حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5963 - 2018 / 8 / 14 - 22:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من أبرز سمات الحالة الوطنية المصرية والتي يمكن أن تميزها عن الحالة العربية والحالة الإقليمية الشرق أوسطية .. هو أن من بين مختلف تيارات الفكر السياسي المصري - تاريخياً منذ تبلور الوعي السياسي المصري وحتي تاريخه - لم يتبني أي تيار سياسي مصري فكرة النشاط المسلح والعنف السياسي المنظم أو الغير منظم في مواجهة المجتمع أو الدولة ، أو أي من المختلفين معه سياسياً أو فكرياً أو عقائدياً ، ولم تتسلح قوي سياسية منظمة مصرية علي مدي تاريخ الحركة الوطنية المصرية ، إلا في حالة تاريخية واحدة ، هي مقاومة الأجنبي المحتل والتي انخرطت فيها معظم التيارات والتنظيمات الوطنية المصرية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار ..
فيما عدا ذلك فقد كان خرق هذه الظاهرة كاستثناء دائم ، وواضح وجلي أمام البصائر التي تري الحاضر وتقرأ التاريخ جيداً وقفاً علي تيار التأسلم السياسي الفاشي بما أفرز من تنظيمات وجماعات تبنت العنف المسلح في واستباح عنفها المسلح - منذ أربعينيات القرن الماضي ومروراً بتسعينياته وانتهاءً بما جري ويجري في الألفية الثالثة - أهدافاً وأرواحاً ، وممتلكاتاً خاصة وعامة في أرجاء وأعماق متفرقة من المجتمع المصري ، وأصاب غالبها أرواح ودماء لأفراد من الشعب المصري العادييين المسالمين الذين لم يكونوا طرفاً في أي صراع أو قتال بين هذه الجماعات وبين أجهزة الدولة ، فضلاً عن حصد أرواح ودماء جنود وموظفين عموميين بجهاز الدولة المصرية وتخريب وتدمير منشآتها ..
ظاهرة استخدام السلاح في حسم الخلاف السياسي لم تثبت تاريخياً في حق أي من تلك التيارات المكونة للتنوعات السياسية المصرية إلا في حالة تيار التأسلم السياسي فقط ..
هذا ليس كلاماً نقتطفه كأسطر من صفحات تاريخنا الحديث للتندر أو القص الشيق ، وإنما لوضعه أمام كل من يتعاطي في الشأن المصري العام للتدبر والتفكر في شأن تيار سياسي فاشي الطابع ومعادي للديمقراطية والحياة المدنية ويعاني من قطيعة مزمنة مع التقدم والحداثة ، يري البعض من آن إلي آخر تعويمه وإنقاذه من عاره التاريخي واعتباره أحد أعضاء الجماعة الوطنية المصرية ، والمناداة بمصالحة مجتمعية معه ، وبغض النظر عن كون أولئك البعض قد يبرزون من بين صفوف المولاة للسلطة أو أولئك الذين يعبرون عن تلك الفكرة بشكل أم بآخر من بين صفوف الفعاليات السياسية والشعبية المصرية المنتمية لبعض القوي الوطنية المدنية المعارضة للسلطة
ــــــــــــــــــــــ
حمدى عبد العزيز
10 أغسطس 2018
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