شبكة الاعلام العراقي تستعيد شعار أذاعة جمهورية العراق

معن البدري

الحوار المتمدن-العدد: 5978 - 2018 / 8 / 29 - 02:58
المحور: الصحافة والاعلام
    

على الرغم من بساطة تصميمه الا انه يعزف موسيقى قديمة تداعب الذاكرة وتحاكي الزمن، موسيقى عزفت لحنا جنوبيا تارة وشماليا تارة اخرى، الوانه الزاهية تحمل الف حكاية عن وطن عاش متارنحا على احداث قلبت تاريخ هذه الارض وخلفت عاصفة هزت الشرق الاوسط في سبعة عقود.
لم يكن هذا الشعار الذي لبست ردائه اذاعة جمهورية العراق منذ تأسيسها عام 1936 مجرد رسما من السهل تغييره او طيه في ذاكرة النسيان، بل انه خارطة وطن شهدت تقلبات ابنائها وصراعات احزابها وتشظي حدودها، فكانت قصة لم تالفها الاجيال اللاحقة ولم تدرك وجودها ودورها في نقل ما يجري من احداث.
شعار ضاع في زحمة الزمن وهوس السياسة والحروب ولم يعد احد يكترث لوجوده، فظل لسنوات مغيبا وهائما يفتش عن وجوه يألفها، وبعد رحلة شاقة ويأس جاء من بعيد ذلك الفارس الذي قلب الموازين الاعلامية والثقافية والفنية ليفتش وحيدا في اقبية الزمن المعطلة باحثا عن تلك الخريطة دون هوادة، فمثلما استعاد ارشيف التلفزيون المبعثر خارج حدود الوطن استعاد لاذاعة جمهورية العراق شعارها الراحل.
مجاهد ابو الهيل رئيس شبكة الاعلام العراقي ذلك هو فارس الاعلام الذي يأبى ان يترك ارث بغداد الحضاري تائها بعد انشغال الجميع في قضاياهم متناسين هذه الهوية والبصمة التي جسدت تاريخ العراق الحديث، ليضع اصبعه على جرح الضمير ويوقظ فينا احساس المحبة الجامحة الى اذاعة جمهورية العراق التي لطالما كانت صوت الامة وصرختها المدوية عبر عقود من الزمن.
فقد استطاع هذا المجاهد ان يفك شفرة الاحجية ويعيد تواصل الزمن ويمسك بحلقاته المفقودة لتعود مسيرة الاعلام والثقافة الى سابق عهدها، فاستعادت شعار الاذاعة لم يكن حدثا هامشيا بل انه انتصارا حقيقيا تحقق في ملحمة رسم حكايتها ابو الهيل منذ خاض مشوار اعادة الارث الفكري والثقافي والاعلامي للمؤسسة العراقية بوصفها نتاج طبيعي للواقع الحياتي الذي يستدعي وجود ماكنة اعلامية ناهضة تستحضر الماضي لترسم آفاق المستقبل.
ان الاعلان عن اعادة شعار اذاعة جمهورية العراق يعد انجازا اخلاقيا قبل ان يكون انجازا اعلاميا لان هذه الاذاعة العريقة تستحق ان ترى ابنها المدلل يتوسم فوق بنايتها وبين اروقتها، وهذا الانجاز يضاف الى جملة الانجازات التي حققها ابو الهيل منذ توليه منصب ادارة شبكة الاعلام العراقي والذي تمكن خلاله من تحريك عجلة الاعلام بسرعة تفوقت على مؤسسات اعلامية مماثلة في دول الجوار والاقليم فهنيئا لكل العراقيين والعاملين في شبكة الاعلام العراقي هذا الانتصار .

#معن_البدري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات