أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - قراءة جديدة في القضية الفلسطينية مراجعة تاريخية لقراءة واقعنا الفلسطيني ( 15 ) :















المزيد.....

قراءة جديدة في القضية الفلسطينية مراجعة تاريخية لقراءة واقعنا الفلسطيني ( 15 ) :


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5943 - 2018 / 7 / 24 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤكد أن ماوصلنا إليه لم يأت من فراغ بل لابد أن يكون للظروف المادية الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والبشرية والسياسية السابقة لتشكل ماتسمى اليوم فلسطين والتي خضعنا لها ـ رغما عنا ـ من أن يكون لها دورحاسم في تكويننا وفي بنيتنا الراهنة . تؤكدالمعطيات التي قدمها علماء الأنثربولوجيا والآثار أن من أطلق علينا تسمية الكنعانيين (2) ( أقدم المجموعات البشرية التي سكنت هذه البلاد منذ أكثر من سبعة ألاف سنة ) وهو مايؤكد عليه اليهود ـ في سفر التكوين ـ حيث جاء فيه " عندما جاء ابراهام إلى الأرض التي وعده بها الرب (2000 ق.م أي قبل حوالي أربعة آلاف عام ) " كان الكنعانيون يومها ساكنون في تلك الأرض " . أطلق المصريون القدماء مصطلح الكنعانيين أي سكان الشمال على كل من سكن شمال شرق مصر . بينما يؤكد جوردان تشايلد( عالم انتربولوجيا أمريكي ) أن المنطقة المعروفة اليوم بفلسطين هي المنطقة التي بدأ منها انتقال البشرية إلى العصر الحجري الحديث , بينما يؤكد كلود ليفي شتراوس ( عالم انتربولوجيا فرنسي ) أن أول ثورة في تاريخ البشرية وهي الثورة الزراعية ,التي تم فيها الانتقال من حياة الصيد والتنقل إلى الاستقرار إنما حدثت في المنطقة المعروفة اليوم بفلسطين.
ومع أن كثيرا من اليهود ينكرون وجود الفلسطينيين ويعتبرون أن تلك التسمية (فلسطين ) هي رومانية أو يونانية. إلا من يدقق في ماجاء في سفر عزرا في التوراة التي كتبها عزرا ونحميا كاتبي ملك الفرس "ارتحتشستا" بناء على طلبه ليثبتوا وجودهم فيها , بعد أن أحضرهم قورش إلى بلادنا لمواجهة المصريين . يجد أنهم هم من تبنوا هذه التسمية وعمموها (استنادا لما كتبه المؤرخ اليوناني هيرودوت ,وبعض المؤرخين عن هجرة حصلت لشعوب البحر"الفلستيين " حوالي عام 1200 ق. م. واستوطنوا في الساحل الشرقي للمتوسط من يافا حتى رفح , أي قبل أول هجرة للموسويين من مصر لفلسطين بحوالي مئتي سنة ونيف ) , وبما أن اليهود جاؤوا إلى بلادنا مع الغزو الفارسي بعد هجرة الموسويين بحوالي خمسمائة عام من الميلاد , وبعد أن تبنوا ديانتهم , وليأصلوا وجودهم في تلك البلاد فلقد عمموا اسم الفلستيين (من خلال التوراة ) وأطلقوه على جميع الأقوام الكنعانية التي كانت تسكن فلسطين منذ أكثر من سبعة آلاف عام .وهكذا عُمم اسم الفلسطينيين على جميع سكان المنطقة الممتدة من رفح جنوبا حتى صيدا شمالا ومنها حتى دمشق شرقا وسهل حوران والقنيطرة ,حتى الكرك وخليج العقبة جنوبا .