أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ما أشبه البارحة بالليلة !!















المزيد.....

ما أشبه البارحة بالليلة !!


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5833 - 2018 / 4 / 2 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سعد بن عبادة .. والمزاحمة على السلطة
القصة ليست جديدة ولكن الأساليب إختلفت، الجديد الآن هووجود الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعىوالفضائيات وإنتشار الهواتف الذكية بالكاميرات الدقيقة والقدرة على الإتصال بالعالم لنشر وتشيير الأخبار، ولنعد لموضوعنا.
روى البخاري (6830) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، (إِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا القَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ: أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ عَلَى مَا لاَ نَرْضَى، وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكُونُ فَسَادٌ)، ورواه ابن حبان (414) وفيه : قَالَ عُمَرُ: " فَقُلْتُ وَأَنَا مُغْضَبٌ : قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا فَإِنَّهُ صَاحِبُ فِتْنَةٍ وَشَرٍّ ، وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا فِيمَا حَضَرَ مِنْ أَمْرِنَا أَمْرٌ أَقْوَى مِنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَخَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ بَيْعَةٌ أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بَيْعَةً، فَإِمَّا أَنْ نُبَايِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى، وَإِمَّا أَنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونُ فَسَادًا"، وعند الطبري في "تاريخه" فقال أبو بكر: "مهلا يا عمر! الرفق هاهنا أبلغ".
توفي النبي محمد دون أن يحدد لأصحابه كيفية إنتقال الحكم، لم يترك شيئا واضحا في وراثة نظام الحكم، بحيث يقتنع أتباعه وأصحابه أنه ملزم له، وكان جسد النبي مسجى ينتظر تغسيله وعلى ومعه العباس يتأهبان لغسله، حتى جاء الخبر أن الأنصار بقيادة زعيمهم "سعد بن عبادة" مجتمعين فى سقيفة بنى ساعدة يرتبون لخلافة رسول الله، وأن الأمر يكاد أن يستقر لسعدا، حتى همّ عمر بن الخطاب وأبو بكر الصدّيق بالتوجه مسرعين الى تلك الدار للحاق الأمر فبل أن يحسم، بينما ظل على والعباس مع جسد الرسول يعدانه للدفن، وكان سعد بن عبادة بين الحضور بالسقيفة "وبه وعكة ألمت به"، وفقا لرواية ذكرها البخاري في صحيحة نقلا عن عمر بن الخطاب، فإن خطيب الأنصار خطب قائلاً: " أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر"، ويقول عمر بن الخطاب ولما سكت أردت أن أتكلم ولكن أبو بكر الصديق أسكتنى وتحدث هو وقال مخاطبا : «ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين (عمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح) فبايعوا أيهما شئتم، فرد عليه أحد الأنصار وهو "حباب بن المنذر" فقال "أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش"بعد ذلك كثر اللغط وارتفعت الأصوات فقال عمر ابن الخطاب ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يدة فبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ويقول ابن الخطاب ثم نزونا على سعد بن عبادة "أي وقعوا عليه ووطئوه" فقال قائل منهم يا معشر الانصار قتلتم سعد بن عبادة، وذكرت كتب السيرة أنه كسرت بعض أضلاع الرجل.
لم يختلف رواة الحديث وكتّاب السيرة كثيرا حول تلك الرواية، وقد أورد الإمام أحمد بن حنبل رواية ضعيفة حول مبايعة أبوبكر كالتالي: «توفي رسول الله وأبو بكر في طائفة من المدينة قال: فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال: "فداك أبي وأمي، ما أطيبك حياً وميتاً مات محمد ورب الكعبة" وإنطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئاً أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله من شأنهم إلا ذكره وقال: " لقد علمتم أن رسول الله قال: "لو سلك الناس وادياً، وسلكت الأنصار وادياً، سلكت وادي الأنصار، ولقد علمت يا سعد أن رسول الله قال وأنت قاعد: "قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم ، فقال له سعد: "صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء"، وقد أورد الذهبي و البلاذري وغيرهم في كتبهم روايات اخرى تفيد بأن سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر وعمر حتى مات وقال: «لا اُبايع قرشياً أبداً» وفي رواية اخرى انه قال : "لا، والله لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي، وأقاتلكم بمن معي".
