أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان -تعويذة الحب والياسمين- هادي زاهر كلما ابتعد الأ














المزيد.....

ديوان -تعويذة الحب والياسمين- هادي زاهر كلما ابتعد الأ


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5966 - 2018 / 8 / 17 - 18:08
المحور: الادب والفن
    


ديوان
"تعويذة الحب والياسمين"
هادي زاهر
كلما ابتعد الأديب/الكاتب عن الانفعال، تحرر من المباشرة والصوت العالي، لأن للعمل الأدبي شكل غير شكل وطريقة الخطاب السياسي، "الشاعر هادي زاهر" يعيش في أتون الصراع، فهناك مواجهات يومية مع الاحتلال وصدمات، بحيث تجعله في حالة ساخنة مع الأحداث، وإذا ما علمنا أنه يكتب المقال الصحفي السياسي وبصورة دورية، نستطيع أن نتفهم وجود بعض القصائد المباشرة والتي جاءت بصوت عال، وخلوها من الصور الشعرية، فالفكرة تقدمية بالتأكيد، لكن الشكل الأدبي كان متواضع، وهذا لا ينفي وجود بعض القصائد الجميلة والمتمتعة، فرغم بساطة اللغة إلا أننا نجدها جميلة كما هو الحال في قصيدة "في ذكرى تخيم الرحال" التي يقول فيها:
"أيها الواحد الأحد
كل ما يدب على الأرض
له بيت .. له سكن
وأنا يا إلهي غريب
ليس لي بلد" ص7، الاستجداء بالله يعطينا حجم الألم الذي يمر به الشاعر، وعندما اعطانا تفصيل وجعه، البيت والبلد، أوصل لنا همومه بكلمات سهلة وبسيطة لكنها قوية ومؤثرة في ذات الوقت.
ودائما الشعراء يتحدثون عن أدواتهم المتمثلة في كتابة "القصيدة":
"الشعر يسير في الطرقات
يتسلل إلى البيوت
يسهر في الشرفات
يتسلق أشجار الحديقة
يصعد ... يخترق زرقة السماء
يصبح غيما .. سحبا زرقاء
ويمطر ماء دافقا" ص18، وكأن ن خلال هذه الفقرات يؤكد على دور الشعر في الحياة، اعتقد أن الشاعر عندما ركز عب "زرقة السماء" أراد بها التأكيد على الفضاء الرب وما تحمله من معنى للحرية، كما جاء تركيز على السحب والمطر ليشير إلى حالة الخصب القادم، وهذه التورية تعد الأجمل في هذه القصيدة، فحيث يجتمع الفضاء/الحرية ب"زرقة" والخصب/الأمل/التحرر في "السحب/المطر".
ونجد الشاعر يستخدم الأدب الساخر في قصيدة "نحن الصناع ..الزراع ... العمار":
تم بناء القصر
مصطبة وسقفا وجدارا بعد جدار
ما حاجتي "لسينمار"
وحده يعرف موضع اللبنة
وأين يكمن خطر الانهيار
وكيف يكون هذا القصر دمار
وأنت يا سينمار من سلالة غير مؤمنة
كيف نأمن لك وأنت من الأغيار!
والقصر وما علي خصه اله لشعبه المختار
ونحن من رضى الله
قد خصنا بسننه
يسعى إلينا نسعة إله
لنا الله وحدنا
ولا أحد قبلنا ولا بعدنا
ولنا الجنة ولهم النار" ص63، بهذه الكلمات يلخص لنا الشاعر الطريقة التي يفكر بها المحتل، فرغم بساطتها إلا أنها أوصلت الفكرة وبطريقة سلسلة وممتعة، لهذا نقول ليس ضروريا أن تكون اللغة (معجمية) لتكون جميل، بل الطريقة اتي تقدم فيها هو المهم.
ونجد الشاعر يستخدم بعض من رموز فلسطين فيقول في قصيدة "أيها المسافر في فلك دمي"-:
"بورك الزيتون والتين
في هذا البلد الأمين" فالشاعر هنا تحدث عن شحرتي التين والزيتون التي تشتهر بزراعتهما فلسطين، وربطهما بالقرآن الكريم ، من خلال "هذتا البلد الأمين" لعطي بعدا مقدسا لها، وهذا الجمع بين الرمز والدين يشي إلى أن القصيدة خصبة بالدلالات التي تحملها.
ونجد هنا جميل أكثر من عنصر دلالي في قصيدة "عمدها بمسك وطيب الموج":
"أعرف بحري وحبه لي
وزرقته التي عمدت مولدي
... وقمطته الأرض طفلا
وتعمدت به خطى الأنبياء
وتوضأ بزرقته الأنبياء
ولاذت بذور الخليفة بهذا لترب
فأنجبت زيتونا وتينا ونخلا" ص82و83، هناك دلالة الحرية في البحر بزرقته وزرقة السماء، وهناك المسيحية في الطفل الذي تعمد بالماء، وهناك الإسلام في توضأ بزرقته الانبياء، وهناك توحيد ديني وجغرافي من خلال "الزيتون وانتين والنخيل، هنا نجد مكامن الخصب في القصيدة.
ونجد في قصيدة "ملح وماء" الهم الفلسطيني والذي يمكننا أن نسقطه على الواقع العربي الآن، يقول:
"تركونا وحدنا على مائدة اللئام
وفي كل منفى نصبوا لنا الخيام
كم نحن وحدنا
لا قبلنا ولا بعدنا
كم نحاول جهدنا
أن تحسن القيام" ص90، كل هذا يجعلنا نقول أن هناك شيء جديد في الديوان، وكان يمكن أن يكون الشاعر "هادي زاهر" أكثر تألقا لو تخلص من حمى الأحداث وتحرر من واقعه، لكن، لكل شاعر/كاتب ظروف تجعله منفعلا حادا فيما يقدمه من أدب.
الديوان من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2018



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والمجتمع في رواية -أوراق خريفية- محمد عبد الله البيتا ...
- الأبيض والأسود في قصيدة -غيمة- جواد العقاد
- الواقع في كتاب -جمهورية ساندويتش الديمقراطية- خلدون صبيحي
- الفعل الأسود في قصيدة -خلف هذا الوقت- عمار خليل
- دراسة لمسرحيتي للأديب رائد الحواري مسرحية -غ. ر. ي. ب.- أسام ...
- الموضوع واللغة في ديوان -بانتظار المطر- ماجد أبو غوش
- الذاكرة الخصبة في ديوان -الذاكرة المنسية، بيت الريش- محمد ال ...
- القصيدة المجنونة -آن لي- عبود الجابري
- اللغة والفكر في ديوان -هي عادة المدن- خالد جمعة
- دار الفاروق تناقش ديوان -وأنت وحدك أغنية-
- الزمن الجميل في رواية -ما تترك الأيام- ماجد ذيب غنما
- الصوت والصدى في ديوان -مطر بن الوردية- حمدي مخلف الحديثي
- الومضات في كتاب -ليتها تقرأ- خالد الباتلي
- الفرح عند -محمد دقة-
- الأخلاق في رواية -عائد إلى حيفا- غسان كنفاني
- الصور في قصيدة -عبق الروح- هادي زاهر
- الأسئلة في رواية -الأعراف برزخ بين جنتين- أنور السباعي
- مناقشة رواية ضحى
- الثنائيات في رواية -حامل الوردة الأرجوانية أنطوان الدويهمي
- الفلسطيني في الرواية -الطريق إلى بيت لحم- رسمي أبو علي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان -تعويذة الحب والياسمين- هادي زاهر كلما ابتعد الأ