أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - دراسة لمسرحيتي للأديب رائد الحواري مسرحية -غ. ر. ي. ب.- أسامة مصاروة














المزيد.....

دراسة لمسرحيتي للأديب رائد الحواري مسرحية -غ. ر. ي. ب.- أسامة مصاروة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5961 - 2018 / 8 / 12 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


دراسة لمسرحيتي للأديب رائد الحواري
مسرحية "غ. ر. ي. ب."
أسامة مصاروة
في زمن الرواية قل الاهتمام بالمسرح، حتى كدنا أن نفتقده، من هنا تأتي أهمية مسرحية "غ.ر.ي.ب." المسرحية تتحدث عن "شقران" رئيس وزراء "همليكا" الذي يتعامل مع كل المحيطين به، إن كانوا من الداخل أم من الخارج بطريقة استهتار وفوقية، فهو لا يعبر أحدا باستثناء زوجته "تارا" حتى رئيس "غمليكا" لا يحسب له حساب لأنه يأتي إلى الرئاسة من خلال:
"فكل مرشح لرئاسة غمليكا يعرف أنه يحتاج إلى أصواتنا وأموالنا فيمتنع بالتالي عن إغضابنا" ص103،.
وهو ينظر إلى "البرعيليين" نظرة احتقار لأنه يجدهم ضعافًا يعملون للحفاظ على مراكزهم فقط: "إننا على علاقات حميمة مع معظم الدول البرعيلية، ... ألا يحتاجوننا للحفاظ على سلطانهم، ... المهم عندهم الحفاظ على أنظمة حكمهم" ص9و10.
"...هكذا هم البرعيليّون لا يركعون إلا بالجزمة وحتى بالجزمة القديمة" ص27.
حتى سكرتيره الخاص لا يسلم من مثل هذه المعاملة:
"ـ هل لديك شك في ولائي يا سيدي؟
ـ اعذرني أيها السكرتير. أنت تعرف أن في السياسة خاصة وفي همليكا بالذات ليس هناك مكان للولاء والوفاء والصداقة والأمانة فالكل هنا يتصرف كالجرذان عندما تغرق السفينة" ص75.
ويجد اليسار في "همليكا" بهذه الصورة:
" ما اليسار إلا دمية خرساء تعرضها أمام العالم متى نشاء، هل تعتقد أن هناك فرق بين يميننا ويسارنا؟" ص149.
وحتى المواطنين في "همليكا" يعاملهم بهذا الشكل:
"ستجعلينهم يفكرون بشيء غير الخبز، ليكن الخبز أسمى مطالبهم حتى يقبلون اليد التي تقدمه لهم" 24.
أمّا كيف ينظر "شقران" إلى السلام؟:
"ـ لا أبالي بالرأي الدولي اطلاقا، مصلحة همليكا فوق كل اعتبار" ص19.

