أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - تربية المشاعر














المزيد.....

تربية المشاعر


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5946 - 2018 / 7 / 28 - 01:47
المحور: كتابات ساخرة
    


يتهمني بالغيرة، بالحقد، بالتّخلف، بالدونية، وبأشياء أخرى أخجل أن أتلفّظ بها.
أحبّه لأنه رجل. لم أدقق في هيئته يوماً. لدي جوع عاطفي أحلم أن يعوّضه لي، ومستمرّة في الأمل حيث أن جملة "محكومون بالأمل" أصبحت من المقدسات اليوم. قلت لابد أن قائل الجملة قد جرّب الأمل.
أرغب أن أقبّل قدمه كنوع من الوفاء بينما يشتم أمّي وأبي. وأقسمت بيني نفسي أن أحافظ على شرفه، فلا أبتسم في وجه رجل، ولا أظهر مفاتني، فأضع فوق القمطة التي أضعها على رأسي برقعاً كي لا يرى وجهي رجل م
يحب محشي الكوسا الصغير الحجم والذي يحتوي القليل من الرّز، والكثير من اللحم. البارحة ذهبت إلى الدكان اشتريت أربعة كلوات كوسا ،وبينما كنت أحفر الكوسا وقع ابني الصغير من السرير، وضعته على صدري يرضع بينما أطبخ المحشي. أنا أقدّسه ولو احتاج أحد أعضائي لوهبته- أعني زوجي-
بينما كان يأكل المحشي بنهم، ويقرأ الشّعر، ويرتشف بعض النبيذ. توقّف فجأة عن الأكل وقال لي أين المازة؟ أريد أن أتمتّع بالحياة أولاً ثم آكل. قلت له: لم يكن معي اليوم ثمن المكسّرات ، وهجمت على يده أريد أن أقبلها كي يغفر لي خطيئتي، قذف بصحن المحشي على وجهي، فاحترق الجلد حرقاً خفيفاً، بقيت واقفة أمامه. أرغب أن لا يزعج نفسه. أنا مذنبة لو شاء فليضربني أرغب أن تنتهي القصة هنا. لا أمانع أن يخرج ويتمتع مع امرأة أخرى، ذهني منفتح على عبادته.
لا زلت أعبده مع أنه طلّقني، وسحب أولادي مني، وأعطاهم لأمّه كي تربيهم، ولا أراهم. قال أهل الحيّ أنني أستحق الطلاق لأنّني لا أهتم به. أعني هو-أي زوجي- أسميه هو عند الحديث عنه لأنني أخجل أن أقول اسمه.
لم يمرّ وقت طويل حتى رأيت رجلاً في الشارع يمسك بزندي بقوة. قال لي: أحبّك. هل تتزوجينني؟ دقٌقت في وجهه. أعجبني. قلت : نعم . قال لي: ليس معي ثمن المهر. قلت: لا عليك فقد كان مهري ألف ليرة ذهبية ولم أتقاضى منها قرشاً، فقط أتمنى أن لا تطلقني. قال لي: لا أستطيع إعالتك. قلت حسناً أنا أتكفل بك وبنفسي كزوجي السابق. تزوجنا على شرع الله ورسوله زواجاً حلالاً لاريب فيه .
كلما كنا نشرب القهوة معاً يمسك بيديّ، ويقول لي أناملك كالحرير. كلما أتيت من الدّكان ومعي عدّة المحشي. يقول لي افتقدتك، وفي مرّة أتيت لأقبّل رجله، قال معاذ الله " بنت عمي أنت تاج رأسي"
أعطاني الحبّ السلام. وفي جلسة ودّية طلب مني أن أحترم نفسي أكثر، لم أفهم ما قال. سألته كيف يكون ذلك؟ قال: الأمر سهل. تمتّعي بالحياة. متى شعرت بالمتعة، وأحببت نفسك يتغير العالم حولك، وفي ليلة حبّ جميلة. رأيته يرتجف ثم يقع أرضاً ويظهر من بين الحطام أجهزة دقيقة. قرع جرس الباب، ظهر شاب في الثلاثين من عمره، وقال لي اخترعت هذا الروبوت الذي كان زوجك كي أقارن بين مشاعر الرّجل الرّوبوت والرجل الحقيقي، واليوم انتهى عمله فأتتني إشارة كي آتي وألملمه.
هل يمكن أن يكون الرّوبوت بكلّ تلك الرّقة؟
هل يمكن أن تعيد خلقه أيها الشّاب، وتعيده إليّ. لا يمكنني البقاء بدونه.
أجابني أن التجربة نجحت على النّطاق العاطفي، وفشلت على النطاق التقني، وتلك الحطام لا يمكن إعادتها للحياة، لكنه وعدني بمنتج حديث سيقدمه لي كتجربة ثانية، وإن نجحت التّجربة يمكن للمرأة أن تختار رجلاً تحافظ على شرفه وتخاف أن يطلّقها ، أو روبوت، والزواج نصيب، فقد يكون للروبوت شريراً.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوبي الجديد
- ترامب وحق المواطنة
- سيف عنترة
- ساعة لا ينفع النّدم
- قصة قصيرة
- جينات حميريّة
- قمة هلنسكي أصبح اسمها اجتماع هلنسكي
- لا تعوّي حيث لاينفع العواء
- من قصص العولمة المظلمة
- وسائل التّواصل الاجتماعي وتطبيع العداء المجتمعي
- المختلف هنا لايقتل، فأنت في السّويد
- الحديث الأخير عن الوضع السّوري
- يجب أن يحول الأسد وضباطه إلى محكمة جرائم الحرب الدولية
- ماذا لو ابتعدنا عن الإعلام الاجتماعي ؟
- عن الصّفحة الثّقافية في صحيفة إكسبرسّن السّويدية
- سهرة في الهواء الطّلق
- كن شتّاماً تصبح سوريّاً مناضلاً
- إلا الدّبكة!
- قد نشبه كروم العنب
- عندما يكشف مسؤول أمريكي الأسرار


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - تربية المشاعر