ووتدريجيا حتى اختفى مصطلح الكنعانيين . وبما أن أغلب المؤرخين الغربيين استندوا إلى ماجاء في التوراة عن التاريخ السابق للمنطقة فلقد أخذوا بتلك التسمية من دون تمحيص أو تدقيق . وبعيدا عن هذا الجدل , فإن كتابات كبار المؤرخين العرب والغربيين ( وول ديورانت ,وارنولد توينبي ) أطلقت مصطلح فلسطين (على بقعة جغرافية غير محددة ) أو جند فلسطين أو جنوب غرب سوريا , على كل المنطقة الممتدة من رفح حتى صيدا , أي إلى كل المنطقة الجنوبية الغربية من سوريا الطبيعية والتي تضم كل فلسطين الحالية وجزء كبير من جنوب لبنان وشرق الأردن وشبه جزيرة سيناء . وظل الأمر كذلك حتى أواخر أيام الدولة العثمانية , حيث كانت الإيالات الأربع التي كانت تضم تلك المنطقة . إيالات بيروت وصيدا ( يتبع لها عكا والجليل الأعلى وطبريا والحولة ) ودمشق والكرك .بما في ذلك سنجق القدس المستقل إداريا عن دمشق ويتبع للباب العالي مباشرة (متصرفية القدس والتي تضم إضافة لمدينة القدس وبيت لحم مدينتي الخليل وغزة )يطلق عليها مجازا اسم فلسطين , بما في ذلك كل شرق الأردن وسيناء حيث كانت كلها تعتبر إيالات جنوب سوريا ( ومجازا فلسطين ) كونها تتبع لولاية سوريا .
أما في العصر الحديث فلقد سعى ممثلي الحركة الصهيونية في مؤتمر الصلح الذي عقد في باريس عام 1919 ثم في سان ريمو" إلى أن تشمل فلسطين ( دولتهم الموعودة ) أغلب تلك المناطق المذكورة سابقا وبشكل خاص سهل حوران ليمدهم بالقمح والحبوب اللازمة لمعيشتهم . لكن من حسن حظنا أنه كان للفرنسيين أطماع أخرى مناقضة لهم في سوريا فتمسكوا بحوران والجولان ,وجنوب لبنان ,ورفضوا المطالب الصهيونية (في مؤتمر الصلح ) اثناء ترسيم الحدود بين كل من بريطانيا وفرنسا في سورية ,استنادا لما جاء في اتفاقية سايكس بيكو المعقدة بينهما عام 1916 . ولمًا تنازل الفرنسيين أثناءالمفاوضات عن الموصل ( الغني بالنفط والذي كان من حصتهم ) لبريطانيا مقابل تنازل بريطانيا لهم عن تلك المناطق التي كان يطالب بها الصهاينة , فلقد أصبحت جزءا من سوريا الخاضعة للإحتلال الفرنسي .لكن الصهاينة ظلوا يتمسكون بموقفهم (بدولة قادمة يجب أن تضم تلك المناطق لتصبح قابلة للحياة على حد قول حاييم وايزمن وبن غوريون ) وأصروا على أن تشمل حدود دولتهم الموعودة كل منابع نهر الأردن وسهل حوران لذلك جرى تعديل الخرائط أكثر من مرة , في أعوام 1919 و1920 و1922 و1923حيث جرت مبادلة 23 قرية فلسطينية بمثيلتها من لبنان . ونذكر من لايذكر أن منطقة صفد بما فيها قرى وبلدات سهل الحولة كانت تتبع لدولة جبل لبنان الكبير الذي رسمه الجنرال غورو ( ولقد عرضت في صحيفة الكفاح العربي عام 2002 هوية لمواطن من قرية الصالحية (في الحولة ) صادرة عام 1926 وعليها ختم دولة جبل لبنان . ثم جرى ضم سبع قرى شيعية كانت من حصة جبل لبنان بعد عام 1948 إلى فلسطين المحتلة وبعد أن هجر أهلها إلى لبنان , جرى إعطائهم الجنسية اللبنانية مع أنهم جزء من الفلسطينيين , وتخلوا عن فلسطينتهم فقط لكون ولائهم لطائفتهم الشيعية كان أمتن من ولائهم لفلسطين ) . ثم تم ترسيم الحدود الطبوغرافية وفق اتفاقية بوليه ـ نوكامب عام 1923 . حيث قام مهندسان يهوديان فرنسي وانكليزي بتغيير تلك الحدود على الأرض عام 1924 ( بوضع