أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - غزوة المونديال: يا عيب الشوم يا عرب














المزيد.....

غزوة المونديال: يا عيب الشوم يا عرب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5912 - 2018 / 6 / 23 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعلم أنكم فاشلون ومنحطون وساقطون وفاشلون بكل شيء. لقد كنتم مسخرة على الدوام وأعجوبة من أعاجيب الدهر ومهازل الزمان في إدارة شؤون بلدانكم والتسلط على هذه الدول والشعوب
المنكوبة البائسة المكتوية بنيران حكامكم والتي تحولت إلى مجرد أطلال وخرائب تنعق فيها البوم والغربان وتصفر الرياح وبعد أن كنتم قد تربعتم بلا منازع أو منافس على عروش البؤس والدكتاتورية والفقر والجوع والاضطهاد والعشائرية والقبلية والتمييز العنصري والجوع والإفقار وصارت أوطانكم مقابر جماعية لشعوبها وسجوناً كبيرة تسومون فيها البشر الذل والمهانة والقهر وأصبحت هذه البلدان طاردة لأبنائها حيث تفر وتهرب من تحت نيركم وبسطاركم بقوارب الموت وتحت جنح الظلام أفواجاً وبالملايين وتقصد ديار "اليهود والنصارى والمشركين والكفار"، والعياذ بحدد وهبل وعشتار، هرباً من ديار التقوى والورع والإيمان حيث لا يـُظلم أحد وتجد عند "النجاشي" و"قيصر" و"هرقل" وملك الروم" من العدالة والمساواة والترحيب والتواضع والدِعة والاحترام ما لا، ولا يمكن أن تراه عند الخليفة "الأمين المؤتمن" ووفي أحضان "أمير المؤمنين" وتحت راية الوالي "إمام المسلمين" وتحت عباءة "خادم الحرمين" وحينما تحتمي بـ"ظل الله" وتتوسل لـ"المرشد" وترفع الصوت و"معتصماه" وترفع بالدعاء للحاكم الظالم الفاجر القاتل الفاجر البطران المختال العاهر اللص الحرامي المستبد زعيم عصابة اللصوص الكبار وحامي حمى المافيات المنصرف عن شؤون رعيته بإدارة مواخير الفساد وحماية المحظيين والمحظيات وحيتان النهب العام والمنتشي بالاستماع لمعلقات الغرام وقصائد المديح من المرتزقة والغلمان وقهرمانات القصر وبقية الطابور من الخصيان..
لقد كنتم في السياسة والاقتصاد والدبلوماسية والاجتماع والصناعة والتجارة عناوين عريضة للفشل ومضرب الأمثال في السقوط والانحطاط والانحدار تتوارثون البلاد والعباد كالماشية في مزارع خاصة وتديرونها بذات العقلية القبلية والعشائرية والعائلية والأنانية المزاجية النرجسية الكيدية تحرككم النوازع والأحقاد وتستبد بكم الثارات وتسيطر عليكم الهواجس والأوهام وتحتل عقولكم الظنون ووساوس البقاء وتنظرون لها كإقطاعات خاصة موروثة ترفعون فيها الجهلة والجواسيس والقتلة واللصوص والسماسرة وتضطهدون وتطاردون الشرفاء والوطنين والأحرار والأدمغة والعباقرة وتهجـّرون العقول النيـّرة المتفتحة وتجوّعون العلماء والخبراء وتحاربون التكنوقراط...
واليوم، وبعد غزوة المونديال "المباركة"، حيث فشلت فرق سموه وسعادته وسماحته وسيادته من "الساجدين" والراكعين في تحقيق أي انتصار، وكانت تدخل أرض الملعب فقط كديكور لتتلقى الإهانات والصفعات بالجملة كما الأهداف، وتصبح مادة للسخرية والتندر والإضحاك، كما هو عهدكم الدائم في السياسة والإعلام والاقتصاد وإدارة البلاد، حيث فشلتم في تحقيق أي اختراق يذكر، فليس من المعقول، ولم يكن من المتوقع أبداً أن من يحتل المراكز الأخيرة في السياسة والعلوم والفنون والتعليم سيجد نفسه بالمقدمة أو يحلم مجرد حلم بأن يكون له مكان وموقع في عالم الكبار في الرياضة أو في أي مجال إبداعي آخر...فهذه واحدة من الأوهام الكبيرة التي تعيشونها عندما تفكـّرون للحظة بموازاة أو مساواة أنفسكم مع الشعوب المتحضرة والراقية حيث المعايير القيمية التراكمية الدقيقة التي تحكم كل مناح الحياة وحيث ينعدم الظلم والتمييز والاضطهاد وتزول الفروقات بين أبناء الشعب الواحدة حيث يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات وهو ما رفع تلك الشعوب لهذه المستويات التي توقع بكم الخسائر المنكرة المزلزلة والمجلجلة في كل مناحي الحياة وتجعل منكم مسخرة جماعية ومضحكة للرأي العام.
يبدو الصراع والصدام الثقافي والحضاري حتمياً، كما قال هنتينغتون، وكانت ساحات المونديال أحد أوجهه، صراع لا بد منه، وهو في النهاية، وبرأينا المتواضع صراع "معايير" وقيم، معايير قائمة تطبق هنا، ومعايير قائمة تطبّق هناك، وسيحسم هذا الصراع لصالح المعايير والقيم العظيمة والإنسانية والحقوقية النبيلة العادلة وستهزم المعايير والقيم القبلية الفاشية البدائية العشائرية والعائلية والنفعية والبربرية والهمجية والعنصرية والوحشية والتخلف..
إن الخروج الجماعي والمذل لعرب المونديال هو في النهاية استكمال وتحصيل حاصل لخروجهم وسقوطهم في بقية المجالات، خروج وهزيمة لثقافة، بالدرجة الأولى، ولطريقة حياة وأسلوب ونمط إدارة ولمعايير منحطة وناقصة وساقطة أكل عليها الدهر وشرب فقدت صلاحيتها ولم تعد قابلة للحياة..
وكم كنت أشعر بالقلق والخوف والوجل وأدعو لهبل وحدد وبعل وعشتار ألا يتأهل فريق الساجدين والقبيسيات السوري للمونديال لأن مصيره في نيدان الرياضة لن يكون إلا كمصير أقرانه في ميادين السياسة والتعليم والصناعة والتجارة والاقتصاد وإدارة شؤون الرعية والعباد حيث الفشل على كافة الأصعدة والسقوط والانحطاط والمهزلة الكبرى والانهيار التام، وحيت تضع دولة ما طبيباً بيطرياً مشرفاً على المناهج والتعليم وتهيئة الأجيال، فاعلم تماماً أنها لا تنظر لشعبها إلا كقطيع من البهائم و"السايمة" والبقر والحيوانات وعندما تتخرج هذه القطعان وتنخرط في مجالات
الحياة فلن تتصرف إلا كالدواب والوحوش بالغابات.
وللعباقرة والفهمانين "خص نص" خاصة: الحضارة هي رزمة وحزمة قيمية ومعيارية واحدة ومتكاملة



