استغلال الدين سياسياً

محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عرفت البشرية استغلال كل الغيبيات ومن ثم الأديان لأهداف السلطة السياسية - الدينية. وهنا للتذكير: كيف استغلت طبقة الكهنة في مصر ظاهرة كسوف الشمس لعودة الطاعة لهم ولفرعون. والحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية. لست هنا في مجال البحث التاريخي للحروب الدينية - السياسية، وإنما فقط للتذكير بأن ظاهرة استغلال الدين لأهداف سياسية ليست بالحديثة، ولو تطلب الأمر لحروبٍ طويلة ولضحايا عديدة.

لننتقل إلى ثورات الربيع في البلدان العربية، وكيف ظهرت وبرزت على السطح القوى السياسية - الدينية.
خاصةً في مصر وسوريا واليمن. حتى في تونس لا تزال هناك معارك سياسية وثقافية مع الإسلاميين، رغم نجاح القوى الديمقراطية.
ففي مصر تم الانقضاض على الثورة السياسية من قِبل الإخوان، كونه التنظيم الأكثر خبرةً، مما أتاح الفرصة لعودة النظام الاستبدادي بلباس عسكري ديكتاتوري، تحت غطاء حماية الثورة!

كذلك الأمر في سوريا، حيث تصدر الإخوان لقيادة الحراك السياسي، أيضاً لكونهم التنظيم الأكثر خبرةً، والمدعوم عربياً من قبل بعض الدول العربية ( قطر )، ومن قبل القيادة الأردوغانية. كما تم تشكيل فصائل إسلاموية مسلحة من مختلف بقاع الأرض، مدعومةً بالمال والسلاح والتأييد السياسي من السعودية وقطر وتركيا، رافعةً الأعلام السوداء!
لماذا؟ هل حباً بالشعب السوري؟
بالطبع: لا. بل لحماية أنظمتهم من وصول ثورات الربيع السياسية إلى بلدانهم، فقاموا بالدعم اللامحدود „ للثورة المضادة“ تحت شعارات وأعلام إسلامية، وبفتح معارك دينية مسلحة سنية - شيعية! وفي الواقع نجحوا لحدٍ كبير في تحقيق أهدافهم هذه، على الأقل في تأخير وصول الثورات إليهم. لكن للآسف، الشعوب العربية تدفع الثمن باهظاً من الأرواح ومن هدم البنية التحتية.

مما تقدم تتوضح الرؤية، كيف تم استغلال المشاعر الدينية سياسياً، لعرقلة مسيرات الثورات السياسية، التي تهدف للحرية وللكرامة وللعدالة الاجتماعية بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية والجنس والفكر.

من هنا, تتضح أهمية العودة إلى أهداف ثورات الربيع: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لبناء دولة المواطنة، والدولة العَلمانية - الديمقراطية التي تفصل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة، التي تضمن حقوق وحرية كل المواطنين والمواطنات.

الثورة السياسية مستمرة، وستنتصر بفضل نضال شعوبنا التي انطلقت في نضالها لمستقبلٍ أفضل.

#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل