أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - ثقافة القتل و الهمجية















المزيد.....

ثقافة القتل و الهمجية


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 03:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفارقات أن تقوم أغلب وسائل الإعلام العربية بالسخرية من تصريحات بشار الاسد خاصة تلك التي أكد فيها يوم 4/ 3 / 2018 لوسائل الإعلام . " عدم وجود أي تعارض بين الهدنة الإنسانية التي أقرها القرار الذي أصدره مجلس الأمن بالرقم 2401 وبين الأعمال القتالية التي يقوم بها الجيش السوري ضد الإرهاب وهي تعلم تماما فحوى القرار وأبعاده , و من تابع المفاوضات التي أوصلت مجلس الأمن إلى ذاك القرار , بعد ثلاث أيام من المداولات والاتصالات التي كانت تجري خلق الكواليس سرا , عليه أن يعرف أن هذا القرار تم التوافق عليه بعد أن وافقت أمريكا عليه أولا ومن خلفها إسرائيل , لتقوم روسيا بالتعديلات المطلوبة عليه بما يتيح لها القيام بالدور الذي تعجز عنه كلا من إسرائيل وأمريكا .
والقرار لا ينص على وقف الأعمال القتالية ,بل يطالب بهدنة إنسانية لمدة شهر. والأهم أنه يؤكد على استثناء الجماعات الإرهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة والتنظيمات الأخرى المرتبطة بها منها .مما يعني أن القرار يعطي لبقايا الجيش السوري وحلفائه الحق باستمرار قصف الغوطة وأية منطقةأخرى في سوريا تتواجد فيها تلك الجماعات حتى يتم تحرير سوريا منها . وطالما أن القرار لم يحدد إسم تلك الجماعات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية , فهذا معناه أن القرار ترك الباب مفتوحا للجيش السوري لقتال وقتل كل من في الغوطة وغيرها من الأراضي السورية سواء أكان بريئا أو مجرما , طفلا أم امرأة . كما أن القرار يعطي للجيش الروسي الحق بقصفهم وقتلهم وهذا معناه أنه يعطي له أيضا الحق بحصارهم وتجويعهم ومنع الغذاء والدواء عنهم حتى الموت .
انهم صناع ثقافة القتل والهمجية حتى بات القتل حتى الموت مبررا و كل ما يؤدي إليه مثل التركيع , وكل أشكال معاناة ما قبل الموت , (من جراح أو إصابات أو حروق أو نزف أوبرد وقلة أكل وألم ونواح أومنع الماء والكهرباء ..وحتى حرمان الأطفال من رؤية الأم أو الأب وغيرها من الأمور المذلة للإنسان ) تكون مبررة أيضا . فعندما تصبح ثقافة القتل مبررة يصبح الموت البطيئ وكل شيئ يؤدي إليه حتى لو كان الحرق والتقطيع أو استنشاق غاز الكلور مباحاً ومبرراً حتى لوكانت تلك المعاناة أصعب من الموت ذاته .
ولدرجة يصبح الموت لدى الكثيرين أرحم من عذاب الجرح أو الحرق أو قطع جزء من الجسد أو بترعضو من الأعضاء. أو الاختناق بالغاز لعدة ساعات . ولهذا بتنا نرى اليوم ضمن ثقافة القتل السائدة في العالم , وبصورة ـ خاصة كما تتجسد في سوريا ـ أن القتل أصبح من أسهل الأمور لديهم , فالقتل من قبل أي مجند أو متطوع في جيش الشعب أو أي شبيح أو لص أو منحرف أو مريض نفسيا أو معقد أو.... يصبح أمرا اعتياديا مثل شربة الماء بل أسهل .لا بل و يصبح الجاني بطلا و ان مات يموت شهيدا بنظرهم !!!!! .والأعجب ان يتحول بعض الناس في لقاءاتهم على شاشة الاعلام السوري الى تأييد قطعي وطلب ملح من قبلهم لقصف اهلهم في الفوطة وإبادتهم الابادة الجماعية .
لهذا علينا أن لانستغرب هذا الموقف الدولي المتفرج ؛الذي يرى ويسمع أنات وأوجاع الثكالى والأرامل والأطفال والمهجرين والهائمين على وجوههم بلا مأوى أو ملاذ ولايفعل شيئا سوى تصريح من هنا أو من هناك , أو لايقوم في أحسن الحالات سوى بعملية توصيف لما يجري من أعمال قذرة , كونها تجاوزت قدرة العقل على الإحتمال , أو لتلك التي تتناقض مع ما تؤمن به شعوبها من قيم وأفعال يندى لها جبين البشرية ؟ .هل يعجز العالم الدولي فعلا عن القيام بأي عمل حقيقي يمكن أن يوقف قتل الابرياء ؟ .