احجار الديكسترو) وفق مايريد الصهاينة , حيث وسعوا حدود فلسطين ( وطنهم الموعود وغير المحدد حتى اليوم ) لتشمل نصف الساحل الشرقي لبحيرة طبريا ورسموا لسانا غريبا امتد على طول نهر اليرموك بما يجعل من الحمة السورية جزءا من فلسطين , ثم جعلوا إصبعا اخترق الحدود بين جنوب لبنان والجولان , بما يمكن الصهاينة من السيطرة عسكريا واستراتيجيا على المنطقة التي كانوا يطمعون بهافي جنوب سوريا( الجولان) ولبنان ( الجنوب ) وشرق الأردن الذي كانوا يعتبرونه جزءا لايتجزأ من فلسطين حتى عام 1947. (وهو مامكنهم في عدوان عام 1967 من احتلال كثيرا من تلك المناطق ) بما يفهم منه أن من رسم حدود فلسطين الحالية فعليا وعلى الأرض هم اليهود الصهاينة في حين أن العرب لم يكونوا قد صحوا بعد ولم يعرفوا ما يرسم لهم ولماذا . بل كانوا( ومازالوا ) مجرد متلقين لما يقرره الأخرين لهم .ولم يكن اليهود يدركون أن هذه التسمية التي أطلقوها من قبل تهدد وجودهم في العمق .
وتؤكد الوثائق التاريخية الموثقة ( كتاب الدكتور ياسين زكريا عن الحدودالسياسية لسوريا , وكتاب مئة عام من الحرب لوليام انغدال ) أن من رسم خارطة فلسطين الحالية إنما كان اليهود الصهاينة , ومن جعل هذا المواطن أو ذاك فلسطينيا أوسوريا أو لبنانيا أو اردنيا أو مصريا هم الصهاينة بالتعاون والتنسيق مع اللانكليز و الفرنسيين ,(فنحن جميعا قبل عام 1918 كنا كلنا رعايا الدولة العثمانية لاوجود لحدود أو فواصل بين شعوبنا ودولنا, وكنا نتنقل بينها بحرية تامة ) .
منذ عام 1918 وحتى اليوم لم تهيئ لنا الظروف التاريخية ان ننشئ أونبنني اقتصاداأو كيانا مستقلا أومتماسكا أو أية مؤسسات سياسية واجتماعية ثابتة وراسخة كما في بقية البلدان العربية المستعمرة (كوننا كنا مستهدفين من قبل الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية معا ,فأخضنا لإجراءات أسوأ بكثير مما طبق على غيرنا من الشعوب العربية ) فاضعفنا من الداخل طوال فترة امتدت لحوالي ثلاثين سنة تهئية للنكبة .بما يجعلنا نقول بأن ذلك الاضعاف وإن كان أحد العوامل التي سهلت حدوث النكبة الفاقعة إلا أنه استمر بعدها بل وتفاقم .
نذكر بالدور الخطير الذي مارسه الصهيوني البارز والخطير(المندوب السامي البريطاني على فلسطين ) هربرت صموئيل . في تخريب بنية المجتمع والاقتصاد الفلسطيني . حيث قام بدءاً من عام 1920 بفرض أمورقاهرة لم تفرض على بقية الشوام ( سكان بلاد الشام ) . وإذا كان بعض شوام سوريا ولبنان قدتقربوا من غورو ومن الفرنسيين وعملوا وتعاونوا معهم إلاأن الأمر كان يختلف عن تعاون الفلسطينيين مع الانكليزالذين كانوا ينفذون مايريده الصهاينة , وعلى الرغم من أنهم كانوا يعرفون أن الانكليز جائوا لتنفيذ وعد قطعوه للصهاينة .لخلق أرضية مشر وع استيطاني إجلائي تدميري مختلف عن المشروع الفرنسي في سوربا وحتى عما كانت تسعى فرنسا إلى فرضه على الجزائر 0
