أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الحادى عشر-














المزيد.....

-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الحادى عشر-


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 27 - 10:46
المحور: الادب والفن
    


الفنان خالد نصار
الفنان خالد نصار من جيل تربى في عمق الألم بداخل الدمار المتعمد، حتى وصل الأمر بالتدمير لتخريب أدمية الإنسان، إنه من فئة الفنانين الذين يشعرون بالحصار وهى تتساءل : كيف يكون هناك فن يذوب في الموسيقى المتناغمة مع الحياة بالتوازي مع التدمير المستمر والدائم ؟ أما الذين يشغلهم البحث عن المكاسب على حساب القيم .. ودون اهتمام بالوطن فهم كثيرون .
أعمال الفنان خالد نصار ربما لا تعكس عذاباته الداخلية .. لكنها توحي بتلك العذابات عندما يحاول التخلص في لوحاته من كل أثار الواقع المعذب ، فهو بشكل ما عندما يحاول التخلص من أثار الواقع فهو يرتبط به ، ربما يفعل ذلك واعيا أو بدون وعى .. لكن لا يمكن – من ناحيتي على الأقل -عند النظر لأعماله افصل الإشكال التي يحققها بألوانه، عن الفكرة العامة التي تملك تفكيره وتسيطر على وجدانه.
ولوحة الرحى لخالد نصار التي توحي بالتراث والتاريخ والدفء العائلي ، يجتمع في صياغتها زخم من التجليات الشكلية واللونية، تصب في قوالب جمالية توحي بالسعادة والرضا والانسجام .
في اللوحة حركة هادئة منسجمة مع ابتسامة الأم الراضية وابتسامة الابنة المصاحبة لها
جلسة الأم توحي بالهدوء والرضى بما قسمه لها قدرها، وجلسة الابنة التحفز والاهتمام بقدرها المرتقب الذي ستحمله يوما ما، وها نحن ننصت للأغاني :
أنا يا رحى ووين نطريك يخطر الغيبا علينا
ينهال الدمع ويجيك دقيقك عجينه
عز الولد عقال وازناد
وعز البنات الرزينة وعز الوطن سيل براد
يخلف نواوير زينة
يا ريتني طير وانطير
وجناحي على الأرض هافي
نجي لحوشكم يا غوالي انعيد ونقلع أريافي
ما تجي محبة بغصب ولا بد من عند جافي
ولا في البحر ينحفر بير
ولا في العدو قلب صافى
إنها رجع الصدى لأصوات ذات دوى أبدى، صوت الأمل، الدفء، صوت حب العائلة، وحركة المحراث في الأرض وأغاني الحصاد.
إنها ترديد لأنين الناس في صبرهم الأبدي أثناء صراعهم مع الحياة .
ومع الرحى أغاني تحكى الحكايات التي ورثناها واستقرت في وجداننا .. أن رجع هذه الأصوات التي بلغت قمة الصبر والمعاناة، تترك لدينا غلالة من الحزن تنعكس على تاريخنا ونفوسنا ، لكنه حزن محبب نستعذبه عندما يتوغل بدواخلنا ، ففيه من الجلال ما يأسر القلب ذلك أنها تملك ارتباطها الطويل بصراعنا من اجل الحياة، ومن اجل ما نؤمن به من قيم يتعدى حدود الحياة والموت.
وعندما نعاود تأمل اللوحة نسرح ، ونفكر أثناء السرحان، أنها لوحة تحمل فلسفتها ضد الوحدة ، وفى الوحدة تتبدى الحياة الإنسانية في ضعفها وعجزها وتجولها في الحياة كأنها تجول في عراء موحش .
لكن هاهي الأم والابنة معا .. في انسجام عائلي فريد .. نحن هنا أمام تقديس الفاعلية الإنسانية وعدم عزلها عن العالم .. وهو ما يمنح الإنسان قيمته وعظمته التي تتبدى في تراثه وفنه وأغانيه وحكاياته التي تتمدد بجذورها في مجاهل الزمن .
وهكذا تتبدى لنا لوحة الرحى ، أنها تحمل الحزن المختلط بإيقاع الأغاني ، وفى اللحظة التي نقف فيها أمام اللوحة ، نشعر بجانب عناصر البناء الفني، حياة كاملة سبقتنا إلى الوجود ، و منحتنا الوجود ..
-----------



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الثانى عشر-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االتاسع-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء العاشر-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االسابع-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الثامن-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االخامس-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االسادس-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء الثالث-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االرابع-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء الثاني-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الأول
- تخريفات مفلس للخروج من الخرابة
- تأملات بشرى في الاحوال البشرية !!
- سيناء وضحايا الأكاذيب الكبرى
- مقدمة لديوان (على ذاك الكثيب)
- قراءة في مجموعة - لم يكن حلما -
- اسكت، حتى ياتى يوم ذبحك
- غزة ، مشاهد من الحياة
- في الانتصار المدوي للمقاومة
- غزة ، والحكايات


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الحادى عشر-