أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - عابرون














المزيد.....

عابرون


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5944 - 2018 / 7 / 25 - 16:20
المحور: حقوق الانسان
    


عابرون إليكم في ليلة مظلمة شديدة السواد, عابرون والريح العاتية تحفر في وجداننا جميعا, عابرون في الشتاء وعابرون في الصيف الحار عابرون من أربعة فصول, عابرون والشهوة للخلاص تملئ أمعائنا,عابرون ولا كتف نتكئ عليها غير كتفكم,عابرون وكل شيء من حولنا كأننا نعرفه من مئات السنين, البيت والقلعة والأسوار وأعمدة الدخان, وامرأة جالسة القرفصاء على باب بيتها, عابرون والله يلطف بنا, عابرون ولا ندري من أين يأتي فصل الكلام وسحب الكلام وقصائد من عنبر,عابرون ولا أحد يعرف مداخل ومخارج العبور غيرنا, عابرون والسنين الضائعة تلهث خلفنا, عابرون من الموت إلى الحياة, عابرون من القلق إلى الاستقرار, عابرون من الخوف إلى الاطمئنان, عابرون ولا ندري كيف قطعنا كل هذي المسافات...عابرون من المدن الحزينة على خيولٍ لها أجنحة,عابرون من المدن الكئيبة, عابرون لنروي لكم قصص الكآبة في مدننا الكئيبة, عابرون وليس معنا طعامٌ إلا أحزاننا الكبيرة والكثيرة , عابرون ومعنا رواية آلامنا الطويلة, عابرون وسكاكين الغدر مزروعة في ظهورنا, عابرون ورسائل الشوق تنبع من عيوننا, عابرون والله أعلم بما أسفرت عنه حكايات الموت وقصص الانفجار الثوري في أعماقنا, عابرون ولا أحد يعرف متى عبرنا ومن أين عبرنا ومتى سنعود.
عابرون وعيوننا مغمضة ونصلي من أجل أن يعم السلام بين الإخوة والأقارب قبل الغرباء, عابرون لكي نتواصل مع أبناء العم وأبناء الخال, عابرون والدهشة في جيوبنا المثقوبة من أثر الزكام في العام الماضي, عابرون وكل المدن الحزينة تعرف قصصنا ورواياتنا التي كتبناها بالدمع الساقط من خدودنا, عابرون وهكذا هي قصة العبور بين الموت والحياة والهدم والبناء وموج البحر المتلاطم بالعينين, عابرون مثل الثيران الهائجة في سهول عالم أفريقيا المجهول, عابرون والله وحده يعلم عن قصة العبور التي كتبناها بالدم النازف أرجلنا.
عابرون من صحراء عربية ليس فيها أي معنى للكلمة أو للحرية, عابرون من مدينة ليس فيها صحيفة واحدة تنشر أسماءنا إلا في صفحات الموتى, عابرون من مدينة تشتعل بالأحلام كشعلة أولمبية وفي الصباح تنام كجثة هامدة على قارعة الطريق, عابرون من مدينة أمية لا تقرأ إلا الكف ولا تكتب إلا عن قصص الغرام بين الإنس وبين الجن, عابرون من مدينة فيها يعشش الموت في كل مكان, عابرون من مدينة تحكمنا بلغة الخوف ولغة جز الصوف وهندسة بناء السجون, عابرون من مدن أضواءها مطفية وطلائها معتم والأكسجين فيها معدم, عابرون من مدينة نائمة تحرسها أبشع أنواع الكلاب المطرودة من الأودية والجبال, عابرون والناس لا تسأل عنا كيف أتينا ومن أين شربنا وأكلنا, عابرون لنكتب قصصنا للكبار وللصغار وللذين لم يأتوا بعد.

عابرون والعبور هو المنجي الوحيد لنا, عابرون من قصص الألم والواقع المخزي إلى قصص ألف ليلة وليلة, عابرون ولا شيء يصدنا عن العبور, ومشينا على الشوك ونحن حفاة.

عابرون وإلى أين المسير؟ عابرون ومتى سنستريح من قصص المدلسين؟ عابرون ومن يحملنا على كتفيه؟ عابرون ومتى سيستحي الناس من سرد القصص المزورة عن قصة عبورنا من الظلمة إلى النور؟ عابرون وليس لنا حل إلا العبور, عابرون وليس لنا طريق مفتوحة إلا طريق العبور, عابرون وليس يحمينا من أمتنا إلا العبور, عابرون وليس بأيدينا أن نرسم طريقا لخطة العبور وليس بأيدينا وسيلة نكتب بها أقدارنا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط فتحوا مصر للمسلمين
- كيف تشكلت الديانة الإسلامية؟
- خلف المسيح توجد مبادرة
- لقمة خبزنا مغمسه بالدم
- ذكرى وداع أُمي
- اطردوني
- بول البعير وبول البقر
- المسلسلات البدوية الأردنية
- رب العالمين
- لويش نضحك على بعض!!
- صوت الحزن
- جِدّي جِدّي يا جِدّي
- أنا مسؤول عن ظلم أهلي
- أجمل ما قيل عن الأمهات
- الوضوء من الحنفية
- الصلوات الخمس
- المسيح في العهد القديم والجديد
- مشكلتنا نسيان الحب
- كتابي الجديد: المسيح في حياتنا
- قطع الطريق


المزيد.....




- وزيرة الداخلية الألمانية تعلن أنها لا تؤيد ترحيل جميع اللاجئ ...
- وسائل إعلام إسرائيلية: حماس قدمت للوسطاء قائمة بالأسرى الأحي ...
- الأمم المتحدة: الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإسراع في محاكمة نتنيا ...
- الأمم المتحدة: ندعو لتجنب انتهاك سلامة الأراضي السورية
- حماس: نتنياهو غير جاد في إبرام صفقة تبادل الأسرى
- الامم المتحدة : نقف ضد أي انتهاك لوحدة اراضي سوريا
- اعلام الاحتلال:اصابة مستوطن بعملية دهس في بني براك واعتقال ا ...
- كوريا الجنوبية: محكمة تصدر مذكرة اعتقال بحق وزير الدفاع السا ...
- سجون وأقبية تعذيب أنشأها الأسد ومغردون يدعون لإيداع الملف في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - عابرون