من يصدق .أن رؤساء دول عظمى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا الحرة فقدوا القدرة على فعل أي شيئ لمنع مايحدث أو لوقفه سوى التوصيف , وفي أحسن الحالات التنديد والوعيد حتى تكتمل المحرقة ؟ أوكما عودونا بعد كل جريمة أو مجزرة أو محرقة ( أكثر من ألف حدثت واستنكرت ) يعود كل منهم لحياته الاعتيادية وكأن شيئا لم يحصل ؟
لقد كان من الأولى بوسائل الإعلام والنخب العربية , بدلا من أن تندد بأقوال وأفعال الروس والإيرانيين وبشار ومرتزقتهم . أن تندد بممثلي ورؤساءالدول التي وافقت وصوتت على القرار الذي أعطى لروسيا الحق بدعم قوات ومرتزقة قادمين من شتى أصقاع الأرض ومليشيات أخرى مسعورة قادمة من ماقبل التاريخ ,لقتل كل من تتخذ منهم (كما يقولون )العصابات الإرهابية ,وهم قلة قليلة مقارنة بالكثرة الغالبة من المدنيين والأطفال والنساء والعجز,رهائن . إننا نعلم كما يعلمون هم ويعلم بشار الأسد وتعلم روسيا وإيران أن تلك الدول ورؤسائها لو كانوا جادين أو ينوون وضع حد لما حدث ويحدث لأوقفوه منذ سبع سنوات.
ونسأل هؤلاء المدعين المجرمين : إذا كنتم تعرفون كما تقولون "أنهم رهائن " فلماذا تقصفوهم بالنابالم والبراميل المتفجرة والسوخوي والكيماوي ؟ إذا كنتم تعرفون أن أغلب أهل الغوطة هم رهائن فلم تحاصرونهم وتمنعون عنهم الغذاء والدواء منذ سبع سنوات ؟ لماذا لاتجازفواوتخلصوهم من خاطفيهم ؟ إذا كنتم قد فاوضتم ألفا من الدواعش والنصرة الإرهابيين الصرف وأخرجتموهم من جرود عرسال سالمين غانمين , معززين ومكرمين , فلماذا لاتفاوضون اليوم من هم أقل منهم شراسة وعددا وعدة في الغوطة , ليخرجوا من بين المدنيين الأبرياء؟ لماذا تصرون على قتل المدنيين أكثر مما تقتلون منهم ؟ (قتلتتم من أطفال ونساء الغوطة ـ حتى الأن ـ مايزيد عن أعداد النصرة وداعش أضعافا مضاعفة ) ؟ أو بالاحرى لما ذا لاتوقفوا القتل بحثا عن مخرج سلمي طالما أنكم تقولون أن لا حل عسكري للأزمة ؟ أم أنكم بعد كل هذه السنوات قد تشربتم ثقافة وروح القتل التي لدى النازيين والإسرائيليين والأمريكان ؟ أم عدتم للهمجية التي للمغول والتتر ؟ إلى ثقافة القتل ؟
هل هي ثقافة القتل أم هي ثقافة الخواء والعماء ,والجبن والنذالة والخسة ,الثقافة التي لاتفرق بين البينين , تمسح وتسوي الأرض بما عليها ؟ أم لأن الثقافتين تكملان بعضهما البعض ؟ أم لأن مصدرهما في التطور والتاريخ والثقافة واحد؟
من يؤمن بسوريا , ويدافع عن سوريا عليه أن يعلم أن سياسة بشار الوحشية هي من جعل سوريا من الناحية الموضوعية والعملية , دولة محتلة ـ حسب القانون السوري ـ من قبل خمس دول وعشر مليشيات .رئيس دولة دمر ثلثها وهجر نصف شعبها , و,, إلخ لا يمكن لعاقل أومن لديه أدنى إحساس بالمواطنة والعروبة والحس الإنساني السليم . أن يدافع عنه أو عن سياسته أو عن إي موقف يتخذه بعد كل ما أحدثه في سوريا وشعبها .
ان الحرب القذرة على سوريا وشعبها مستمرة بفضل ادعاءات تلك الدول العظمى الكاذبة ووحشية النظام الذي ينفذ مخططهم ليس إلا , انه تنفيذ حرفي لمخطط الفوضى الخلاقة في المنطقة . فان كان نظام الاسد كما يدعي يحارب الارهابيين العملاء لإسرائيل والصهيونية العالمية في المنطقة لدرجة يصفها بالحرب الكونية على سوريا متهما كل الثوار الذي هبوا ضده بأنهم اداة اسرائيل في الداخل السوري لمحاربته , لذا !!!! لماذا لا يقوم هو وجيشه بتوجيه حربه مباشرة الى العدو الحقيقي ( اسرائيل ) بدلا من محاربة شعبه وسفك دماءهم باسم المقاومة والممانعة , ألم يكن الاجدر بالجيش السوري توجيه طائراته ومدافعه لاسترجاع الجولان المحتل من اسرائيل , ألم يكن الاشرف لهم أن تسقط دماء الجيش في حرب مع اسرائيل على ان تسقط في حرب دفاع عن نظام مجرم سفاح وضد من !! السوريين انفسهم .. ألم يكن من المشرف أكثر وهم يتباكون على دمار البلاد لو أن هذا الدمار كان بسبب قصف اسرائيل فعلا الظاهر للعيان لا أن يحولوا انفسهم هم انفسهم اداة طيعة لتنفيذ مخطط اسرائيل في المنطقة فأحرقوا الاخضر واليابس ودمروا البلد وأنهكوا الجيش ومقدراته الحربية وشردوا الناس وقتلوا وذبحوا واستباحوا باسم محاربة الارهاب ومحاربة اسرائيل وعملاء اسرائيل .
فتحي رشيد
8/3/2018



