أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - مخيم اليرموك مابين تَتَر العصر الحديث والعدالة الدولية















المزيد.....

مخيم اليرموك مابين تَتَر العصر الحديث والعدالة الدولية


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5884 - 2018 / 5 / 26 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من شدة وهول ما جرى في مخيم اليرموك , اهتزت نفوس وجُنًت وتألمت وضُربت عقول وتشتت . واختلف الفقهاء والمنظرون والفلاسفة والسياسيون في تحديد مسؤولية المباشرة وغير المباشرة عما جرى , وفي تسمية ومعرفة من هو المجرم ومن هي الضحية واختلطت الامور بشدة ؟ ونحن في هذه المسألة لا يمكننا أن نقف على الحياد . كما طرح البعض في بداية الأحداث , حيث ـ ربما كانت الدعوة لتحييد المخيم محقة . لكنا اليوم بعد كل ما جرى لا يمكننا أن نقف على الحياد فالدمار والتدمير الحاصل في المخيم يفوق مثيله في أية منطقة أخرى في سورية , حتى زاد عما جرى في أغلب مناطق سورية التي تعرضت للدمار. وحتى تلك التي عرف أنها ثارت ضد النظام رسميا وقصفت دمشق وهددتها , مثل حرستا وجوبر وداريا ودوما في دمشق و الخالدية وبابا عمر من أحياء حمص . وهذا بحد ذاته بعيدا عن أية معطيات أخرى أمر مهم جدا و يحمل دلالات مهمة . كون أغلب سكانه هم من اللاجئين الفلسطينيين. وهنا من حق أي إنسان عاقل أن يتساءل : هل لأنهم لاجئين (غير مواطنين) ليس من حقهم قانونيا التملك والمطالية بحقوقهم كأبناء سوريا الذين يحملون الجنسية السورية ؟ وبالتالي هل يحق للحكومة السورية أن تهدم منازلهم وبيوتهم وتطردهم من هذا المكان أو الأرض التي قام عليها المخيم ؟ وهنا علينا أن نتذكر أن المخيم من اسمه هو أساسا مكان للإقامة المؤقتة للاجئين الفلسطينيين حتى يعودوا لديارهم التي طردوا منها في فلسطين . لكن و نتيجةً لتتالي سنوات انتظار العودة المأمولة للاجئين الى فلسطين واعتيادهم على حياة اللجوء فقد تحول المخيم مع الوقت وكأنه مكان للإقامة الدائمة لهم , لا بل أصبح أفضل للإقامة بالمقارنة من كثير من أحياء سوريا الشعبية ,حيث انتشرت فيه الأسواق والمحال التجارية والمطاعم والمكاتب والمشافي والمستوصفات والعيادات الخاصة والبنوك والمصارف والمدارس والمكتبات ومكاتب بيع السيارات والمكاتب العقارية وأماكن اللهو ..إلخ بأكثر مما هو موجود في أي حي من أحياء العاصمة ,فارتفعت فيه أسعار المحال والبيوت بأكثر مما هي هي عليه في كثير من أحياء دمشق .
فهل طال بهم المقام ؟ هل طالت إقامتهم ؟أم طابت لهم حياة اللجوء .. , والآن وبعد التدمير المريع للمخيم الذي يعتبر أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا وأهمها نستذكر قوله تعالى " وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " ومن هذا المنظور ربما يكون ما حصل للمخيم رغم أنه بمثابه صدمة كبيرة للجميع وبمنظور آخر هو شر لا بد منه لنعي ونفهم تماما نحن اللاجئين أن لا وطن يسعنا إلا وطننا ولا وجود لأي بقعة في الارض لأن تكون بديلا عن فلسطين مهما طال بنا الرحال .
وكأن ما حصل رغم بشاعته وصعوبته على الجميع إلا أنه يضعنا أمام موقف صعب و بطريقة ما ينبهنا بأننا لسنا أكثر من لاجئين في البلد المضيف ولا يحق لنا التملك ولا المطالبة بحقوقنا ولا الدفاع عنها بقوة ولا عن انفسنا في مثل الحالة التي وقعنا بها وبأنه يتوجب علينا فقط السعي والعمل الدؤوب فقط للعودة الى الديار وتوحيد الصف الفلسطيني وهو ما نحن أحوج اليه أكثر من أي وقت مضى بغض النظر عمن كان السبب ,ومن يتحمل المسؤولية عن هذا الدمار الرهيب لأنه سوف يدخلنا في نقاشات بيزنطية لانهاية منها.
ولكن كثيرا ما تقدم النهايات والنتائج تفسيرا أصح عن البدايات التي نختلف عليها وعلى مسبباتها ولذلك من المفيد تناول ما جرى من الآخر ثم سنعود للأول والبدايات لنستنتج من هو المسؤول عما حصل .
فما حدث بعد تدمير المخيم من تعفيش وفتح المجال لمدة ثلاثة أيام للجنود والشبيحة واللصوص للقيام بسرقة كل ممتلكات اللاجئين وغير اللاجئين بما فيها نزع "ملابن " الشبابيك والأبواب القائمة أمر غير أخلاقي وبشع وقذر يرتقي إلى مستوى جرائم الحرب , والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية .ولا أبالغ إذا قلت أنها تشبه إلى حد ما السماح للمجرم الحاقد لأن يقوم بعمليات التنكيل بجثث الأموات . بسبب أن المخيم فرغ من الحياة , و لم يبقى فيه من يدافع عنه وعمن نلقي عليه المسؤولية , "لا من داعش ولا من عافش ولامن حامس" . وهذه مسألة لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يختلف معنا عليها ,باعتبار أن كل من سمح ويسمح بذلك أوكل من سكت ويسكت عليه هو مجرم يجب أن يقدم للعدالة . وهي وإن كانت تذكرنا بما فعله "تيمورلنك " قبل حوالي 1700عام (1336م) في حلب ودمشق حيث تركها الأخير والأول مستباحة للتعفيش والتخبيص اسبوعا كاملا . ومن هنا قد يكون حاليا الآمر بالتعفيش أرحم من تيمور الأعرج كون النظام أخرج سكانه من قبل .
هل كان السماح بالتعفيش عملا من أعمال الانتقام ؟ أم عملا يقصد من وراءه منع أوعدم السماح لأي إنسان مهما كان وسواء أكان مؤيدا أو معارضا للنظام , من التفكير بالعودة للمخيم ؟ بما يسمح لفئات من لون معين من البقاء في دمشق ,أو بمعنى آخر لتنظيف دمشق من كل هو معادي للنظام العلوي الشيعي . وما يدفعنا ويبرر لنا قول ذلك مع أنه يدخلنا في مسألة إشكالية تتعلق بكون من طالهم التهجيرفي المخيم وغيره من المدن والبلدات والقرى السورية كانوا من السنة فقط ؟ وهذا يذكرنا بما فعله تيمورلنك الذي وإن لم يكن شيعيا أوعلويا , فمن المثبت أنه كان من الناقمين على مافعله معاوية مع علي كرم الله وجهه ومن المحبين لعلي ولرسول الله .ولهذا كان حاقدا على السنة , وانتقم من أهل حلب ودمشق كونهم تقبلوا حكم معاوية . وهو ما قد يكون ما أراد فعله اليوم الرئيس "بشار الأسد " من خلال تهجير السنة أو لإجبارهم على الركوع والخنوع تحت مسمى "العودة لحضن الوطن " . بدليل أن ذلك قد تم بدعم من الميليشات الشيعية للإنتقام من قتلة الحسين في القصير ودمشق وقد يكون بتحريض منهم , وبدعم واضح من بوتين ولافروف روسيا الذي قال علنا "إن لم ندعم الأسد فإن السنة سوف يحكمون سوريا والمنطقة " .وبصمت من أمريكا واستحسان من أوروبا التي تقيم أفضل العلاقات مع إيران الشيعية .
ورغم ما جرى في المخيم من الألف الى الياء علينا أن نؤكد إلى أن من واجب الدول المضيقة للاجئين الفلسطينيين أولا وقبل أي شيء آخر حق الحماية والسلامة ,إضافة لحق التعليم المجاني والصحة والعمل .. إلخ الواردة في ميثاق المفوضية العامة للاجئين والأونروا . خاصة بعدما ثبت للقاصي والداني أنه لم يكن بمقدور اللاجئين الدفاع عن مخيماتهم ضد إرهاب دولي تكاثرت الدول والقوى العظمى على مجابهته ولم تقدر ,كونها منعت عنهم الأسلحة ليدافعوا بها عن أنفسهم , وكونها هي من تتحمل مسؤولية ظهور هؤلاء الإسلاميين المتطرفين بعد أن أخرجتهم من السجون , ولا نقول بأنها ربما هي التي سمحت لهم أو سهلت لهم عمليات الدخول إلى المخيم .لذا يتحتم على الدولة المضيفة وأجهزتها الأمنية والعسكرية الدفاع عن اللاجئين وتحمل كافة المسؤوليات الاخلاقية والتي تفرضها القوانين الدولية .حيث يتحمل النظام المسؤولية كل ما جرى .
و أين هي العدالة الدولية التي تضمن حق الحياة الكريمة للإنسان بما فيه اللاجئ , ألأنه إنسان مغلوب على أمره!!!!
أم يتوجب على من تعرض من اللاجئين للظلم وتدمير ممتلكاتهم والتهجير أكثر من مرة رفع شكاوى إلى محكمة الجنايات الدولية كونها هي المسؤولة عن معاقبة تلك الانتهاكات كيلا تتكرر ثانية .من أجل صلاح وصالح الحياة البشرية ؟
فتحي رشيد 25 / 5 / 2018



