أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد العال - إنسانيتي أصابع مُتّسوِلّة














المزيد.....

إنسانيتي أصابع مُتّسوِلّة


سامي عبد العال

الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 00:02
المحور: الادب والفن
    


فجأة خرجت اليدُ من ظلامٍ،
مثل جنين يمزقُ غشاءً ملفوفاً به
أنامل تتسول القلوب
تتحسس النظرات
تتوجس خيفةً
لكنها تنبض بالقسوة
أضاءت الساحة
أهي وجه الحياة المارق بجوارنا؟
لماذا تخجلين يا جسدنا العاري؟
فلا تعبأ السماءُ،
والنجوم حارقة
تتدلى كقناديلٍ يلفظها الغمام
وحيث أقف على أظافر وجودي،
بدا أنَّها أصابع بكل الكلام
تتحدث بجميع الإشارات
لا تتوقف، لا تغفل، لا تنام
تشرخُ نبضاتُ عروقها الصمت
كأزيز الرصاص الضال
....................
هل من بقايا طعام؟
هل من شيءٍ لأهرب من الجوع؟
كقوى القدر المشئوم لم تكن سوى صرخةٍ
تنادي القادم
تستعطف الأشباح

**********

إنسانيتي...
ما الذي ألقاكِ دون مأوى؟
ألهذا المدى المدينة تغصُ بالأوهام
والجدران تتصنَّع الصمم
والنوافذ ظلام وراء ظلام
والسيارات تدوس الأعصاب
والبطون تخور بالهواء
والوجوه رخامية كبلاط السلطان
وأنت هائمة... واهنة...،
تترجين ياعزيزتي قلوباً بلا قلوبٍ
لماذا تتخيلين أنَّ هناك أملاً ؟
دوماً المباني تطأ الظنون
العقول تسكن القبور
بينما يصلي السلطان في دولتك
كثور داخل صومعه
لم يأبه بشعبه ولو لحظة
يتفُل إليك موائد الخُطب
والحكايات تخرجه مظفرَّاً
رغم كونِّه لم يخضْ معركةً واحدةً
لم يبتَّعد عن ردهات قصره
لم يطرق مرةً أبوابَ المستقبل
الجماجم تتحرك حوله
وهو يبصق المواعظ والحكم

**********

إنسانيتي....
الهامات فارغة كسيقان القصب الأجوف
تترنح مع الريح
لتعلمِ: أنه لن يمنحكِ أحدٌ
وإنْ نظر إليك
لن يرى....
إنَّ أمامك جثثاً
لكنها تتحرك بأثر الموت
كتلُّ من اللامبالاة
أتدرين يا حبيبتي أنَّ الناس ناس
يحتاجون إلى خرافات
لا يشبعون من الحكايات
يرتعون كالجراء الصغيرة
تحدوهم عصا الراعي
حتى إلى النهايات

**********

إنسانيتي....
أنتِ قدر المدينة
أنتِ ظل الحياة
أنتِ وهم الحرية
أنتِ غسق الصولجان
لو يعلم السلطان كيف أنت
لوضعك على راحتيه!!
...............
دون إبطاء اعقدِ ورود الكون على جبينك
ضَّعِ النجوم بين خصلاتك الطائرة
لا تنظري إلى أسفل
فالقمر يود أنْ يسكن عينيك
نسمات الليل توقظ جفونك
على أجراس الحياة الهادرة
غنِ أغاني السعادة
فالإنسان قد ينبت داخلنا
قد يحطم هياكل الجحيم الباقية

**********

إنسانيتي....
حين سألتك ما اسمكِ؟
قلتِ: مَلَّكْ...
ثم كررتُ السؤالَّ
قلتِ: مَلَّكْ...
يا لهذه السخرية
أتدرين أنَّ مَلَّكاً من المُلك
بينما أنت لا تملكين شيئاً...
رغم أنك تتسولين إلاَّ أنكِ مَلَّكٌ
أنتِ مَلِّكٌ... مَلَّكٌ... مَلاكٌ
حتماً ستأتي إليك الحياةُ
تريد تقبيل جبينك....
فالبراءة يا حبيبتي لا تأتي بغتة
كيف أعيدك إليَّ... كيف أمنحك إلينا
فكلُّ ما دون البراءة هلاكٌ...هلاكٌ



#سامي_عبد_العال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبةُ الأحرار: الديمقراطية / كرة القدم
- في انتظار أمواج البحر
- آلهةٌ في الأسواقِ
- نهيقُ الطاغيةِ
- قديمٌ طارئٌ
- الميديوقراطية: ماذا عن سلطة التفاهة ؟
- الدُّموعُ و الكتابةُ
- التَّفاهةُ والظُهور
- عن التَّفاهةِ
- الهَيُولى السياسية: مُواطن قابلٌّ للاستعمال
- خِرَافُ العربِ الضَّالَّةِ
- الإنكار والسياسة: نفي النفي إثبات
- أرضُ كنعان، العالم ما بعد الحديث
- مستنقعُ العنفِ: كيف تُعتَّقل المجتمعاتُ؟
- القتلُّ ولعبةُ الحدودِ
- أُورشليم وسياسات الاحتفال
- نكبةُ إسرائيل
- التّسامُح و المَجْهُول
- طُرْفةُ المِصْبَاحِ والسَّطْحِ
- مواسم نهاية الإرهاب


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد العال - إنسانيتي أصابع مُتّسوِلّة