" ... كلمة السلام على قطعة من الصابون ناسيا أنها ستذوب سريعا ويذوب الاسم معها" ص105و106.
أما الحرب فلها مكانة خاصة عند "شقران" فهي الغاية والوسيلة التي يحقق من خلالها مصالحه الشخصية بالإضافة إلى مصلحة "همليكا":
"منذ بداية الحرب توقفت الاحتجاجات والمظاهرات والمطالب على مختلف اشكالها ومشاربها، حتى المعارضة واليسار جميعهم أوقفوا حملاتهم ضدي وضد الحكومة" ص172، هذا ما تفعله الحرب في دولة "الهمليكا" فهي توحدهم وتجمعهم في قالب واحدة.
كل ما سبق يوضح طبيعة النظام السياسي والاجتماعي الحاكم في "همليكا" لكن المسرحية لا تتوقف عند هذا الأمر بل تقدم لنا "شبحًا لشقران" كما هو الحال في مسرحية "هاملت" لشكسبير. أمّا الشبح في مسرحية غ.ر.ي.ب. فيعلب دور (الضمير "لشقران" أو الصوت النقيض له، فهو دائما يحاول أن يرشده إلى الطريق السليم/ ويحاول أن يحرّره من عقليته كمواطن في "همليكا" التي نشأت على فكرة العداء لكل من هو ليس "همليكيًا" يأتي صوت الشبح في اكثر من موقع منها:
"ـ ..ما يهمني هو خلاص الشعبين من الويلات والكوارث التي ستصيبهم بسبب عقلك الموتور" ص83.
ونجد هذا الشبح يتقدم أكثر في افكاره فيقول:
"ـ ...عش واترك الآخرين يعيشون أيضًا، لا سلام مع احتلال ولا احتلال بدون مقاومة ولا حرية لغاصب ولا طمأنينة لمستبد أو ظالم" ص139.
ولا يكتفي الشبح بالحديث عن المسائل العامة المتعلقة بالخارج، بل نجد يتحدث عن نفسية "شقران":
"ـ خوفك من الموت لا يضاهي خوفك من فقدان كرسيك" ص158.
من هنا نقول أن الأهم في المسرحية هو وجود الشبح، لأنه يخلق مشاهد ساخرة، تخرج المسرحيّة من واقعها الأسود، وتحرر المتلقي/المشاهد من واقع المشاهد السوداء، لكن هناك ملاحظات على هذا الشبح، فهل هو يمثل الضمير عند "شقران"؟ أم أن الشبح يمثل صوت الفلسطينيين الذين ثبتوا في فلسطين عام 1948؟، أم أن الشبح هو صوت كاتب المسرحية نفسه، وهو من يحدثنا عن رؤيته لما يجري في دولة الاحتلال، وبالأخص ما يجري في غرفة رئيس الحكومة؟ أم أن الشبح هو كل تلك الأصوات مجتمعة؟ الإجابة على هذه الأسئلة تجعلنا نأخذ موقفًا صحيحًا وصائبًا عن المسرحية، ونحدّد موقفنا نحن المتلقين من طبيعة الأفكار السياسية التي تحملها، خاصة ما يتعلق منها بالحل للصراع الدائر بين "ربليكا وهمليكا".
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموضوع واللغة في ديوان -بانتظار المطر- ماجد أبو غوش
- الذاكرة الخصبة في ديوان -الذاكرة المنسية، بيت الريش- محمد ال ...
- القصيدة المجنونة -آن لي- عبود الجابري
- اللغة والفكر في ديوان -هي عادة المدن- خالد جمعة
- دار الفاروق تناقش ديوان -وأنت وحدك أغنية-
- الزمن الجميل في رواية -ما تترك الأيام- ماجد ذيب غنما
- الصوت والصدى في ديوان -مطر بن الوردية- حمدي مخلف الحديثي
- الومضات في كتاب -ليتها تقرأ- خالد الباتلي
- الفرح عند -محمد دقة-
- الأخلاق في رواية -عائد إلى حيفا- غسان كنفاني
- الصور في قصيدة -عبق الروح- هادي زاهر
- الأسئلة في رواية -الأعراف برزخ بين جنتين- أنور السباعي
- مناقشة رواية ضحى
- الثنائيات في رواية -حامل الوردة الأرجوانية أنطوان الدويهمي
- الفلسطيني في الرواية -الطريق إلى بيت لحم- رسمي أبو علي
- البساطة في مجموعة -ينزع المسامير ويترجل ضاحكا- رسمي أبو علي
- الاتحاد والتجديد
- الخفة في قصيدة -بين الفاء وبين النون- مازن دويكات
- الصور في قصيدة -وفرحت- سليمان أحمد العوجي
- المرأة في كتاب -هكذا قتلتُ شهرزاد- جمانة حداد


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - دراسة لمسرحيتي للأديب رائد الحواري مسرحية -غ. ر. ي. ب.- أسامة مصاروة