أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وليد يوسف عطو - صناعة الدكتاتور :صدام حسين نموذجا














المزيد.....

صناعة الدكتاتور :صدام حسين نموذجا


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 23:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


صناعة الدكتاتور :صدام حسين نموذجا

مادة المقال ماخوذة من كتاب ( الدكتاتور بطلا ) ,تاليف رياض رمزي ,ط1- 2018 – اصدار : دار سطور للنشر والتوزيع – العراق – بغداد – شارع المتنبي .

- كيف تم ترويض الجمهور وتحويله الى قطيع؟
- كيف تم تسليم صدام حسين مصير الامة والمنطقة , ثم وقف الجميع امامه مكتوفي الايدي , على طريق رجال المافيات حيث تنتهي المعارك بينهم بانتصار الاكثر ذكاء والاقوى والذي والذي يعمل على ابادة الاخرين .
- لماذا بعد ظفره بكل السلطة تصرف بطريقة غير عقلانية عرض السلطة والوطن للضياع؟
- لماذا قام باحتلال الكويت الدولة الجارة والصغيرة ردا على حدث يحدث باستمرار وهو تخفيض سعر البترول ؟
يقوم المؤلف رياض رمزي باستخدام منهج علم النفس والمنهج التفكيكي والبنيوي والى ادوات فكرية متعددة لتحليل شخصية صدام حسين .
ان المجتمعات التي يحكمها قادة من طراز صدام حسين تكون العلاقة بين الشعب وبينه علاقة العبد بالسيد .صدام لايخضع لاية محددات وقوانين .فهو من يشرع القوانين ويبطلها بارادته هو .

ان حكامنا الجدد تعلموا ان شرعية الحاكم قضية ثانوية ,فصدام حكم لعقود من الزمن دون اية شرعية . فالطاعة والاذعان صيرتا الشرعية قضية ثانوية لاتقلق الحاكم .لقد تعلم حكامنا الجدد في ظل الاحتلال الامريكي من صدام حسين ان التقديس يلعب دورا انضباطيا مهما .

فتقديس صدام حسين يقابله اليوم تقديس المرجعية الدينية التي ينتسبون اليها .يقول رياض رمزي ان صدام حسين فرض فهمه للعالم على العراقيين بطريقة تعود جذورها الى طريقة تصوره لعالمه المتخيل , الذي صبغته وترسبت فيه نماذج لابطال قرا عنهم وتشبع بسيرتهم فاقاموا حاجزا بينه وبين الواقع الفعلي مثل خالد بن الوليد وسعد بن ابي وقاص والقعقاع ولا يذكر صدام في خطبه الصحابي سلمان الفارسي ولا مؤذن الرسول بلال الحبشي .

ان البحث عن العلاقة بين صدام وبين ابطاله , ومنهم ستالين الذي لم يذكره المولف ,وايجاد الموروث الذي ربط بين صدام بنماذجه سيعطي فهما افضل لدوافع قراراته عندما حصل على اعلى سلطة في العراق .هنالك كتابين مهمين استند اليهما المؤلف , الاول (26 يوما مع صدام حسين )تاليف كرس فورد,ولثاني ( استجواب الرئيس )للمحقق جون نكسون الذي قام بالتحقيق مع صدام حسين .

تبين من خلال التحقيقات التي اجريت ان صدام لم يقرا عن تاريخ ايران وهو الذي خاض ضدها حرب الاعوام الثمان , ولا يعرف شيئا عن طبائع الفرس الذين يشتهرون بالعناد والمطاولة .ان صدام خاض الحرب ضد ايران وهو لم يدرس خصال القومية الفارسية التي لعبت دورا في تاريخ المنطقة منذ زمن غارق في القدم . لقد اراد صدام ان يلعب دور القعقاع الجديد لتوحيد العرب المسلمين ,لكن الحرب جعلت حكام الخليج يرتمون اكثر فاكثر في احضان الغرب .

وعندما انتفت الحاجة اليه سقط خطابه .لقد خرج صدام بعد انتهاء الحرب مع ايران معتمرا العقال العربي والفوطة البيضاء ليثبت لعرب الخليج ان انتصاره مهدى اليهم , لكنهم خذلوه , وذلك لان الذاكرة الجديدة والهوية الجديدة التي صنعتها الثروة الاسطورية والانعطافة الهائلة في التفكير نتيجة التحالف بين هؤلاء الحكام والراسمال الغربي لم يعد فيه مكان لبضاعة قومية او وطنية او دينية .
عندما سال المحققون صدام عن سبب اعدام رفاقه بعد الاجتماع الشهير في قاعة الخلد عام 1979 قال انه تعرض لخيانة من اعز رفاقه .لقد كان تصرف صدام وهو الحاكم الاعلى للعراق ليس تصرف رجل دولة بل تصرف زعيم عصابة خانه بعضهم وحاولوا طعنه في الظهر , حسب ادعائه ,دون ان يذكر وجود اختلافات في الراي .

وعندما طلب منه المحقق ذكر الاسباب امتنع صدام وقال انها اسرار الدولة .ولا يسعه الكلام عنها . ان صدام يقوم بالسرد في شرح بطولاته امام المحققين الامريكان . واهم مايجب الوقوف عنده هو سعة مخياله وتحول الخيال الى واقع متناسيا هزيمته واحتلال البلد وهو يتكلم عن بطولاته كي يحصل على بادرة اكبار من المحققين الامريكان .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة المثقف ومراكمة راسماله
- تساؤلات مثيرة حول احداث 14 تموز 1958
- انثرو بولوجيا السياسة
- تسليع الشعارات الثورية
- تزوير نتائج الانتخابات واليسار العراقي
- بدايات ظهور الاسلام
- الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي
- محمد من مكة الى المدينة
- موقف العقيد محسن الرفيعي من اداء الضباط الاحرار
- بعض من اسرار حركة 14 تموز 1958
- بعض الخفايا عن حركة 14 تموز 1958
- الازدواجية احدى مشكلات الهوية الانثوية
- هوية الجندر والموضة
- هوية الانثى من الناحية الثقافية
- البحث في الهوية الانثوية
- اسماء اطلقت على العرب المسلمين
- علاقة الشعوب المقهورة بالاسلام
- هوت التحرير في خدمة الانسان
- الانحياز الى لاهوت الرجاء
- تهنئة الى اسرة الحوار المتمدن


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وليد يوسف عطو - صناعة الدكتاتور :صدام حسين نموذجا