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ولماذا اختفت سوريا من الوجود؟
- الجهاد تهديد خطير وإعلان حرب دائم على البشرية جمعاء
- سوريا: الدولة الطائفية والتمييز الطائفي
- من مظاهر تفكك وانهيار وسقوط الدولة السورية
- إلى فيصل المقداد: ماذا عن إمبراطورياتكم الإخوانية وحلفكم مع ...
- الحلم الإيراني: إعلان الحرب للسيطرة على العالم
- عن أية انتصارات تتحدثون: اضحكوا مع المهرجين الاستراتيجيين؟
- عزّت الدوري: من يحيي العظام وهي رميم؟
- لماذا أكره إله المسلمين؟
- كارثة الغزو البعثي
- لماذا لا يحشر هؤلاء الوزراء بالباصات الخضر؟
- اضحكوا على نتنياهو: يا ويلكم من الله يا إسرائيليين!!!
- أمريكا: ولّى زمان الزعرنة
- الأنظمة العربية والإسلامية مارقة وخارجة عن القانون الدولي
- ما بعد التفاهة (ميتا تفاهة): كارثة كوكب سوريوس المنقرض
- البعث: خادم الحرمين الشريفين
- للذكرى والتاريخ: بركات حزب البعث والرسالة الخالدة
- بوتين: المواطن أولاً
- سوريا: كوكب منقرض خارج التاريخ والجغرافيا
- السيد -اللواء- الأمني محافظ اللاذقية: ما هذا الخرق الأمني ال ...


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - غزوة المونديال: يا عيب الشوم يا عرب