أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الى متى ستستمر القيادة الفلسطينية في سياسة الدهن والمدارة














المزيد.....

الى متى ستستمر القيادة الفلسطينية في سياسة الدهن والمدارة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5984 - 2018 / 9 / 4 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، من قبل بريطانيا وفرنسا واسرائيل ، سارعت الحكومة السورية آنذاك - باعتراف عبد الناصر – بطلب لدخول المعركة لمساعدة مصر على دحر العدوان ، لكن عبد الناصر رفض حفاظاً على سوريا ومنعها من الوقوع في شرك القوى الامبريالية . حينها قال عبد الناصر ، هناك خيارات كثيرة لدعم مصر ومساعدتها في صد العدوان ، على إثر ذلك سارع السوريون بالانتقام من بريطانيا وامريكا حيث فجروا أنابيب البترول التابعة للشركات الاجنبية ، والتي كانت تنقل هذا السائل الحيوي من السعودية الى الموانىء اللبنانية والسورية كي يصل إلى أوروبا .
هذا العمل الوطني التلقائي الذي قام به السوريون يُعبر عن روح التضامن العربي ، ويؤكد أيضاً أن الاجماع القومي العربي كان قائماً بشكل غريزي. كذلك الأمر فإن عمال ميناء وهران في الجزائر رفضوا تفريغ سفناً تابعة لامريكا وبريطانيا وفرنسا تضامناً مع مصر ، مع أن الجزائر لم تكن قد حصلت على الاستقلال .
كذلك الأمر ظهر هذا الاجماع القومي بشكل تلقائي عندما اقيم حلف بغداد عام 1955 ، حين حاولت بريطانيا الضغط على الملك حسين في عمان الانضمام الى هذا الحلف ، إلى جانب العراق وتركيا وايران والباكستان ، كان الملك حسين عاجزاً عن رفض الطلب البريطاني ، لأن بريطانيا كانت تقدم معونة مالية للاردن تُقدر ب 12 مليون جينه استرليني ، فلم يمانع من الانضمام لهذا الحلف ، لكن الشعب في الاردن انتفض مرة واحدة ، وقام بمظاهرات في مدينة عمان وفي مدن الضفة الغربية ، ورفعوا شعارات مطالبة الملك بعدم الانضمام لهذا الحلف الاستعماري ، كما طالب المتظاهرون بتعريب الجيش ، وهذا الطلب كان ضرورياً وحيوياً مكملاً لاستقلال الاردن ، لأن الجيش الاردني كان رهينة لبريطانيا ، بسبب المعونة المالية المذكورة ، ولأن قائد هذا الجيش ويدعى " غلوب " كان بريطانياً ، لم يكن القائد العام بريطانياً فقط ، فقد ترأس ضباط بريطانيون قيادة معظم تشكيلات هذا الجيش .
استجاب الملك لمطالب الشعب وقام بعزل " غلوب " عن قيادة الجيش ، كما تم طرد جميع الضباط الاجانب ، وأعلن عن تشكيل حكومة وطنية حسب رغبة الشعب ، وكلف سليمان النابلسي بتشكيل أول حكومة وطنية في الاردن .
فوجئت بريطانيا من هذه التحولات فأعلنت عن وقف المعونة المالية السنوية لهذا البلد ، ادرك وقتها كل من شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية وجمال عبد الناصر ان وقف المعونة المالية البريطانية لحكومة الاردن يعني افلاس هذا البلد ، فسارعوا الى عقد مؤتمر لعدد من القادة والزعماء العرب ، حضره عبد الناصر والقوتلي وملك السعودية ، اتفقوا في هذا المؤتمر على دفع المعونة المالية التي كانت تقدمها بريطانيا لحكومة عمان ، بهذا ترجموا الاجماع والوحدة والتضامن العربي الى واقع حقيقي ملموس ، والذي آمنت به غالبية الشعوب العربية وكانت تسعى اليه . دفع المعونة أكد أن بإمكان العرب قيادة وشعوباً أن يكونوا كالبنيان المرصوص ، يشدون إزر بعضهم البعض وقت الشدة .
اليوم يعيش الفلسطينيون في ظروف لا تختلف كثيراً عن الظروف التي عاشها الاردن في تلك الفترة ، فقد قرر الرئيس الامريكي " ترامب " أن يمسك الفلسطينيين من العضو الذي يؤلمهم ، ظاناً أنه إذا أوقف دعم منظمة وكالة غوث اللاجئين – الانروا – سوف يستسلم الفلسطينيون ، أنه يجهل شدة وقوة تحمل هذا الشعب ، من المجاعة الى الطرد و التشتت الى الملاحقة والبطالة والفقر ومصادرة الأراضي والاسر والسجون وكسر العظام والاغتيالات وغيرها ، ولكن احداً لم يستطع كسر عزيمته ، أنهم حملوا شعار " الضربات التي لا تقتلني تقويني " فكان الصبر والكفاح والمقاومة الثالوث الذي التصق في حياة الفلسطيني ، لقد عرف أن كرامته وعزته والتمسك بهويته أعلى وأغلى من الرغيف ولقمة العيش .
من المخجل أن منظمة الأنروا ليست أمريكية ، وعندما أقرتها الأمم المتحدة أصبحت دولية وقانونية ، وواجب المساهمة في تمويلها أصبح الزامياً وليس اختيارياً ، مع ذلك يقوم الرئيس الأهوج " ترامب بالدوس على كل شيء ، فها هو يرى بهذه المنظمة وسيلة للضغط على الفلسطينيين للاستجابة لمشروعه التصفوي الداعم لاسرائيل ، بعد أن دعم العدوان الاسرائيلي في كل مكان ، وفي استمرار محاصرة الشعب الفلسطيني ، حتى أنه يعمل لاسرائيل أكثر مما كانت تتوقع منه حكومة نتنياهو .
أن ترامب لم يقم بوقف الدعم لولا أنه يعرف ويدرك بأنه يتعامل مع قادة عرب كالنعاج يسوقهم كما يسوق الراعي القطيع ، أنه يعرف بأن الاجماع القومي العربي الذي كان قائماً زمن أزمة السويس ، وما تبعها من حروب وتطورات سياسية لم يعد قائماً ، لا يوجد عبد الناصر آخر ينادي ويجمع الدول العربية ويساهم في دفع المعونة ، مع العلم أن أي أمير من امراء النفط العرب قادر على تسديد هذا المبلغ الذي يلوح به ترامب .
لكن السؤال لماذا لا تقوم القيادة الفلسطينية بالإعلان صراحة وبقوة أن الانظمة العربية أو بعضها قادرة على حل جميع قضايا الشعب الفلسطيني المالية ، بدلاً من التفتيش عن ردود فعل خائبة فاشلة مطاطية ، تزيد من اليأس في نفوس الفلسطيني ، ويكشف مدى ضعفهم وعجزهم وفقدان استقلالية ارادتهم ومواقفهم . لماذا لا يتحول قرار ترامب الى فضيحة تكشف مواقف الأنظمة العربية الهزيلة المتواطئة ، الى متى ستستمر القيادة الفلسطينية في سياسة الدهن والمدارة ؟؟؟



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روايات من ممارسات القهر القومي -2-
- روايات من ممارسات القهر القومي
- التضامن و السلاح الوحيد للتصدي لكل قوانين العنصرية
- استقالة أعضاء الكنيست العرم تخدم العنصرية الاسرائيلية
- وايزمن والعرب 3 الحلقة الأخيرة
- وايزمن والعرب 2
- وايزمن والعرب 1
- رايخ العنصرية لن يستطيع قلع ذورنا
- طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين الحلقة الأخيرة
- طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (3)
- طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (2)
- طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين
- لا خيار أمام الفلسطينيين سوى وحدة الصف والهدف
- نتنياهو في أسواق العنصرية
- عندما تكون المرأة مقاومة وسجينة
- امرأة تعيش خارج الذاكرة .. لماذا ؟؟
- هنا القاهرة من دمشق
- صور من حالات التعليم في زمن الانتداب - الحلقة الاخيرة
- صور من حالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب 5
- صور من حالات التعليم في فلسطين - 4 -


المزيد.....




- مصر: البرلمان يقر قانونا لهيكلة وبيع الشركات الحكومية.. ونائ ...
- نجل شاه إيران يدعو الإيرانيين إلى القيام بـ-انتفاضة شاملة-
- الاتحاد الأوروبي يحذر من تصاعد الحرب
- ترامب في منشور على تروث سوشال: خامنئي هدف سهل ونعرف أين يختب ...
- تحركات عسكرية لافتة في الشرق الأوسط وتهديد علني بالاغتيال.. ...
- حركة نزوح من طهران وسط التصعيد المستمر مع إسرائيل وتهديد بدخ ...
- -مهر-: إسقاط طائرة إسرائيلية جنوب غرب البلاد والبحث جار عن ا ...
- نووي إيران.. هاجس الغرب سلما وحربا
- مصر.. لجنة أزمات لمتابعة تداعيات التصعيد
- تركيا.. رفع مخزون الصواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الى متى ستستمر القيادة الفلسطينية في سياسة الدهن والمدارة