وللأسف عدد من زعماء ومشايخ ووجهاء من العائلات الفلسطيبنة تعاونت مع الانكليزومع الصهاينة وقدموا لهم تطيمنات وتسهيلات كثيرة خاصة عندما التقوا بوايزمان زعيم الحركة الصهيونية , أمثال موسى كاظم الحسيني وأسعد الشقيري ( والدأحمدالشقيري ) بينما قدمت فرنسا ( خاصة في ظل حكومة الجبهة الشعبية ) للسوريين أمورمفيدة لم تقدمها بريطانيا لنا في فلسطين , بل على العكس قامت بتدميروتخريب ماهوقائم وجيد . ولم يتح لنا الوقت الكافي في ظل الاحتلال البريطاني المدعوم بالهجمة الصهيونية لنبني في فلسطين مابناه السوريين ولاحتى اللبنانيين من بنى اقتصادية واجتماعية وسياسية ( مستقلة نسبيا )عن الاستعمار والسياسية البريطانية والصهيونية .حيث تعرضنا لقوانين جائرة تتعلق بفرض قيود كثيرة ـ (كما ذكرت "د. هند البديري " في كتابها عن أراضي فلسطين ) على عمليات نقل ملكية الأراضي من الأجداد إلى الابناء ,ومنع بيع من يقيمون خارج فلسطين في لبنان أو سوريا لأراضيهم لفلسطينيين استنادا لقانون الأراضي الذي فرضه الصهيوني هربرت صموئيل , وهكذا جرى بيع كثير من الاراضي للوكالة اليهودية . دون أن ننسى مالحق بالفلاحين من ظلم وجور ( ضرائب ومكوس باهضة وقيود على نقل المنتجات الزراعية من منطقة إلى أخرى لم تفرض على المستوطنات اليهودية ) وعمليات أخرى منظمة ومرتبة كانت تهدف إلى إجبار الفلاحين على ترك أراضيهم التي كان يتم بيعها من قبل اقطاعيين موجودين في سوريا أو لبنان , كما تعرض فلاحونا لعمليات تهجيرداخلية ( حوالي ثلث سكان فلسطين كانوا مهجرين داخلها كما هو الحال اليوم في سوريا ) ولعمليات إفقاروتعتيرواضطهاد منظمة وعلينا أن نعترف أننا كنا ومانزال من الناحية القانونية والإدارية والوجدانية , مقلقلين بين ولاءات لدول عديدة ناشئة فكثير من أهالي صفدوالحولة والجليل الأعلى (حتى عام 1926 ) ظلوا يحملون هويات صادرة عن حكومة جبل لبنان الكبير. بينما حمل سكان سبع قرى فلسطينية هويات لبنانية , إضافة نقل جزء كبير من سكان عشرين قرية (كون غالبية سكانها من الشيعة ) من فلسطين إلى لبنان ,وبالعكس جرى نقل بعض السنة والمسيحيين من لبنان إلى فلسطين وكثير من سكان الخليل ورفح وبيرالسبع كانوا جزءا من سكان وبدو سيناء وارتباطاتهم بمصر كانت أكثر من ارتباطهم بالقدس (وإن كانوا جزءا من متصرفيتها من الناحية الإدارية ) , وكثير من سكان وسط فلسطين (اللد والرملة وجنين وطولكرم والقدس ونابلس كثير من عائلاتها مثل أل الفاروقي والتاجي والنشاشيبي وطوقان والنمر ..) كان ولاءهم للهاشميين في العراق والأردن أكثر من ولائهم لأل الحيسني وللهيئة العربية العليا . وكثير من سكان ريف الناصرة وصفد و طبريا والحمة والبطيحة و..كانت علاقاتهم المالية والتجارية وحتى الاجتماعية والأسرية مرتبطة بالشوام ( أهل دمشق حتى كان يقال عن سكان صفد بأنهم شوام فلسطين , وعندما هجرأغلب سكان الجليل من فلسطين إلى جنوب لبنان , انتقل أغلبهم إلى الشام وبخاصة إلى حي الصالحية ( الشيخ محي الدين حاليا ) وحي المهاجرين وحي الميدان , بسبب أن كثيرا من الفلسطينيين المهجرين كانت تربطهم بأهل الشام علاقات قربى أومصاهرة أو علاقات اقتصادية قديمة . وتشير بعض المعطيات التاريخية إلى أن بعض سكان حيي المهاجرين والصالحيةالحاليين هم ممن هاجروا من