أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفرح عند -محمد دقة-














المزيد.....

الفرح عند -محمد دقة-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5949 - 2018 / 7 / 31 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


جميل أن نتحرر من واقعنا وننظر إلى المستقبل بعين الفرح، بعيدا عما نعيشه/نمُر به الآن، وإذا ما توقفنا عند ما آلت إله أحوالنا سنجد أهمية هذا التحرر والتقدم إلى الأمام، فليس من السهل تجاوز الواقع، لكن دور الشاعر هو بعث الأمل وتخصيب القصيدة، لنحصد ما بذره فيها، فهو يتعب لنحصد زرعه، وهذا العطاء لا يأتي إلا من النبلاء، الذين جبلوا على العطاء، وتقديم ما يملكون، فهم لا يردون منا "جزاءً ولا شكورا" أنما يقدمون قصائدهم لنكون فرحين، هذا ما فعله "محمد دقة" في هذه الومضة.
سنتوقف قليلا عند ما جاءت به الومضة،
"وغداً سنوارب بابَ البيت،"
أولا الشاعر لم يستخدم فعل فتح أو إغلاق، بل استخدم فعل "سنورب" والذي يعني أن الباب لا هو مغلق و ولا هو مفتوح، لكن يمكن للأصدقاء/الأحباء/الأهل أن يدخلوا منه بكل يسر، لكن بالنسبة للغرباء سينظرون إليه على أنه مغلق، فهو ليس مفتوحا ليدخلوه، من هنا نجد في فعل "سنورب" مسألتين، واحدة متعلقة بالأحباء، والثانية بالأعداء، وكما أن فعل "سنورب" يعطينا اشارة حالة الأمان التي ننعم بها، لهذا نحن لا نغلقه.
نحن في المنطقة العربة أحوج ما نكون إلى الفرح، فنحن نعاني من الجوع والحرمان لهذا الفرح، فلسطين المحتلة منذ أكثر من سبعين سنة، أهلنا في العراق وسورية واليمن وليبيا الذين هُجروا وشُردوا وقُتلوا على يد الارهابيين الذين عاثوا في الأرض فسادا، كل هذا يؤكد أهمية وجود هذا الفرح، هذا الأمل، من هنا يقدمنا الشاعر من مكان وجود هذا الفرح:
"سنحصي كلَّ الفرح المخزون على الرف
وفي قبو القلب."
رغم ان الومضة جاءت بفاتحة بيضاء، وتتحدث عن فكرة بيضاء، وأستخدم فيها ألفاظ بيضاء، إلا أن الشاعر لم يستطع أن يحرر نصه تماما الواقع، وهذا ما نجده عندما قال:
"غداً حين نودع قتلانا،"
فكل ما جاء عن الفرح مرهون/مرتبط بفعل "نودع قتلانا" وهنا يكمن ابداع الشاعر، فهو يقرن الفرح بضرورة الانتهاء من حروبنا الداخلية والخارجية، فهو يتحدث عن قتلانا نحن، ولم يتحدث عن قتلى آخرين، وهذه الاشارة بحد ذاتها كافية لتعطينا محفزا اضافيا على ضرورة الاسراع في انهاء حروبنا.
بعد هذه (الهفوة) التي اخترق الومضة وجعلتها وجعلتنا نمتعض قليلا، يتقدم الشاعر من جديد من الفرح:
"سنعود ونجمع كل الفرح وننثره في الطرقاتْ."
يقدمنا الشاعر من جديد من فكرة العطاء، فهو كالماء الذي ينتفع به كل المخلوقات، وعندما استخدم افعال "سنعود، نجمع، ننثره" أراد أن نتشارك معا ومعه بهذا الخير الإنساني، فنكون جميعا متعاونون في العطاء وبذر الخير ليكون بمتناول الجميع.
استكمال لهذا الأمل/المستقبل يستخدم الشاعر نواة/أداة هذا التغيير الايجابي:
"غداً سيمارس أطفال بلادي الحرية"
يكمن ذكاء الشاعر عندما خص الأطفال بفعل الحرية، فنحن عندما ننهي حروبنا، وبعد أن بذرنا الفرح ها هم أطفالنا ينعمون بالحرية والتي هي أعلى مرتبة من الفرح.
وبعد أن يفرح الأطفال، بالتأكيد سيفرخ الله بفرحة عبادة:
"حتى يبتهج الله"
إلى هنا ـ إذا ما استثنينا الفقرة الدخيلة: "نودع قتلانا" ـ تكون الومضة بيضاء بشكل مطلق، فالألفاظ والفكرة تجتمع معا لتعطينا فكرة الأمل، لكن الشاعر يقفل الومضة بهذه الفقرة:
"وتخرس أصوات الطياراتْ." مما يعطي اشارة إلى أن هناك حالة من السواد ما زالت عالقة في ذهنه، ففعل "تخرس" يشير إلى القسوة، وهذا ما يجعلنا نقول أن الواقع يبقى عالقا فينا ولا يمكننا التحرر منه بشكل مطلق، وإلا ما كان لتكون "نودع قتلانا، وتخرس أصوات الطائرات".
ونتوقف قليلا عند لفظ "غدا" والتي تكررت ثلاث مرات في الومضة، والتي اعطت صورة عن الأمل/الفرح الذي ينشده الشاعر، فعدد ثلاثة هو من الأرقام المقدسة دينيا، كما هو الحال بالنسبة لرقم سبعة، وهذا يشير إلى أن هناك فرح مقدس، يأخذ الشكل الديني، فرح صادر عن الرب، الذي يطالبنا بتحقيقه، وما يدعم هذا القول: "حتى يبتهج الله" وكأن الشاعر أراد بهذا التكرار وهذه الفقر أن يرد على من يدعو لخراب الأوطان وقتل الإنسان باسم الرب، باسم الدين، فالرب والدين تدعوان للفرح. وهنا يكمن تألق الشاعر.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس بوك



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخلاق في رواية -عائد إلى حيفا- غسان كنفاني
- الصور في قصيدة -عبق الروح- هادي زاهر
- الأسئلة في رواية -الأعراف برزخ بين جنتين- أنور السباعي
- مناقشة رواية ضحى
- الثنائيات في رواية -حامل الوردة الأرجوانية أنطوان الدويهمي
- الفلسطيني في الرواية -الطريق إلى بيت لحم- رسمي أبو علي
- البساطة في مجموعة -ينزع المسامير ويترجل ضاحكا- رسمي أبو علي
- الاتحاد والتجديد
- الخفة في قصيدة -بين الفاء وبين النون- مازن دويكات
- الصور في قصيدة -وفرحت- سليمان أحمد العوجي
- المرأة في كتاب -هكذا قتلتُ شهرزاد- جمانة حداد
- الحياة في مجموعة -صحو- أميمة الناصر
- الطفل والحرب في رواية -الكوربه- صافي صافي
- مناقشة ديوان -جبل الريحان- في دار الفاروق
- الاتحاد والأمانة
- -الملقب مطيع وولده ازدادا قناعة- إبراهيم مالك
- تواضع المعلومات في كتاب -الأساطير والخرافات عند لعرب- محمد ع ...
- حقيقتنا في كتاب -تاريخ الإلحاد في الإسلام- عبد الرحمن بدوي
- المتعة في ديوان -جبل الريحان- عبد الله صالح
- أثر الكتابة في قصيدة -قلم يَكْتُبك- -كمال أبو حنيش


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفرح عند -محمد دقة-