أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحشاشون والإخوان المسلمين .. بين البنّا والصبّاح















المزيد.....

الحشاشون والإخوان المسلمين .. بين البنّا والصبّاح


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان "سيد قطب" قبل إنتماؤه للإخوان المسلمين يسمّى مؤسس الإخوان حسن البنا بإسم "حسن الصباح" مؤسس وزعيم ما عرف تاريخيا باسم حركة الحشاشين، ولعل إطلاق الرجل لتلك التسمية مرجع عملى هو تشابه الحركتين فى كثير من التكتيكات وفى تشابه إسلوبى الرجلين البنا والصباح، جاء ذلك فى مذكرات المستشار "الدمرداش العقيلى" أحد قادة الجماعة وزوج الداعية الإسلامية "آمنة نصير"، حيث أورد حوارا مكررا بين سيد قطب وإبن شفبفته الإخوانى أحمد محمد موسى حيث كان قطب يشاغبه كثيرا بالقول: "ماذا فعل بكم حسن الصباح وجماعته الحشاشون".
المستشرقون هم الذين أطلقوا على هذه الجماعة اسم الحشاشون (hashashin) ومنها تم إشتقاق كلمة Assassin"" وتعنى القائم بالإغتيال، والرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 – 1324) يعد أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة آلموت عام 1273، حيث ذكر إن هذه الجماعة كانت تقوم بعمليات انتحارية واغتيالات ضد السلاجقة والأيوبيون تحت تأثير تعاطيهم الحشيش، حيث كان زعماء الباطنية يستخدمون الحشيش لمنح أتباعهم من الفدائيين والمبعوثين جرعات مسبقة من مباهج الجنة التي تنتظرهم حينما ينجحون في عمليات الاغتيال. وقد وصف ماركو بولو قلعة ألموت بأنه كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة.
رغم البعد الزمانى والعقائدى بين الرجلين، فالصبّاح نشأ فى القرن الخامس الهجرى "أواخر القرن الحادى عشر الميلادى" وتحول من المذهب الجعفرى الإثنى عشرى الى المذهب الإسماعيلى الذى كان عليه الفاطميون فى المغرب ومصر، ولكنه إنشق ثانية على الإسماعيلية ليتبنى "النزارية" بعد أن تدخل الوزير "بدر الدين الجمالى" بعد رحيل الخليفة الفاطمى المستنصر بالله ليحول الخلافة الى ابن المستنصر، من (نزار) الى "المستعلى" وقتل الجمالى نزارا لينادى أنصاره بإبنه "على الهادى" إماما، وقد أرسل الصباح رجاله ليخطفوه من مصر ووالدته ليسكنهمهما قلعة "لمسر" الحصينة وينادى به خليفة للمسلمين، بعدها إستدار الصباح ليرسل من يقتل بدر الدين الجمالى فى بيته بالقاهرة، وكان للحشاشين اقتصادهم الخاص وعملتهم الخاصة، بينما أسس البنا الإخوان المسلمين عام 1928 فى الإسماعيلية على مبادئ سنية متطرفة وكان أول مبلغ تمويل يتلقاه هو 500 جنيه من هيئة قناة السويس الفرنسية.
بالنسبة للإخوان فإن الواقع يقول أنها جماعة تنتهج السياسة , لكنها اتخذت لنفسها طابعا تشريعيا ينتمى للإسلام , وأدبيات الإخوان تقر أن منهج الإخوان هو منهج الإسلام بنص كلام البنا، ولننظر إلى طبيعة الإستشهادات التى أوردها البنا لتوصيف موقف مخالفيه فى الجماعة حيث استخدم حسن البنا الأحاديث النبوية التى أوردها النبي عليه الصلاة والسلام وأوصت بقتل الخارج عن الجماعة وأخذه بالشدة والعنف ، فقال نصا (عن المنشق عليه" :( زين له الشيطان أن فى ذلك مصلحة الدعوة وانه يتشدد لا لنفسه وإنما للدعوة وكان هذا هو المنفذ الذى ينفذ منه الشيطان للمؤمنين ليفسد عليهم إيمانهم وكان الإسلام حكيما فى وصيته بأخذ هؤلاء الخوارج على رأى الجماعة بمنتهى الحزم من أتاكم وأمركم جميعا يريد ان يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائنا من كان" ويكثرون من استخدام حديث ( من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)، هذا بخلاف الطامة الأكبر ألا وهى مبدأ البيعة فى المنشط والمكره، هذا بالضبط هو إسلوب حسن الصباح فى السيطرة على مخالفيه، انفرد بجماعته باعتبار أنها جماعة المسلمين ــ المعنية فى أحاديث النبي عليه السلام ــ وأنه يجوز فيها تطبيق أحكام هذه الأحاديث باعتبار الخارجين عليها خارجين على الجماعة وولى الأمر الشرعي , واحتفظ لنفسه بالولاية الشرعية كولى لأمر المسلمين يملك تطبيق أحكام هذه الأحاديث كما لو أنه يحكم جماعة المسلمين فى بلاد كافرة، كانت البيعة تتم فى غرفة مظلمة بحارة الصليبة بالسيدة زينب حيث يجلس العضو على الأرض ويمد يده عبر "طبلية" وضع عليه المصحف والمسدس "بدلا من السيف" ليد شخص ملثم يجلس فى الجهة المقابلة مقسما على البيعة مشمولة بالسمع والطاعة.