جليل فلسطين بسبب القحط أيام "العصملي أوحرب السفر برلك " أو بعدالاتتداب على فلسطين واستقروا إما في حيي الصالحية والمهاجرين ,أو حي الميدان . وليس صدفة أن غالبية أو كل سكان منطقة صفد استقروا في دمشق . لأنهم كانوا فعليا يتبعون إداريا وقانونيا لدمشق (كما فعل نازحوا القنيطرة عام 1967 ) أو لأنهم كانوا يعتبرون دمشق عاصمتهم كما يعتبرها اليوم أهالي حمص أو تدمر أو القامشلي الذين يبعدون عن العاصمة دمشق أضعاف ماتبعد عنها صفد أو حيفا أو الناصرة حيث لم تكن قد ظهرت الحدود الراهنة بين الدول العربية .ومن منطلق أن فلسطين هي فعلا تابعة لسوريا من الناحية التاريخية والجغرافية والاقتصادية فإن فلسطين تشكل امتدادا للجولان وحوران لذلك يصعب أحيانا التمييز بين أهالي الجليل وحوران والجولان من حيث اللهجة والعادات والتقاليد وأسماء العائلات . ولهذا نجد أن عموم السوريين والحكومات السورية المتتابعة كانوا منذ بداية الانتداب على فلسطين معنيين بالقضية الفلسطينيية أكثر من غيرهم من الشعوب العربية .وكان ومازال تحرير فلسطين واجباً عليهم كماهو تحرير الجولان , لأن فلسطين ( سوريا الجنوبية ) كانت كالجولان تتبع حتى عام 1923 لسوريا وجزءا لايتجزأمنها .ولهذا نجد أن عموم الفلسطينيون كانوا يعتمدون ومازالوا ويثقون بالسوريين, ويعتمدون في مواقفهم السياسية على موقف الحكومة السورية أكثر من غيرها من الحكومات العربية كون جميع الحكومات التي تعاقبت على سوريا كانت تتميزبموقف وطني صادق وهذا ماجعل الأمريكان والصهاينة يسعون من خلال الانقلابات التي انتهت بحكم البعث إلى تدمير تلك العلاقة التي تربط السوريين بفلسطين, من خلال إخضاعهم لكثير من التنكيل والإضطهاد والتعتير باسم المجهود الحربي أوالمقاومة والممانعة . وما لحق بالسوريين خلال السنوات الثمان الماضية بما قد يجعله يتخلى عن القضية ..
أما الخطورة الكبيرة وغير المنظورة راهنا ومستقبلا , فاعتقد أنها نشأ ت منذ أن قررت بريطانيا إنشاء أمارة شرق الاردن عام 1926 لتكون قابلة لاستيعاب من يهجرمن فلسطين قسرا , ومن ثم عملت على تشجيع الملك عبد الله على دخول الحرب ليضم الضفة الغربية ليجعل من الإمارة مملكة تحت ذريعة منع تقسيم فلسطين , والتي لم تكن في حقيقة الأمر إلا لتقسيم فلسطين بين الصهاينة والملك عبد الله . وهو ماتجلى بقيام النظام الأردني عام 1949 بضم الضفة الغربية والقدس الشرقية .ومن ثم قام عام 1950 بتجنيس حوالي نصف مليون فلسطيني لجأوا إلى الاردن وبعد أن حملهم الجنسية الاردنية ( اليوم حوالي مليونين ) فلقد "أردنهم" وجعل أغلبهم ينسون أو يتناسوا فلسطينتهم , أو أصبحت ولاءاتهم للأردن وللملك عبد الله الجد أو للحسين الأب أكثر من ولائهم لفلسطينيتهم . حيث تشكل لدينا مجموعة كبيرة من الفلسطينيين الذين يعتبرون أنفسهم أردنيون , ومن بقي منهم متمسكا بفلسطينيته بات يتقبل التوجه الاردني الانكليزي الصهيوني القديم القاضي بحل المسألة الفلسطينيية من خلال تكوين مملكة متحدة تضم الاردن ودويلة فلسطين , حيث يتخلى فيها فلسطينيي المملكة عن هويتهم وحقوقهم في فلسطين .
