أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - فيسبوك مصرى .. المسخ الجديد















المزيد.....

فيسبوك مصرى .. المسخ الجديد


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5817 - 2018 / 3 / 16 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ثورة 25 يناير 2011 إنتشرت نكتة بين المصريين عن الرؤساء الثلاثة وقد تقابلوا فى العالم الآخر ولما سألوا عبد الناصر عن سبب وفاته أشار الى قلبه وقال "جلطة"، أما السادات فأشار الى رقبته وقال "منصة"، أما مبارك فنظر الى الفراغ وقال "فيسبوك"، هذه النكتة تدلل بوضوح على أهمية ودور وسائط التواصل الإجتماعى فى ثورة 25 يناير باعتباره سلاح أمضى من كثير من الأسلحة الأخرى.
مع بداية الألفية الجديدة كان موعد عدد من النشطاء لعمل تدوينات لهم على صفحات الشبكة العنكبوتية "التى ظهرت الى الوجود تطويرا لشبكة إتصالات داخلية للبنتاجون قبل عدة أعوام"، وبدء تدوينهم لبث أخبار ونشر مقالات ومعلومات تساعد على التواصل والتأثير فى المتلقين الذين بدأت أعدادهم فى النمو بإطراد، فى البداية كان عدد روادها قليلا،ولكنها زاد إنتشارها وتأثيرها كمتوالية هندسية، وإشتهر من تلك المدونات عدد لا بأس به بدأت تنافس بخجل وسائل الإعلام الورقية والناطقة ومنها مدونة بهية والوعى المصرى ولقمة عيش ومواطن مصرى ومواطن اخد على قفاه وسوق الأزبكية وغيرها، بينما سطعت أسماء عدد من المدونين كان من بينهم وائل عباس صاحب الوعى المصرى ورزق العاصى صاحب الكنانة وغيرهم، ولكن حدث تحول هام مع منتصف العقد الأول بظهور الفيسبوك كوسيلة ناجعة للتواصل الإجتماعى " الفيسبوك بدأ كمنتدى مغلق لطلاب جامعة هارفارد الأمريكية لتبادل الصور بينهم" وتلاه أشكال أخرى مختلفة للتواصل كالواتس آب وتويتر وإنستجرام ويو تيوب وغيرها، بينما ظل الفيسبوك الأشهر والأكثر إنتشارا.
لقد عمل الفيسبوك بفاعلية على تيسير عملية التواصل بين أعداد كبيرة من متابعيه وذلك لكونه يفرد مساحات افتراضية واسعة لمناقشة موضوعات سياسية مختلفة، الناشطين السياسيين استخدموا صفحات ومجموعات الفيس بوك وحسابات تويتر والمدونات، خلال عامى 2009 و2010 ليمهدوا للثورةوخاصة لكشفه عمليات الفساد والتعذيب التى كاتنت تقوم بها الشرطة فى مقاراتها، أشهرها مقطع تعذيب "عماد الكبير" بإدخال عصا غليظة فى دبره، وفيديو الفتاة التى تعذب بوحشية وغيرها، تلك المواقع الاجتماعية مكنت المحتجين والرافضين لممارسات السلطة من توحيد جهودهم وتبادل المعلومات، وأيضا انتقلت تلك الأخبار الى صحافة المواطن، وبهذا تكون مواقع التواصل الاجتماعي، قد أسهمت بنجاح في التنظيم والتخطيط لأحداث الثورة وفي دعم الهوية عبر العلاقات المنتشرة بشباب العالم ما أعطي مثالاً للحركات المجتمعية في كيفية تحقيق أهدافها، فمن خلال صفحة" كلنا خالد سعيد"التى كان أدمنها "وائل غنيم"خرجت المظاهرات وتم الإعلان عن أماكنها وأوقاتها"تم إعادة نشر تدويناته بين الشباب لخمس وثلاثين ألف مرّة"، واستنهضت همم الشباب وانكسرت حواجز الخوف، كما أسهمت بتعرية الأجهزة الأمنية التي مارست العنف والقوة ضد المتظاهرين، وأيضا أثار الفيس بوك العديد من القضايا التي تهم المواطنين كالفساد والتعذيب، وتحولت إلي مصادر للمعلومات والأخبار التي كانت تستقيها وسائل الإعلام والقنوات الفضائية كمصدر هام للمعلومة.
ساهم إنتشار المعلومات على الفيسبوك فى خلق أنماط متعددة للوعي، بدءا من الوعي الفردي والطبقي وحتي الوعي الجماهيري، وعن الأخير فإنه يعبر عن فكر الجماهير، وأنه يرتبط بالواقع القائم وهو وعي لا يتسم بصفات نقدية، بل إنه وعي تلقائى ليس بمعزل عن الأفراد بل يوجد في أذهانهم، وعي شكل أفكاراً ونظرات ومشاعر ورغبات معينة تتميز بها جماعة من الناس، وكذلك فإن الوعي الجماهيري يعبر عن مصالح مشتركة لطبقة أو جماعة اجتماعية، كما لعبت تلك الوسائط دورا لا يقل عن دور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى "وإن لم يكن بديلا عنها"، وكان لحضورها دور حيوي وفاعل في تنمية الوعي، للمواطنين بصفة عامة ولطلاب الجامعات بصفة خاصة من خلال ما تقدمه من معلومات وأخبار ومعارف ،وذلك لتشكيل المهارات والأفكار والآراء ولتهيئة أفراد المجتمع "كما كان لخريجى الجامعات العاطلين عن العمل دورا رئيسيا فى الإستخدام الواعى للفيسبوك وخصوصا لإتاحة ظروف الوقت لهم ولإحباطاتهم المتكررة"، كم إن إحد أهم الميزات للكتابة الإلكترونية أنها تسمح للتعبير عن رأيهم في القضايا والظواهر السياسية بحرية أكبر، وتكمن أهمية وسائل الإعلام وخطورتها، أنها تؤثر في كل المراحل العمرية بدءا من مرحلة الطفولة مرورا بمرحلة الشباب، وحتى مرحلة كبار السن، وعلى هذا يمكن القول إن هذا التدفق المستمر من المعلومات لدى المواطنين، الذي يتكون من خلال وسائل الاتصال من شأنه العمل على خلق وعي وطني وغرس القيم والمفاهيم الوطنية لدى الأفراد، ومعرفتهم بما يجري في بيئتهم، مدركين للوضع، وأعين بما يدور حولهم.