سعد بن عبادة لم يستسغ فكرة أن يتولى قرشي أمر المسلمين، على الأقل لا يتولاه منفردا، كان سعد يستند إلى الدور التاريخي له شخصيا ولمدينته ولقبيلته في تأسيس دولة الرسول التى إتسعت بعد الفتح لتشمل معظم الجزيرة العربية "المعروفة الآن"، كانت الغزوات والسرايا قد ضمت مساحات واسعة ، وكانت الغنائم والفيئ والخراج والجزية تنهال على خزانة بيت المال محققة دخلا كبيرا لأصحاب الرسول ما جعلها تعد مغنما لأى فئة تتولى الحكم بعد وفاة النبى، إذن فقد ظل سعد معارضا أصيلا لإبى بكر وعمر كشوكة فى حلقهما، وبعد وفاة أبو بكر وتولى عمر بن الخطاب إمارة المؤمنين آثر سعدا أن يغادر المدينة الى منطقة حوارين بالشام هربا بحياته، وقيل لإعتدال مناخها حيث أن الرجل كان يعانى من مرض صدرى، قال الرواة أنه لما ولي عمر لقيه ذات يوم في طريق بالمدينة فقال: إيه يا سعد! فقال: إيه يا عمر! فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه؟ فقال سعد: نعم، أنا ذاك، وقد أفضى إليك هذا الأمر، كان، والله، صاحبك أحب إلينا منك، وقد أصبحت كارهًا لجوارك، فقال عمر : إنه من كره جوار جاره تحول عنه. فلم يلبث إلا قليلاً حتى انتقل إلى الشام.
بعد رحيله بقليل، وُجِد سعد بن عبادة قتيلا، وذكر بعض الرواة أن الجن قتلته لأنه تبول على حجر كانت تسكنه، يقول ابن عبدِ ربّه أنّ سعدًا قتلته الجن، وأن الجن بعد أن فتلته بكته قائلة "قتلنا سيد الخزرج سعد بن عُبادة .. ورميناه بسهمين فلم يَخْطُ فؤادَه" العقد الفريد4 لإبن عبد ربه، وقال ابن سعد فى طبقاته "أنّه جلس يبول في نفق فاقتتل فمات من ساعته ووجدوه قد اخضرَّ جِلْدُه"الطبقات3، قال ابن الأثير" لم يبايع سعد أبا بكر ولا عمر، وسار إلى الشام فأقام بحوارين إلى أن مات سنة15هـ، وقد وجِدَ ميّتًا على مغتسَلِه وقد اخضَرَّ جسدُه، ولم يَشعُروا بموتِه حتى سمِعوا قائلًا يقول من بئر ولا يَرَونَ أحدا "يعني القائل ليس ببشر"، من بئر سمعوا صوتًا ينادي ويقول ويحكي بأنه مات فلان أو قتل فلان.. اُسْدُ الغابَة.
روى البلاذري (وكذلك الأندلسي) أنّ سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ ، فَبَعَثَ عُمَرُ رَجُلا ، وَقَالَ: ادْعُهُ إِلَى الْبَيْعَةِ وَاخْتَلْ لَهُ، وَإِنْ أَبَى فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَدِمَ الرَّجُلُ الشَّامَ، فَوَجَدَ سَعْدًا فِي حَائِطٍ بِحُوَارَيْنَ، فَدَعَاهُ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَقَالَ: لاأبايع قرشيًّا أبدًا، قال: فإني قاتلك، قال: وإن قتَلْتَني، قال: أفخارجٌ أنت مما دَخَلَتْ فيه الأمّة؟ قال: أما من البيعة فإني خارج، فَرَماه بسهمٍ فَقَتَلَهُ":البلاذري// العقد الفريد3الأندلسي.
إننا الآن أمام جريمة قتل، اسم المجني عليه هو سعد بن عبادة، والأرجح أن الجانى هو الخليفة "عمر بن الخطاب" والسبب المعروف هو رفضه البيعة وتمرده على نظام الحكم الذى كان مقتنعا أنه أولى به، أعود فأقول أن أحمد شفيق أو سامى عنان أو غيرهما يعد محظوظا بمقاييس ذلك الزمان.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيسبوك مصرى .. المسخ الجديد
- تدهور أوضاع الحريات وأزمة الديموقراطية فى مصر
- ثورة من أعلى فى السعودية
- تصاعد الصراع فى الشمال السورى بين تركيا وأمريكا
- تشويه الثورات .. بين الثورة العرابية وثورة يناير
- الإنتخابات الرئاسية المصرية بين برزخين
- حول إنتخابات الرئاسة 2018
- مهندس / عبد المنعم شتلة... بطل ليس من هذا الزمان
- سابع جار ... دراما الأماكن المغلقة
- عن صلاح عيسى والوطن...رحيل مناضل
- مدنية أم دينية؟
- ما بعد قرار ترامب...ومآل عملية السلام
- تراجع ردود الفعل الشعبية على القرار الأمريكى بنقل السفارة
- إمام ونجم ..متلازمة الثورة والفن والغضب
- حديث عن الحوثيون
- بدو سيناء والإنتماء الوطنى
- ثورة أم ثورتان .. 25 يناير و 30 يونيو؟
- حول كتاب - الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث-
- الحازميون .. الوريث الأكثر دموية لداعش
- مرّة أخرى ..حول التنظيمات الإرهابية العاملة فى مصر


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ما أشبه البارحة بالليلة !!