أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزية بن حورية - الفقيه بين الشريعة و الحياة














المزيد.....

الفقيه بين الشريعة و الحياة


فوزية بن حورية

الحوار المتمدن-العدد: 5984 - 2018 / 9 / 4 - 03:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفقيه بين الشريعة و الحياة
هناك حالات شاذة تصدر من بعض الفقهاء الذين تتجلى عندهم مشاغل الفقه في أركان الدين الإسلامي الخمس. وتركّز خاصة على مظاهر العبادات لا لبها ولا جوهرها طبيعتها الأصلية و الأساسي منها،هؤلاء الفقهاء الذين أطلق عليهم أشباه الفقهاء المتخفون تحت قناع اسمه الفقه والتفقه في الدين. هؤلاء الذين يمكن ان نقول أنهم يقولون ما لا يفعلون...طقوس العبادة عندهم شكلية و ظاهرية ليس إلا في حين أن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر...تقواه وفقهه لا يتجلى تجليا دينيا في آدابه وسلوكه مع الطرف المقابل الا في استظهار العضلات الفقهية وذلك في مواقف الخطاب و التوعية والنهي عن الفحشاء والمنكر وفي المواقف الحرجة...فتراه حينها ناثرا فقهه وأصوله والشرعية الدينية في حماس فياض...وغيرة دينية لا مثيل لها...مماطلا مماطلة مغرية تحت ذريعة الدين والدين منه براء...فيطمئن الناس إليه...فيشرع تشريعات حسب هواه وما تمليه عليه نفسه الأمارة بالسوء بطرق شيطانية...وحيل جهنمية فيحلل ما حرم لنفسه ويحرم ما حلل على غيره...ويفتح أبواب شرعية الحلال لغيره...فيكون القدوة المثلى و السلطة الدينية العليا...وينساق وراءه الكثير من الناس فيقلدوه متشبهين به في أفعاله...ويقولون الفقيه الفلاني فعل كذا وكذا إذا هو حلال. ويرتكبون الحرام بقلوب مطمئنة و عيون قريرة...
نعم أشباه الفقهاء هؤلاء أكالون للسحت...حمالون الى الهاوية، في أغلب الأحيان يقولون ما لا يفعلون...لا أتكلم عن الناحية الدينية إجمالا ولا على تطبيق أركان الإسلام الخمس لأنهم يقومون بها...ويشرعون للناس و يفتون إفتاء بينا...وأفواههم متحلّبة...و...و...ولكن سأتكلم من ناحية الأخلاق و التعامل مع الطرف المقابل. هنا اقصد الفقيه المراءي الذي يصلي و يعطي الدروس الفقهية بما يرضي الله ولكن رياء وهو يبين الحلال و الحرام...باختصار يقول ما لا يفعل...تجده متحيلا سارقا، خبيثا وأحيانا ساحرا...وآكلا للمال الحرام. ويخنصر من ورثة البنات أو زوجات الأب لصالح الأبناء مقابل عقار يوهب له...ويحلل أكل أموال اليتامى بطرقة ملتوية مثلا هناك قصة معاشة توفي رجل ثري وترك بنتين فقط لا زوجة ولا ولد معهما ولا وريث غيرهما. فشرع العالم الفقيه لأقارب المتوفى بأن يتصرف أحد الأقارب في ورثة البنتين وهو بما يسمى الولي. وفعلا صفى الولي عليهما كل التركة و أصبحت البنتان معوزتين...لا مال ولا عقارات لهما...و...و...و...وبعد كل هذا يبني مسجدا ضرارا....ويزوج المعوزين و المعوزات...و يكثر الصدقات...ويوزع النصيحة...وينكر قطع صلة الرحم...ويقول الدين نصيحة....