بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 5977 - 2018 / 8 / 28 - 17:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعل المتابعين للشأن الدولي عموما والأمريكي على وجه الخصوص يلاحظ أن فترة الرئيس ترامب هي الفترة التي دشنت الحرب الإقتصادية الأكثر حدة منذ عقود.فمنذ الحملة الرئاسية للرئيس الأمريكي كان يؤشر أن أمريكا سترجع كل أموالها التي بذرتها في العالم وستعيد كل ما أنفقته وخسرته ضمن صفقات أو علاقات أو هبات ... لم تثمر فوائد معينة على مصالح الولايات المتحدة.منذ يومين تقريبا سددت الدولة الأمريكية عقوبات ضد روسيا شملت هذه الإجراءات تضييقات على واردات السلاح والتعاملات المالية وعلى أفراد وشركات يشتبه في تعاملها مع كوريا الشمالية وتنشيطها لتجارة سوداء تكسر الطوق الأمريكي على الدولة الشيوعية، كذلك إنسحبت واشنطن من الإتفاق النووي الإيراني الذي تحدثت عنه الأوساط الأمريكية بكثرة في ولاية ترامب وقيل عنه أنه كارثة حقيقية على المصالح الأمريكية بعد السماح بتدفق المليارات للخزائن الايرانية ورفع الحضر على التكنولوجيا والبضائع والتعاملات.العقوبات على إيران سببت إحتقان شعبي ضد غلاء بعض الاسعار وتذبذب وضعية العملة وعجز الحكومة عن الخروج من مأزق الحصار، بالأمس أقال البرلمان الايراني وزير الإقتصاد وقبلها وزير العمل واليوم أحال أجوبة الرئيس روحاني للقضاء الأجوبة التي لم تقنع البرلمان والشعب أكيد عن أفق التعاطي الإيراني مع الحصار الأمريكي والتضييقات المالية في ظل واقع البطالة وتكاليف الإستهلاك.واشنطن لم تستثني الصين العملاق الإقتصادي حيث فرضت قيود على البضائع الصينية داخل الولايات المتحدة وتعاريف جمروكية تمثل سابقة في المبادلات بين البلدين وربما كسر لمواثيق منظمة التجارة العالمية ومعايير وقواعد التجارة الدولية، تركيا طالتها الأيادي الأمريكية عقوبات على البنوك وإجراءات خنق لليرة التركية أفضت لهزة إقتصادية في دولة لطالما روجت السياسة الأمريكية أنها حليف إستراتيجي في الشرق الأوسط.وربما الحصار الأكثر وطأة ظهر على فنزويلا الدولة المناهضة للسياسة الأمريكية جنوب القارة، أصبح هناك أزمة حادة تمثلت في نقص الدواء وحتى المواد الغذائية، موجات لجوء في إتجاه دول ككولومبيا لآلاف الفنزوليين، الحصار والضغط الأمريكي والتلاعب بأسعار النفط من خلال الأوبك حول هذه الدولة الصغيرة جنوب قارة أمريكا إلى جزء منكوب وكأنها حالة حرب بالمعنى العملي للكلمة.هذه الحزمة من الإجراءت ضد هذه الدول المختلفة لم تمر دون رد من الجانب الصيني خاصة والروسي والتركي بدرجة أقل، ترامب ربما لا يوافق على كثير من الخطوات العدائية ضد دول بارزة كالصين وروسيا لكن دوائر القرار الأمريكي المرتبطين بمكتب الأمن القومي من عسكريين ورجال مخابرات وممثلي الهياكل المالية الكبرى والمركبات الصناعية العملاقة للدواء والسلاح ترافقهم لوبيات الضغط ... هم من يرسمون خطوط وخطوات هذه الحرب الأمريكية على شعوب كفنزويلا وسوريا وإيران، اليوم شعوب العالم بعد إنتهاء عصر الحروب الكلاسيكية المدمرة تكتوي بالحروب الهجينة وتدفع ثمنها من قوتها ومقدراتها ومستقبل أجيالها،هذه السياسة الأمريكية ستراكم مزيد من التوتر ولن تؤجل عصر الإنفجارات الكبرى القادم الذي سيغير وجه العالم والسياسة الدولية ككل.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
