أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - عن فيلم -تراب الماس- .. وفساد المجتمع.















المزيد.....

عن فيلم -تراب الماس- .. وفساد المجتمع.


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5988 - 2018 / 9 / 8 - 05:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفيلم عن رواية بنفس الإسم للأديب الأكثر شيوعا بين الشباب "أحمد مراد" التى صدرت عام 2010 ويمكن تصنيفها تحت أدب الغموض والجريمة، نقلها بصيغة السيناريو كاتبها، وإن كنت أعتقد أن تلك أول السقطات، فبالرغم من أن صاحب نوبل "نجيب محفوظ" كتب عشرات السيناريوهات فإنه لم يكتب سيناريو واحد لآى من رواياته وعندما سأل عن سبب ذلك كان رأيه أن الروائى يطلق خياله مرّة للقصة ، وبعدها يجب أن يتركها لخيال أخرين، لكن مراد وللمرّة الثانية بعد "الفيل الأزرق" يكتب بنفسه سيناريو الفيلم ليخرجه " أيضا" المخرج المتمكن " مروان حامد"، رغم ذلك توجد بعض الإختلافات بين الرواية والفيلم سنعرض لها.
طه "الذى يلعب شخصيته الفنان آسر ياسين" والذى هو شديد الإرتباط بالأب المقعد "حسين الزهاّر" الذى لعب شخصيته فى الفيلم الممثل " أحمد كمال" وهو محور الرواية ويلعب أيضا دور الراوى فى الفيلم، محاولا الزج بالسياسة فى الموضوع كإطار خارجى ليس الاّ لطرح وجهة نظر المؤلف وليس كجزإ رئيسى من الأحداث كما وظّفها باقتدار وعمق نجيب محفوظ فى أعماله وفى القلب منها الثلاثية، ورغم أن المؤلف إنحاز فى رؤيته السياسية الى "محمد نجيب" فى الصراع مع عبد الناصر فى أزمة مارس 1954 (وهى فى النهاية وجهة نظر) فإنها لم تؤثر سلبا أو إيجابا على السياق العام، كما أقحم قضية " أغلب الظن أنها من تلفيق أجهزة مخابراتية"، حول دور بعض اليهود المصريين فى توجيه طائرات العدوان أثناء عدوان 1956بواسطة البطاريات اليدوية، وهى قضية تبنتها بعض أجهزة إعلام عبد الناصر ولم يقم دليل عليها.
لاشك أن محاولة إثارة الغموض والطابع البوليسى الى الموضوع قد أضر العمل أكثر من تحقيق الفائدة، فنظرية القتل باستخدام بودرة تلميع الماس المعروفة باسم تراب الماس "جرعة واحدة" لا أدرى مدى حقيقتها العلمية "بالرغم من كونى طبيب"، ولكن ما أثار دهشتى فى الفيلم هو سهولة القتل، وإستعماله بإطراد دون مبرر حقيقى أو مقنع، فأول جريمة قتل يرتكبها الطفل ضد والد حبيبته بزعم أنه مواليئ لإسرائيل، وتتوالى عمليات القتل ضد من يرى أنهم أشرار أو فاسدين، وفى هذا تكرار لنماذج كثيرة تكررت فى عدد لا بأس به من الأعمال الفنية، ولعل نقد الفيلم هو الرغبة أن يكون أفضل مما شاهدناه وذلك الجهد الجبّار من طاقم العمل الذين إجتهدوا جميعا من الكاتب والمخرج وطاقم التمثيل لا يتأثر، بالإضافة لجهود أخرى لعناصر مثل الموسيقى والديكور والتصوير، جميعها تضافرت بالفعل لتقدم فيلمًا جيدًا، ولو كان التركيز قد جاء بشكل أقل على جانب الجريمة في الفيلم لكنا شاهدنا فيلمًا مختلفًا وذا طابع خاص بالتأكيد، ونكهة متميزة فى خضم من التفاهة والعشوائية والعبث.
لعل كاتب الرواية والسيناريو حاول مخلصا أن ينقد الواقع، ونجح بالفعل فى إدانة الوضع السياسى والإجتماعى دون مواربة، الرشوة "بمافيها الرشوة الجنسية" والتعذيب وتلفيق التهم وفساد الداخلية، يضاف الى ذلك عمليات الشذوذ والمثلية الجنسية التى تكررت كثيرا بمناسبة وبغير مناسبة، كأن يكون الأب والإبن يشتركون معا فى نفس نوع الشذوذ وكأنه مرض وراثى "حسين برجاس وإبنه"، وشيوع أنواع منحطة من الرذيلة لتطال الجميع، بما فى ذلك الصحفى ذو الأفكار الثورية الذى يصوّر ويبتزّ ضحاياه بلا مبرر أو مقدمات، تحضرنى هنا شخصية "رؤوف علوان" فى اللص والكلاب وكيف مهّد لها وخدّم عليها نجيب محفوظ، كما أن معظم العلاقات تم إنضاجها على عجل "سلق بيض" كتلك العلاقة بين طه "آسر أمين" وسارة "منّة شلبى" التى لم تستغرق سوى بضع مشاهد متناثرة لتكتمل بعلاقة حب.