هنا اقصد بدعة التعصيب التي سنها الفقهاء والتي هي أصلا لا وجود لها في الدين الإسلامي. قال الله تعالى في سورة النساء الآية السادسة (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)) و المعنى هنا واضح و جلي ان على الوصي او الوكيل ان يختبر اليتيم في رأيه وفي عقله كيف هو اسليم ام مختل في قوله تعالى "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح ". إذا عُرِف أنه قد أُنِس منه رُشد، يدفع إليه ماله.وذلك بعد الاحتلام.وذلك لقوله تعالى "فإن آنستم منهم رشدًا "، وهو الصلاح في عقله ودينه. وسِنّ الرشد في الفقه هي بلوغ الصبي سن التكليف صالحا في دينه مصلحا في ماله اذا بلغ اليتيم هذه الدرجة من الرشد وهو ما قلنا من صحة عقله وإصلاح ماله الذي به يستحق دَفْعَ ماله إليه، أي إرجاع كل امواله و ممتلكاته ايا كان نوعها إليه دون جدال او نقاش. والرشد في القانون هي السن التي إذا بلغها المرء استقل بتصرفاته.
قال أبو جعفر: يقول الله فإذا بلغ أيتامكم الحلم، فآنستم منهم عقلا وإصلاحًا لأموالهم، فادفعوا إليهم أموالهم، ولا تحبسوها عنهم. وهنا يعني بذلك تعالى ذكره ولاةَ أموال اليتامى. وأما قوله" فلا تأكلوها إسرافًا "، يعني بغير ما أباحه الله لك.
أم عن قوله تعالى "إسرافًا وبدارًا "يعني أكل مال اليتيم. تبادرًا أن يكبروا فيأخذوا أموالهم ، وبذلك يحول بينهم وبين مالهم. أي لا تأكلوها مبادرة كِبرهم وهذه لولي اليتيم يأكله. أما قوله تعالى "وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ" يعني كان غنيا فمن مال نفسه أي ماله الخاص،وليستعفف أي يكف عن مال اليتامى. ومن كان فقيرًا منهم، إليها محتاجًا، فليأكل بالمعروف.
أي أن يأكل الفقير ما يسدّ جوعه، ويلبس ما وارَى العورة.
أما قوله عز وجل : فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)
يعني كفى بالله كافيًا من الشهود الذين يشهدهم والي اليتيم على دفعه مال يتيمه إليه، "وكفى بالله حسيبًا" ، يعني شهيدًا.هذا ماجاء به الاسلام.
أما الفقهاء الذين يراؤون الناس غيروا كثيرا من الصيغ الدينية حسب أهوائهم فانساق الغير متشبعين بالدين ومفاهيمه وراءهم انسياقا كليا ويطيعونهم طوع البنان بل طاعة عمياء وهم على ثقة تامة بأن أفعالهم حلال...وتصرفاتهم سليمة طبق الدين و أصوله.من هنا نستنتج جر بعض الفقهاء بعض الناس الى العبودية و الاستعباد بطريق الالتفاف على الشرائع الدينية...وبسلاسل الأحكام الشرعية التي وظفوها لصالحهم ولأولياء أمرهم.
الأديبة والكاتبة والناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية



#فوزية_بن_حورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقيه بين الدين و السلوك
- التخفيف من عقوبة استهلاك الزطلة
- سيعود المجد للعراق
- فلتكن سفيرا
- المتقاعدون سيأكلون الضلف (ورق الصبار) جرايات التقاعد والمستح ...
- الثورة
- الكتاب الأسود
- ثمن الدستور التونسي الوليد الجديد
- الجرذ
- الثورات العربية وسرقة النفط (البترول)
- ظاهرة الانتحار و العقاب حرقا
- في ظاهرة ظهور القمر كبير الحجم على غير عادته
- العلم المستورد
- الزيادة في الاجور
- سنظل
- مؤامرة الكامور مؤامرة على الوطن وخيانة عظمى
- المشاعر المتلظية
- تبق العراق عراق
- متيم
- سعادة الحياة العدالة و المساواة بين المراة و الرجل


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزية بن حورية - الفقيه بين الشريعة و الحياة