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (3) المصالحة الفلسطينية -ال ...
- نداء مستعجل ....ياأحرار وشرفاء العالم أنقذوا الغوطة
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية(2) دعوة لإعادة و (إحياء ) ا ...
- قراءة جديدة للقضية الفلسطينية (*) في ضوء تساؤلات البدائل الم ...
- سقوط الاقنعه (10) والاوراق المتساقطة ورقة الحكم الذاتي المحد ...
- سقوط الأقنعة(9) ورقة النخب والأحزاب والقيادات العربية(1)
- معالجة العرب بالاستسلام (3) -مَرْحَلة - الإستسلام على مراحل ...
- علاج العرب بالشعارات (2) من التحرير إلى السلام ومن السلام إ ...
- علاج العرب بالصدمات ( 1 ) صدمة -ترامب - وردود الفعل عليها
- سقوط الأقنعة(8 ) العداء بين إيران وكلا من إسرائيل والولايات ...
- سقوط الأقنعة(8 ) العداء بين إيران وكلا من إسرائيل والولايات ...
- سقوط الأقنعة ( 7)ورقة إسلام إيران
- سقوط الأقنعة(6) ورقة حزب الله
- سقوط الأقنعة ( 5 ) الورقة الروسية
- سقوط الأقنعة (4) ورقة - لعبة الأمم -
- سقوط الأقنعة ( 3) الورقة المذهبية والإسلام السياسي
- سقوط الأقنعة (2 ) ورقة المنظات الإرهابية
- سقوط الأقنعة (1 ) مهزلة فجر الجرود
- الشركاء الأعداء
- العرب والتحديات


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - ثقافة القتل و الهمجية