أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأسئلة في قصيدة -كيف يسهر الصبح - ؟- عايد السراج














المزيد.....

الأسئلة في قصيدة -كيف يسهر الصبح - ؟- عايد السراج


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5972 - 2018 / 8 / 23 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


الأسئلة في قصيدة
"كيف يسهر الصبح - ؟"
عايد السراج
من العناصر التي تستوقف القارئ الأسئلة، فهي بطبيعتها تجعل المتلقي يتوقف عندها متأملا، وطبيعة الأسئلة في الشعر تأتي لتوكد على حالة يردها الشاعر أو يرفضها، والأسئلة غالبا ما تأتي لتعبر عن ذروة الرفض/الكره/الألم/الهم أو نشوة الانسجام/الحب/السعادة/الفرح، وبما أن واقعنا العربي في أسوأ حالاته، فإن الشاعر "عايد السراج" يعبر عن هذا الواقع في قصيدة "كيف يسهر الصبح؟" والتي يستوقفنا عنوانها قبل مضمونها:
"كيف أنسى وارف الظل , في شجر الفرات ؟"
تركيز الشاعر على المكان يعطينا صورة عن العلاقة الحميمية بينه وبين "الفرات" فالسؤال هنا بالتأكيد يمثل حالة الرفض للبعد عن "الفرات/العراق" وبطبيعة الحال فإن أهمية وحيوية وفاعلية وأثر المكان مجمع عليه من قبل كافة العراقيين، وحتى العرب، وتركيزه على النواحي الجمالية للعراق، يمثل حالة جذب وتقريب للمتلقي، فالشاعر يستخدم العناصر الجمالية ليجعل القارئ يتقدم أكثر وبسرعة من "الفرات".
" وهل يــُنسى الفرات , وهو ماء وطين"
هذا السؤال الثالث الذي يستوقف القارئ، والشاعر يتعمد أن يركز على "الفرات" على الماء الذي يعد مادة الحياة الأساسية، خاصة للعراقي الذي أوجد أقدم حضارة إنسانية، فإذا كانت الأنهار عند الشعوب تأخذ أهميتها من خلال زراعية وما تقدمه من تسهيلات لتأمين الغذاء، فإن "الفرات" يتجاوز هذه المسألة لأنه مادة الحياة للعراقيين، وهنا يقدمنا الشاعر من أسطورة الخليقة العراقية التي تقول أن الإنسان خلق من ماء وطين، وهذا البعد الأسطوري يقدمنا من الحالة الأدبية والفكرية والحضارية والثقافية التي وصل إليها العراقي قديما، مما يعطينا دفعة إضافية لنتقدم أكثر إلى الأمام، لنتقدم وبسرعة من العراق.
السؤال الرابع:
"كيف تلمّ غيمةٌ صبحها ؟
والمكلومة جرحها "
هذا التوحد بين العراقي وفضاء "الفرات" يشير إلى حالة الحرية التي يجب أن تكون في "الفرات" وهذه الحرية هي من تجعل العراقي "يعفوا عما ظلمه" من أهل بيته، فوحدة العراقي بفضاء "الفرات" وحدة عضوي "لا انفصام لها".
كل هذا يحدثه "الفرات" في العراقي، وهكذا ينظر العراقي "للفرات" لكن يكيف سيكون حال العراقي إذا ما بتعد/تغرب عن "الفرات"؟
" ولا غرو, إذا ما ضيعتُ حسي
وضاع الزمان, وضاع المكان
وتناثرتُ, برقاً, ورعداً , وشؤماً
وأشياء َ- أ خرْ,"
الإجابة، تيه العراقي في الزمان والمكان، وكأن الشاعر يقول أن كافة بقاع الأرض لا تعوضني عن "الفرات" وأن الزمان سيكون بلا معنى إذا لم أك في "الفرات" وليت الأمر توقف عند هذا الأمر، فنجد مشاعر الشاعر في حالة "تناثرت، برقا، ورعدا، وشؤما، وأشياء أخر" وهذا الألفاظ القاسة تؤكد على ألألم الذي يعانيه الشاعر/العراقي عندما يبتعد عن "الفرات"
يختم الشاعر القصيدة بسؤال:
"فهل أنسى , قصة عـُمـْر ٍ
تباها بها الليل ُ, حكايا موت ٍ زُؤام ْ
هو الفرات ينوح علينا ولا يحلو له شدو الغرام"
في المقطع الأخير يحثنا الشاعر على التقدم من "الفرات" لأن الفرح والفضاء الرحب "للفرات" والتمتع بجماله لا يمكن أن يستبدل "بالنواح"،
ويستوقفنا المقطع الأخير لأنه يذكرنا بطقوس عبادة الإله "تموزي" الذي تقام له أيام الحداد والندب عندما يغيب/يذهب إلى العلم السفلي، ويحتفي بعودته، فتقام الأعياد في بداية شهر نيسان، شهر الربيع، وطقوس لزواج المقدس من "يحلو الغرام" فالشاعر يدعونا إلى اكمال "طقوسنا القديمة" فلا نكتفي بالندب والنواح، بل يجب أن نحتفي بالأعياد والعودة الحياة/الخصب للفرات"، وأعتقد أن هذا الترميز لأسطورة "تموزي" يعد استثنائيا، فالشاعر لا يعطي تفاصيل عن الأسطورة، بل أعطانا إشارة بسيطة من خلال "ينوح وشدو الغرام" لندخل نحن إلى متن الأسطورة، والذي يحثنا على الفعل والعمل لنتقدم من الخصب والأعياد.
القصيدة منشورة على صفحة الكاتب على الفيس



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجتنا إلى الشعر وقفة مع نص للشّاعر فراس حج محمد
- أثر المكان في مجموعة -كرز- سليم البيك
- مناقشة ديوان القصائد النثرية -تعويذة الحب والياسمين
- الكلمة والحرف في قصيدة -قلق- -رائد عمر العيدروسي-
- ديوان -تعويذة الحب والياسمين- هادي زاهر كلما ابتعد الأ
- المرأة والمجتمع في رواية -أوراق خريفية- محمد عبد الله البيتا ...
- الأبيض والأسود في قصيدة -غيمة- جواد العقاد
- الواقع في كتاب -جمهورية ساندويتش الديمقراطية- خلدون صبيحي
- الفعل الأسود في قصيدة -خلف هذا الوقت- عمار خليل
- دراسة لمسرحيتي للأديب رائد الحواري مسرحية -غ. ر. ي. ب.- أسام ...
- الموضوع واللغة في ديوان -بانتظار المطر- ماجد أبو غوش
- الذاكرة الخصبة في ديوان -الذاكرة المنسية، بيت الريش- محمد ال ...
- القصيدة المجنونة -آن لي- عبود الجابري
- اللغة والفكر في ديوان -هي عادة المدن- خالد جمعة
- دار الفاروق تناقش ديوان -وأنت وحدك أغنية-
- الزمن الجميل في رواية -ما تترك الأيام- ماجد ذيب غنما
- الصوت والصدى في ديوان -مطر بن الوردية- حمدي مخلف الحديثي
- الومضات في كتاب -ليتها تقرأ- خالد الباتلي
- الفرح عند -محمد دقة-
- الأخلاق في رواية -عائد إلى حيفا- غسان كنفاني


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأسئلة في قصيدة -كيف يسهر الصبح - ؟- عايد السراج