أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - لعبة الذكريات - 2














المزيد.....

لعبة الذكريات - 2


محمد عبد القادر الفار
كاتب في الفضاء والمعنى

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 5933 - 2018 / 7 / 14 - 18:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو كان بوسعنا تنشيط الذاكرة المبكرة إلى أقصى حد، بحيث يتمكن الإنسان البالغ من أن يسترجع لاحقاً ذكرياته وهو رضيع. كيف سيشعر الإنسان حيال ذكرياته التي تم تخزينها قبل أن يتعلّم النّطق. لعلّ هناك سبباً وجيهاً خلف عدم احتفاظ الإنسان بذاكرة وهو رضيع.

أجريت اليوم بحثاً سريعا بخصوص السؤال التالي "هل يمكن أن يكون لديك أكثر من لغة أم واحدة" Can you have more than one mother tongue. لم أصل إلى نتائج تروي الظمأ بعد ولكنني إذا وصلت إلى شيء ما قد أقترح على ضوئه تجربة سآتي على ذكرها.

حين تسعى للتفكير أو التواصل، هناك لغة أم هي التي ستقفز إلى ذهنك وتستخدمها. هي لغة حديث النفس ولغة العقل حين يفكّر.

لو كانت إجابة السؤال السابق هي "لا" فلا أظنّ أن إجابة سؤال "هل يمكن أن تتحول لغتك الأم إلى لغة جديدة" هي "لا أيضا. وبافتراض أن جواب السؤال الأول لا والثاني نعم، فإن التجربة التي أقترحها هي:

أن يقوم شخص عربي بالغ بتعلّم لغة جديدة والاستغراق فيها تماماً وأن يعيش في ظروف تضطره إلى استخدامها طوال الوقت. يتغرّب وحده، ولا قنوات عربية، ولا دخول إلى الإنترنت وغير مسموح له بالكلام بالعربية او كتابة مذكراته. هو مضطر للتعامل بهذه اللغة طوال الوقت، وكل ما يسمعه من كل المصادر هو باللغة الجديدة، ولوقت طويل.

طالما أن إجابة السؤال "نعم" فإن صاحبنا ستتحول لغته الأم بالتدريج إلى اللغة الجديدة. وسيصبح عقله الذي كان يفكر بالعربية يفكر الآن باللغة الجديدة.

هنا يطرأ سؤال لا أعلم بعد إن كان ثانوياً أم لا:

هل على صاحبنا أن ينسى العربية ولو جزئيا كي تصبح اللغة الجديدة هي لغته الأم؟ هل ستحلّ مكانها؟

لا يمكن أن يكون على نفس درجة القوة بالضبط في اللغتين. وإلا كيف سيختار عقله تلقائيا اللغة الأسهل للتفكير؟

لنعد إلى موضوع علاقة الذاكرة باللغة. ماذا عن ذكريات صاحبنا التي تعود إلى الفترة التي كانت العربية فيها هي لغته الأم؟ كيف سيشعر إزاءها. هل عليه أن ينساها كما ينسى البالغ حياته وهو رضيع؟ ولكن لحظات الرضيع كانت عملية تسجيلها نفسها أقل عمقاً. ما طبيعة ذكريات صاحبنا الذي ستتحول لغة دماغه؟

أظنّ أنّ كثيراً من النسيان سيطالها.

حتى تتحول إلى إنسان جديد، وقبل أن تنسى ذكرياتك. قد يكون عليك أن تحوّل لغتك الأم. هذا سيسهّل عملية الانتقال بل قد يجعلها تلقائية.

الكثير من البحث والتجريب يحتاجهما هذا الأمر. لا الوقت يسعفنا، ولا قوة الدافع تكفي. لذا ستبقى معلقة، إلى أن يتناولها بحث أكاديمي لشخص صاحب اختصاص، دافعه هو يتعلق بزيادة دخله من خلال تحصيل شهادة أعلى، ودافع المؤسسة العلمية لنشر بحثه هو إتمام عدد معين من البحوث المنشورة، وهناك من غايته تحقيق شروط اعتماد وغيره.

الحياة بائسة وباهتة وما عدنا نسيطر على دوافعنا، خاصة حين نسأل.



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأبني جداراً
- لهذا السبب، لا أبالغ في انتقاد أردوغان
- مسودّة شعبيّة لصفقة القرن
- جمال المرأة، كحسرة للرجل - 2
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة -4
- فلسطين إذ تجعلنا أناركيين
- قليل من الحقد، كثير من الخوف
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة -3
- معنى الموت في المستقبل
- ما هو الإيجو، وكيف تمنعه من حجب سلامك الداخلي ومحبتك غير الم ...
- متى
- وأنا أيضا لا أنطق عن الهوى
- معنى اليوم الآخر
- فيروز - نص الألف خمسمية
- القادر من يعلم أنه قادر
- معنى الجسم البشري - تجارب (3)
- معنى الجسم البشري - تجارب (2)
- جمال المرأة، كحسرة للرجل
- معنى الجسم البشري - تجارب (1)
- هل تريد أن تعرف الله


المزيد.....




- حركة من ماكرون مع رئيسة وزراء إيطاليا تلتقطها الكاميرا ورد ف ...
- -حماقة-.. أسلوب رد إيران على تهديد ترامب بـ-قتل- خامنئي يشعل ...
- روسيا.. اكتشاف فريد من نوعه لآثار أسنان ثدييات قديمة على عظا ...
- القهوة والسكر.. كيف تؤثر إضافاتك على فوائد مشروبك المفضل؟
- تأثير كبت البكاء على صحة الرجال
- نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
- علماء: انبعاثات البلازما من أقوى توهجين شمسيين في يونيو لن ت ...
- مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب ...
- وزير مصري سابق يكشف عن خطوات استباقية اتخذتها مصر لتفادي تدا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع عسكرية -حساسة- تابعة للحرس الثو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - لعبة الذكريات - 2