صفقة القرن

فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5970 - 2018 / 8 / 21 - 05:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عندما يتحدثون في محور المقاومة والممانعة عن صفقة ما اطلقوا عليها صفقة القرن وبعد أن وجهوا أنظارنا نحو احتمال , بل والتأكيد على أن الصفقة تتمثل بقيام دول الخليج والسعودية بالتطبيع مع إسرائيل فهم في أغلب الظن كانوا يعملون في ذات الوقت , بالتنسيق مع الروس في استانة ليمرروها من تحت أقدامنا ونحن غافلون .
فان كانوا يتبجحون اعلاميا بمحاربة امريكا وإسرائيل إلا أنهم فعليا هم من يمهدون لتحقيق مأرب امريكا وإسرائيل في المنطقة بشكل ملفت للنظر وهذا ما تدلل عليه الوقائع الجارية على الأرض والنتائج الحالية اذ كان لهم لتدخلهم الفج في المنطقة الدور السلبي والمدمر الذي لا يمكن لأحد أن يتحاشاه في المنطقة برمتها بدأً من تدمير العراق شعبا وكيانا ونهب خيراته و تمزيقه مرورا بتدمير الشعبين المصري والليبي وجيشهما , كما أنهم يعمدون على إشغال دول السعودية والخليج بالخطر القادم من الحوثيين لتدمير اليمن ولنهب أموالهم أيضا , كما عملوا على تهجير الشعب السوري وقتل خيرة شبابه بذريعة مكافحة الإرهاب كانوا ينفذون الصفقة فعلا على أرض الواقع , بالتنسق مع الروس والأتراك وداعش برعاية أمريكا . ويبدو أنهم بعد أن تمكنوا أخيرا من تدمير بنية سوريا التحتية والفوقية وقتلوا وسجنوا وجوعوا وهجروا سيتمكنون من تركيع الشعب السوري , باعتباره يشكل عقبة كأداء , بجعله يتقبل صيغة للسلام مع إسرائيل تقوم بها روسيا بالنيابة عن أمريكا . بعدها فإن كسر إرادة شعب غزة وتطبيع بقية العرب مع إسرائيل سيكون تحصيل حاصل .وبعدها سيعم السلام ويتآخى الحمل مع الذئب!.وتكتمل الصفقة .
وهنا نسأل : هل كان بإمكان ترامب نقل سفارة بلده إلى القدس وتمرير كنيست إسرائيل مشروع يهودية الدولة بصيغته الجديدة , وتدمير غزة بهدف تركيعها بطريقة أو بأخرى لولا عمليات الإلهاء والإشغال والتدمير التي كان يقوم بها دعاة محور المقاومة والممانعة في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا ,بالتعاون مع روسيا وداعش وبغطاء من أمريكا وإسرائيل ؟ ماذا قدموا فعليا لمنع التسارع المذهل لانتصار محور الشر كما يتحدثون أم أنهم هم ومحور الشر وجهين لعملة واحدة ..؟؟؟ أليس هذا كله كافيا ـ وكفيلا بأن يجعلنا نصحو ؟ أسئلة أخرى برسم الجماهير لتقدم إجابة عليها .لكننا نستبق لنقول . هذه نهاية مرحلة كشفت الكثير . وسنعض على جراحنا لنبدأ من جديد .
فتحي رشيد

#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات