أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - هل تريد أن تعرف الله














المزيد.....

هل تريد أن تعرف الله


محمد عبد القادر الفار
كاتب في الفضاء والمعنى

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 5349 - 2016 / 11 / 22 - 20:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"هل تريد أن تعرف الله؟ الله يريد أن تكون بينك وبينه علاقة شخصية فريدة" إعلان تبشيري ظهر لي غير مرة على الإنترنت.

إعلان تبشيري، وهذا خطاب البشير، وموضع تركيزه، العلاقة الشخصية بين الخالد والفاني، تلك العلاقة السريعة المثيرة بالنسبة للخالد البطيئة المحتجبة البعيدة المقلقة المثيرة للأمل والخوف بالنسبة للفاني. خطاب الآن، فالآن فقط هو المهم، وهنا مثل هناك. أنت حر. كل شيء قريب. الله قريب، أقرب إليك من حبل الوريد.

أما خطاب النذير، فهو وإن بدا منصبا على العلاقة الشخصية أيضاً، ولكن بجانبها المتعلق بالتأنيب والحكم، فهو في جوهره خطاب يضع مسافة كبيرة بين الخالد والفاني، يحترم الماضي والمستقبل لأنهما هدفاه، ويتجاهل اللحظة. فاللحظة غير مهمة. أنت حاليا يجب أن تعاني أو تصبر على شيء ما أو أن تنتظر شيئا ما. أنت دائما تسعى. أنت مكلّف. خطاب النذير هو خطاب يضع الإنسان في الأسفل، ويضع الخالد في الأعلى. هو خطاب يصنع التاريخ ويخاطب الأمم. المهم الغد، وكذلك الأمس مهم، فالنذير يريدك أن تتذكر تاريخك. فالله بعيد، تعرج إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

خطاب البشير يكون للفرد "أحبك" ولكن خطاب النذير يكون للجماعة "احذروا".

أحبك الآن هنا.

مقابل

احذروا الغد، واعتبروا من الأمس

ولكن ماذا عن خطاب الشاهد، والشاهد قبل البشير وقبل النذير

"إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا"

الشاهد محايد.... لا ينذر ولا يبشر، بل يحتفظ بالمعلومات، واحتفاظه هنا ليس كالذاكرة. فالذاكرة ليست محايدة لأنها تجربة شخصية. الشاهد هو ما حفظ تاريخ الأمم وتاريخ العلم ونقله. الشاهد لا ينذرك ولا يبشرك. الشاهد يعلمك حقائق.

وأنت في فضول دائم لاستثارة الشاهد ليخبرك موقفه من كل ما علمك إياه، فهو علمك الأسماء كلها ولكن لم يقل لك أيها أحب إليه، فهو محايد. يحب الشيء ونقيضه، يهتم بالشيء ولا يهتم.

ولكن هل العلاقة الشخصية مع الخالد ممكنة بعد كل ذلك؟ هل اعتبارات شخص يخاف حين تقول له أين ترى نفسك بعد خمس سنوات، يمكن أن تتوازى مع اعتبارات ذلك الذي يتعامل مع تاريخ الأمم والدول بل والكائنات؟

الفاني ينشغل بشؤونه ولا وقت لديه لينسى نفسه، فينشغل عن الخالد. أما الخالد فانشغاله بالفانين أكبر من انشغاله بنفسه، لأن وقته غير محدود، والخلود يعزز الأنا ولكنه يجعلها أمرا واقعا ومعطى لا خوف عليه، فيصبح عدم الالتفات إلى الأنا الخالدة قدر الانشغال بالآخرين الفانين هو طبيعته........ فهل تصبح العلاقة غير متوازنة بين فانين تهمهمن أنفسهم وبالكاد حياة آخرين فانين مثلهم في حياتهم القصيرة، وخالد يهمه أمر الفانين الذين احتجب عنهم؟



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاذبية العناد 2
- في تبرير السأم من الاهتمام
- مُتْ فوراً
- جاذبية العناد
- معنى المعاناة ومعنى الصبر عليها
- عيون مغلقة على اتساعها
- البدائية كرغبة كونية - وداعاً أتلانتيس
- لم أخطئ
- سأكتب قصة
- معنى الأورجازم
- البدائية، كرغبة كونية
- الموقف من استمرار الوجود - ماني الغنوصي
- عصر الأنبياء الصامتين ...
- غاية التقدم... كشف الإنسان 3
- زمن الميمز
- حاول تفتكرني - تحدي الفاني للخالد
- إجابة السؤال الوجودي - من غير ليه
- أزهار سلمى
- قبض الريح - زي الهوا
- معنى التوبة، بين الفاعل والمفعول - 2


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - هل تريد أن تعرف الله