نأتى الى ما ذكرناه أولا من إختلافات بين الرواية والفيلم، أولها أن الرواية تبدأ بإهداء خاص إلى الرئيس الراحل محمد نجيب، ثم تليها الجملة الافتتاحية: “أظلم الأوقات في تاريخ الأمم هى الأوقات التي يؤمن فيها الإنسان بأن الشر هو الطريق الوحيد للخير”، من كتاب “الجمعيات السرية” لعلي أدهم، على عكس الفيلم الذي بدأ بهذا الاقتباس فقط، مكتفيًا بذكر سيرة “نجيب” على ألسنة أبطال العمل وسط حبكة الأحداث، وبينما تبدأ الرواية بأحداث من داخل حارة اليهود فى الخمسينات من خلال عائلة حنفى الزهار وأصدقائه المقربين كليبتو الذى علمه صقل الماس وكان بمثابة الأب الروحى له، بينما فى الفيلم لم يتعرض لذلك الموضوع الاّ بعد قتل الأب فى 2018 ومحاولة قتل الإبن وأثناء بحثه فى أوراق أبيه، عن طريق الفلاش باك.
المفارقة الأخرى فى الفيلم تأتى فى تحوّل ذلك الفتى الرقيق، ضعيف الإمكانيات الجسدية، عازف الدرامز الرومانسى، الكتوم، الهادئ، الى قاتل محترف بسهولة شديدة، بسبب رغبته فى الإنتقام من قاتل أبيه، بل وتبرير بيع نفسه لرجل الشرطة الفاسد "وليد سلطان" الذى لعب دوره بمقدرة الفنان "ماجد كدوانى"، ومزج فى تصوير شخصيته بين الجدية الشديدة واللمسة الكوميدية الخفيفة، ولكن لا يمكن وصف علاقته بطه بأنها صفقة فاوستية خالصة، فقد ظل طه محافظا على إستقلاليته الشخصية، كم أنه أقدم بأعصاب باردة على دس السم للعقيد وليد عندما إكتشف الجزء المفقود من المذكرات وعلم منها أنه من سلّط البلطجى المجرم "سرفيس" (محمد ممدوح) لقتل والده، كما أضفت شخصية "شيرين رضا" تلك الساقطة القوّادة التى تظهر دائما فى الفيلم بمظهر السيدة القوية الحازمة المتعجرفة التى تسيطر على مخدوميها، وهى نمط سائد فى تلك الأوساط الإجرمية ذات الطابع المخملى.
لقد نجح "أحمد مراد" فى توصيف تلك الطبقة المسيطرة فى المجتمعات الرأسمالية، حيث تعيش طبقة شديدة الثراء على سطح المجتمع، منفصلة عن الجزء الرئيسى الذى لا يملك قوت يومه، وهو مالم تتعرض له الرواية أو الشريط، ولم تحدث ثورة ينايرأو يونيو أى تغيير أو إضافة على بنية هذا المجتمع الطبقية أو نمط ممارساته، وأعتقد أنه فى محاولة تمرير تلك الوقائع على الرقابة دسّ بذكاء بضع مشاهد للجان تحقيق من الداخلية وقرارت بالإيقاف عن العمل، وكأن ما يحدث تكرارا لما تقوله الداخلية دائما بأنها أخطاء فردية.
ذكرتنى توليفة ممثلى الفيلم بثنائيات سبق ظهورها فى أعمال درامية مشتركة، تذكرت مسلسل "حارة اليهود" فى رمضان قبل الماضى الذى جمع الفنانين منه شلبى وإياد نصار، كما تذكرت فيلم "بيبو وبشير" الذى جمع بين الفنانين آسر ياسين ومحمد ممدوح.
رغم كل ما تقدم من نقد للفيلم ولكنه يظل علامة متميزة بحق جميع من شاركوا فيه.
السلام عليكم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين عبد الرازق.. مناضل حتى الرمق الأخير
- على العطفى .. آخر الجواسيس قبل كامب ديفيد
- مؤامرة غزة .. الباب الملكى لصفقة القرن
- 5 سنوات على فض رابعة والنهضة..وما زال الحدث مستمرا
- الدور الوطنى لليونانيين فى مصر
- مبادرة غير مدروسة
- ثنائية العسكر والإخوان
- الديموقراطية والإستبداد فى ظل سلطة العسكر
- مدارس الكادر .. فى تاريخ الحركة الشيوعية المصرية
- السلطة تدفع الطبقة الوسطى سريعا الى الهاوية
- دلالات فوز حركة النهضة فى تونس
- الجانب الصوفى فى حياة خالد محيى الدين
- الحشاشون والإخوان المسلمين .. بين البنّا والصبّاح
- ذكرى صلاح حسين..شهيد الحركة الوطنية المصرية
- بهدوء ...مصر قبل 1952
- ما أشبه البارحة بالليلة !!
- فيسبوك مصرى .. المسخ الجديد
- تدهور أوضاع الحريات وأزمة الديموقراطية فى مصر
- ثورة من أعلى فى السعودية
- تصاعد الصراع فى الشمال السورى بين تركيا وأمريكا


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - عن فيلم -تراب الماس- .. وفساد المجتمع.