وبما أن لبنان من دون سائر الدول العربية ولأسباب طائفية بات يرفض توطين اللاجئين الفلسطينيين على أرضه , لذلك فلقد قام بمحاصرتهم ومنعهم من العمل في أكثر من مئة وظيفة ومهنة مما جعلهم يعتمدون في وجودهم على المعونات التي تقدمها الأونروا أو الدول والمنظات الدولية المانحة ,أو على الأموال التي يبعثها أبنائهم العاملين في دول الخليج والسعودية وغيرها من دول العالم البعيدة ,أو التي تقدمها الدول الداعمة لهذا التنظيم أو ذاك وبات أغلبهم مستعدين , إذا ما فتح لهم باب التوطين أو الهجرة لأقدم عليها بكل سرور,على أن يظلوا يعانون النبذ والتهميش والحصار .
أما ما تعرض له مواطنوا غزة من اجتياحات ودمار وتنكيل من قبل الصهاينة بالتعاون مع النظام المصري والسلطة (حصار وتجويع وحرمان من أبسط مقومات الحياة لحوالي مليوني فلسطيني ) فلقد جعل غزة أقرب إلى سجن كبير والحياة فيها جحيما لايطاق , فجعل الغزاويين يساوون بين الحياة والموت .
ومن الهام الاشارة الى أن الفلسطينيين الذين بقوا في فلسطين التاريخية,وحملوا الجنسية الإسرائيلية مجبرين والذين باتوا يتمتعون اليوم بحقوق المواطنة وغيرها من الحقوق الانسانية بأفضل مما هو قائم في الدول العربية والأجنبية ,و هؤلاء على قلتهم وتجنسهم , باتوا يشكلون أكبر خطرحقيقي على الكيان العنصري وهو مايطلق عليه مفكريهم وساستهم " الخطر الديمغرافي " .و والمفارقة أن من هاجروا إلى الدول الأوربية وأمريكا باتوا أقدر على التحرك والنشاط لصالح قضيتهم من لاجئي الدول العربية .
نتوصل مماسبق إلى التسليم بأن ماتعرض له الشعب الفلسطيني من تشتيت وتمزيق وتباعد وفرقة وتشويه , ومن تنكيل وحرمان لم يتعرض له شعب آخر في العالم مما يجعل من عملية التئام جراحه العميقة والشفاء من الأذية التي لحقت به على يد قادته وأشقائه العرب تتطلب وقتا طويلا , ومن عملية توحيده ووقوفه على قدميه عملية صعبة جدا تتطلب جهودا جبارة يتوقف أغلبها على الشعب ذاته .
فتحي رشيد
18 /7/ 2018



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينيية (16) البنية والتركيبة الخا ...
- الماركسية والدين
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينبة (14) التدمير الذاتي أو التآ ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينيية (13 ) الثورة الفلسطينية بي ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (12) ب إعادة إحياء خيار ال ...
- مخيم اليرموك مابين تَتَر العصر الحديث والعدالة الدولية
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (11 ) أ : نهج إعادة إحيا ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية 10 مراجعة نقدية لمسيرة القض ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (9) المجلس الوطني الفلسطيني ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (8) فلسطين تستنهض الامة
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينيية (7 ) الأمة العربية مابين أ ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (6) مابين مركزية القضية الف ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (5) مابين تهويد فلسطين وصهي ...
- السقوط الأخلاقي لما يسمى العالم الحر
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (4) الفلسطينيون مابين الحكم ...
- ثقافة القتل و الهمجية
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (3) المصالحة الفلسطينية -ال ...
- نداء مستعجل ....ياأحرار وشرفاء العالم أنقذوا الغوطة
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية(2) دعوة لإعادة و (إحياء ) ا ...
- قراءة جديدة للقضية الفلسطينية (*) في ضوء تساؤلات البدائل الم ...


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - قراءة جديدة في القضية الفلسطينية مراجعة تاريخية لقراءة واقعنا الفلسطيني ( 15 ) :