لعل مواقع مثل الفيسبوك لها أهمية أعظم خاصة فى مجتمعات تقع فى مجال الإستبداد السياسى مثل مجتمعاتنا، ففى المجتمعات الديموقراطية توجد مساحات مختلفة لإطلاق حرية التعبير، لذا فالكارثة أشد حينما يتم إغلاق هذا المجال أو تقييده فى مجتمعاتنا، ولعل الإعلان عن تأسيس فيسبوك مصرى "الذى تم بواسطة وزير الإتصالات" وأتى فى إطار الإعلان عن الإنتهاء من مشروع قانون الجرائم الإلكترونية بالتنسيق مع وزارة العدل والذى وافقت عليه الحكومة يعد خطوة متقدمة أخرى فى إتجاه غلق المجال السياسى أمام المعارضة بجميع أشكالها، هذا المشروع الذى تزعم الحكومة أنه يستهدف حماية بيانات المواطنين، وعدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعى كمنابر لنشر الفكر المتطرف، وحسب ما تسرب من معلومات فإن القانون المشار إليه يتضمن عشرات العقوبات بالسجن والغرامة على مستخدمى السوشيال ميديا، يأتى ذلك بعد بيان النائب العام الذى كلف فيه المحامين العامين ورؤساء النيابة العامة بمتابعة وسائل الإعلام ومواقع التواصل، التى تحركها «قوى الشر»، (حسب البيان الصادر)، ودعا للقبض على من ينشرون عبرها أخبارا وبيانات وشائعات كاذبة، من شأنها تكدير الأمن العام، أو إلقاء الرعب فى نفوس أفراد المجتمع، وما يترتب عليه من إلحاق الضرر بالمصلحة العامة للدولة المصرية، ومن غير المعلوم حتى الآن إذا ما كان الفيسبوك المصرى سوف يقتصر على الداخل، أى أن المواطن فى مصر لن يستطيع التواصل مع جنسيات أخرى أو مع العالم الخارجى، فى سابقة تعود بنا إلى أزمان سحيقة، وقت أن كان الاستماع إلى إذاعات خارجية من قبيل العمالة أو التجسس أو الخيانة للوطن،وكانت الحكومة تقوم بالتشويش على عدد من تلك الإذاعات، والى الوقت الذى كانت الرسائل تصل الينا من خارج مصر بعد فتحها بواسطة الرقيب.
أعتقد أن تلك الأساليب لم يعد لها إمكانية للتحقق فى هذا العصر، حيث السماوات مفتوحة ولا يمكن الحد منها الا بقوانين فاشية من نوع إلغاء الإتصال بالأقمار الصناعية وغلق وسائل التواصل الإجتماعى وهو مالا تفدر عليه أى حكومة فى العالم، اللهم الاّ حكومات ككوريا الشمالية والخمير الحمر فى كمبوديا سابقا، فإن الإتجاهالآن فى مجال ثورة الإتصالات أن الإنترنت فى حد ذاته سوف يكون عالمياً من خلال الأقمار الصناعية، كالمحطات التليفزيونية سواء بسواء، ويوجد- فى الأسواق حاليا رسيفرات لا تحتاج لطبق خارجى بل تزود بالإنترنت أيضا، للأسف فإن أجواء الدولة البوليسية فى أبشع صورها، تأتى فى وقت يتجه فيه العالم إلى المزيد من الحريات، إلى مزيد من الانفتاح، إرحمونا قبل أن نترحم على الماضى ونتمنى أن نعود إلى الحالة التى كانت عليها البلاد فيما قبل ٢٥ يناير ٢٠١١...والقادم أسوأ.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدهور أوضاع الحريات وأزمة الديموقراطية فى مصر
- ثورة من أعلى فى السعودية
- تصاعد الصراع فى الشمال السورى بين تركيا وأمريكا
- تشويه الثورات .. بين الثورة العرابية وثورة يناير
- الإنتخابات الرئاسية المصرية بين برزخين
- حول إنتخابات الرئاسة 2018
- مهندس / عبد المنعم شتلة... بطل ليس من هذا الزمان
- سابع جار ... دراما الأماكن المغلقة
- عن صلاح عيسى والوطن...رحيل مناضل
- مدنية أم دينية؟
- ما بعد قرار ترامب...ومآل عملية السلام
- تراجع ردود الفعل الشعبية على القرار الأمريكى بنقل السفارة
- إمام ونجم ..متلازمة الثورة والفن والغضب
- حديث عن الحوثيون
- بدو سيناء والإنتماء الوطنى
- ثورة أم ثورتان .. 25 يناير و 30 يونيو؟
- حول كتاب - الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث-
- الحازميون .. الوريث الأكثر دموية لداعش
- مرّة أخرى ..حول التنظيمات الإرهابية العاملة فى مصر
- تناقضات الواقع بين السلطة وحركة الجماهير


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - فيسبوك مصرى .. المسخ الجديد