من أين أتى البنا بمشروعية تشكيل ميلشيات مسلحة تأتمر بأمره استخدمها لإباحة دماء خصومه من المسلمين، إنها نفس أفكار ومعتقدات حسن الصباح الذى بدأ بالدعوة لأفراد الناس بالتقية , ثم أفصح عن فكر التكفير واعتبار جماعته هى جماعة المسلمين , ثم أسس تنظيما مسلحا خاصا فى زمن الدولة السلجوقية , وجعل هذا التنظيم تابعا له وحده , واشترط فى الإلتحاق به الطاعة العمياء بالمعنى الحرفي للكلمة، ثم وجّــه فرقة الإغتيالات إلى أول مهامها باغتيال الوزير السلجوقي الشهير نظام الملك , والذى كان فى ذلك الوقت رأس الحكومة السلجوقية وبمثابة رئيس الوزراء , ثم حاول اغتيال أمير السلاجقة باركيارق وفشل ولكن حسن البنا نجح تنظيمه الخاص فى إغتيال القاضى الخازندار ورئيس الوزراء النقراشى وغيرهم، وإذا تأملنا تاريخ البنا سنجد أن قام بتكوين جماعته وابتدع لهم نظام البيعة كما لو كان أميرا أو خليفة له حق السمع والطاعة المطلق، وبلغ من حرصهم على تكريس مبدأ الطاعة المطلقة أن دعاة الإخوان كانوا يرددون على مسامعهم أن الطاعة للأمير تكون تعبدا لله وأن الطاعة للأمير تمحق الذنوب وتربي الفضائل، والجدال ــ مجرد الجدال فى الأوامر ــ يمحق الفضائل ويربي الذنوب، ثم قام البنا بتكوين النظام الخاص المدرب تدريبا عاليا على استخدام السلاح , وجعل تبعية الجهاز له وحده بعيدا عن مكتب الإرشاد، بل إن أعضاء الجهاز ووجود الجهاز نفسه كان سرا مغلقا حتى على أعضاء الإخوان أنفسهم، كما لم يشهد التاريخ مثيلا للحشاشين في استخدامهم المنظم والطويل الامد للرعب كسلاح سياسي الاّ جماعة الإخوان المسلمين.
في القاهرة أصدر الخليفة الفاطمي اإلى ولاة القاهرة الجديدة والقديمة بأن يسجلوا أسماء جميع السكان شارعا شارعا وحيا حيا وعدم السماح لأي شخص بالانتقال من بيت إلى آخر دون الحصول على موافقته الصريحة، ودوّن في السجلات أسماء الناس وألقابهم وظروفهم وطريقة معيشتهم وأي غرباء يترددون عليهم وبعث بعد ذلك نسوة يغشين المنازل للتلصص على أخبار الناس والإبلاغ عن أي مشكوك فيه حتى لم يعد هناك شيء يخص أي أحد من سكان القاهرة القديمة والجديدة مخفيًا عنه، ورصد فيمن رصد ثلاث أصدقاء قدموا من إيران للدراسة فى الأزهر هم صاحبنا حسن الصباح وكان زميلا بالأزهر لكل من شاعر الرباعيات عمر الخيام ونظام الملك الذى صار وزيرا مرموقا فيما بعد، وكان الثلاثة أصدقاء ورفقاء سكن بمنطقة المجاورين بالقاهرة، وعاد حسن الصباح بعد دراسته الأزهرية إلى موطنه فى بلاد فارس واسس جماعة الحشاشين مستقطبا حوله أفرادها من الفتية الأشداء ، الذين اقتنعوا واهمين بصلاحه ، وبقدرته على تأسيس إمارة إسلامية قوية على أشلاء الإمارات الصغيرة الضعيفة التى كانت منتشرة فى تلك الفترة ، واعتمد حسن الصباح وعصابته فى تمويل جماعتهم على السرقات والقتل وقطع الطرق، ينبني " التكفير"عند الاصوليين المسلمين اليوم. فكلما حكموا على امرئ باعتباره "مسلما عاصيا " ، يصبح في موضع اللعنة، و يصاح به كمرتد ، وبالتالي ، يكون الموت حتفه دون اي شكل من اشكال المحاكمة ولكل" مسلم صالح" اذن الحق في قتله ، بل يقولون انه "واجب" عليه تنفيذ الحكم كلما سنحت له الفرصة لفعل هذا الأمر، وهكذا نعود بذلك الى"الحق في القتل" الذي ادعاه الحشاشون قديما. السلام عليكم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى صلاح حسين..شهيد الحركة الوطنية المصرية
- بهدوء ...مصر قبل 1952
- ما أشبه البارحة بالليلة !!
- فيسبوك مصرى .. المسخ الجديد
- تدهور أوضاع الحريات وأزمة الديموقراطية فى مصر
- ثورة من أعلى فى السعودية
- تصاعد الصراع فى الشمال السورى بين تركيا وأمريكا
- تشويه الثورات .. بين الثورة العرابية وثورة يناير
- الإنتخابات الرئاسية المصرية بين برزخين
- حول إنتخابات الرئاسة 2018
- مهندس / عبد المنعم شتلة... بطل ليس من هذا الزمان
- سابع جار ... دراما الأماكن المغلقة
- عن صلاح عيسى والوطن...رحيل مناضل
- مدنية أم دينية؟
- ما بعد قرار ترامب...ومآل عملية السلام
- تراجع ردود الفعل الشعبية على القرار الأمريكى بنقل السفارة
- إمام ونجم ..متلازمة الثورة والفن والغضب
- حديث عن الحوثيون
- بدو سيناء والإنتماء الوطنى
- ثورة أم ثورتان .. 25 يناير و 30 يونيو؟


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحشاشون والإخوان المسلمين .. بين البنّا والصبّاح