قتالها للنظام ليس لتحقيق اهداف ثورة الشعب السوري، بل من اجل اهدافها الخاصة في اقامة دولة دينية تكفّر الديمقراطية والحرية التي ثار الشعب من اجلها، تستبدل استبداد النظام واضطهاده لشعبه باسم المقاومة وشعارات اخرى زائفة، باضطهاده وقمعه باسم الدين حسب تفسيرهم له.
كما بدأوا بتطبيق منهجهم في المناطق التي يهيمنون عليها بفرض مقاييس متشددة في اساليب الحياة وعقوبات وحشية لكل من يخالف تعليماتهم المستقاة من مفاهيم القرون الوسطى الظلامية. واججوا الصراع الطائفي بادعائهم مقاتلة "الحكم النصيري" وحولوا الثورة من اجل الحرية الى حرب اهلية طائفية. واعطوا حجة لما ادعاه النظام منذ البداية انه لا يواجه ثورة شعبية بل منظمات ارهابية، وبرروا توظيفه الطائفي لحربه ضد شعبه باستقدامه ميليشيات شيعية من لبنان وايران والعراق وبلدان اخرى.
بالاضافة لكل ذلك واجهت الثورة اهمالا من المجتمع الدولي وشبه لامبالاة بالكارثة التي المت بالشعب السوري فيما عدا مساعدات انسانية غير كافية، وتردد في دعم ثورته مما مكن للنظام والمنظمات الارهابية من الاستفراد به بحيث اصبح بين مطرقة النظام وسندان المنظمات المسلحة الارهابية. لم يعد الصراع كما كان في بداية الثورة بين شعب منتفض ونظام استبدادي، بل حروب وصراعات متعددة بين داعش والنصرة والنظام والكتائب الاسلامية والميليشيات الكردية وبقايا الجيش الحر وقوى اقليمية ايرانية ولبنانية وتحالف دولي- عربي، تتصارع كلها على الارض السورية فيما الشعب صاحب الثورة يضطهد في مناطق النظام وفي مناطق هيمنة الكتائب المسلحة، ويتحمل معاناة غير مسبوقة من قتل وتهجير واعتقال وتعذيب وتجويع وتدمير لوسائل عيشه.
بعد كل ما حصل فآن وضع حد للكارثة اصبحت اولوية لا بد من العمل من اجلها بوقف القتال ومحاولة التوصل لحلول وسط تنقذ سوريا والشعب السوري من المصير المظلم الذي يقوده له الصراع المتشعب الراهن المحكوم بتوازن لا يبشر بحسم سريع لاي طرف من الاطراف المتصارعة لتستمر المقتلة حتى القضاء الكامل على البلد والشعب.
اما إحياء الثورة واستردادها فامر صعب ولكنه ليس مستحيلا ان توفرت ظروف موضوعية مناسبة. اذ لا بد لجميع من وقف وما يزال الى جانب ثورة الشعب لتحقيق اهدافه في الحرية من اجراء مراجعة شاملة لما حدث حتى الآن تعتمد على مسائل عديدة منها :
اولا: التوقف عن العيش في اجواء السنة الاولى للثورة والاعتراف بالواقع الجديد الذي آلت اليه الاوضاع الراهنة.
ثانيا: فتح حوار واسع وعلني وصريح لا يخفي الحقائق مهما كانت مرة، يستخلص الدروس من فشل الثورة الاولى، يقيم الاخطاء وينتقدها ويحدد الوسائل لتجاوزها.
ثالثا: تحديد واقعي للقوى السياسية والعسكرية التي تقف مع اهداف الثورة، ومن هم اعداء هذه الاهداف ممن يقف مع النظام او في الطرف المقاتل له، ومن هم الحلفاء الحقيقيين للشعب السوري من قوى محلية واقليمية ودولية.
رابعا: الفرز الواضح للقوى على اختلافها للعمل من اجل كتلة سياسية عسكرية تاريخية، طرف ديمقراطي سوري، يتبنى اهداف الشعب الديمقراطية ويقاتل من اجلها، ويبني تحالفاته مع القوى الاخرى بناء على مدى اقترابها او ابتعادها عن هذه الاهداف، ليصبح قوة يحسب حسابها في اي حل سياسي قادم. فرز الطرف الديمقراطي نفسه سياسيا وعسكريا يمكن من استجلاب دعم خارجي افضل بعد الوثوق بان سوريا لن تقع في يد المنظمات الارهابية بعد ترحيل النظام. .
خامسا: السعي لحل سياسي توافقي يحقق بعض اهداف الثورة ويوحد قوى المجتمع على اختلافها ضد المنظمات الارهابية وعلى رأسها داعش والنصرة ..



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفشال الثورات المضادة الاسلاموية للربيع العربي
- الطرف الديمقراطي في الصراع السوري
- دعوة مفتوحة للنقاش حول الثورة السورية المغدورة
- مراجعة شاملة للثورة السورية
- تطبيق الشريعة لا يتحقق الا بوسائل داعش
- هل تضرب اميركا داعش في سوريا ؟
- هل يمكن ان تتغير سياسة أوباما السورية؟
- هل داعش ثورة شعبية؟
- ميثاق الشرف الثوري تطوير ام -تشذيب!-
- أي طريق سيسلك إخوان سوريا؟
- فشل خلط الديمقراطية بتطبيق الشريعة - الاخوان المسلمين في مفت ...
- روسيا تواجه ثورتين، والثالثة قادمة!
- حوار حول جنيف 2 *
- هيئة التنسيق ولعبة الكراسي
- تشتت المعارضة السورية يغذي الكارثة
- سيرة من القومية للديمقراطية مروراً بالماركسية
- حوار مع جورج كتن - شبكة المرأة السورية
- سيرة إدمان سياسي
- هل تواجه الثورة السورية الاستبدادين معاً؟
- ثورة شعبية أم انقلاب عسكري؟ مناقشة لمقال حازم صاغية *


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج كتن - هل يمكن استرداد الثورة في عامها الخامس؟