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (11 ) أ : نهج إعادة إحيا ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية 10 مراجعة نقدية لمسيرة القض ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (9) المجلس الوطني الفلسطيني ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (8) فلسطين تستنهض الامة
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينيية (7 ) الأمة العربية مابين أ ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (6) مابين مركزية القضية الف ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (5) مابين تهويد فلسطين وصهي ...
- السقوط الأخلاقي لما يسمى العالم الحر
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (4) الفلسطينيون مابين الحكم ...
- ثقافة القتل و الهمجية
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (3) المصالحة الفلسطينية -ال ...
- نداء مستعجل ....ياأحرار وشرفاء العالم أنقذوا الغوطة
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية(2) دعوة لإعادة و (إحياء ) ا ...
- قراءة جديدة للقضية الفلسطينية (*) في ضوء تساؤلات البدائل الم ...
- سقوط الاقنعه (10) والاوراق المتساقطة ورقة الحكم الذاتي المحد ...
- سقوط الأقنعة(9) ورقة النخب والأحزاب والقيادات العربية(1)
- معالجة العرب بالاستسلام (3) -مَرْحَلة - الإستسلام على مراحل ...
- علاج العرب بالشعارات (2) من التحرير إلى السلام ومن السلام إ ...
- علاج العرب بالصدمات ( 1 ) صدمة -ترامب - وردود الفعل عليها
- سقوط الأقنعة(8 ) العداء بين إيران وكلا من إسرائيل والولايات ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - مخيم اليرموك مابين تَتَر العصر الحديث والعدالة الدولية