أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - سوريا: كوكب منقرض خارج التاريخ والجغرافيا














المزيد.....

سوريا: كوكب منقرض خارج التاريخ والجغرافيا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5800 - 2018 / 2 / 27 - 23:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ظاهرة الـCosmopolitan Cities المدن الكونية كباريس ولندن ونيويورك وسيدني ولوس أنجيليس ودبي وحتى الرياض والدوجة والقاهرة والكويت وعمـّان وبغداد , بنسب متدرجة ومتباينة ما باتت حقائق ملازمة للحياة العصرية والحديثة والتي تنبئ بسقوط وانهيار الجدران القومية والوطنية والإثنية والطائفية لبناء مجتمعات إنسانية تجتمع فيها كل الأعراق والديانات والقوميات والإثنيات ويجد فيها الجميع الأمان والحياة والعمل والمستقبل والاستقرار..

وهل تعلم أنه في كل دول العالم تقريباً هناك عمالة وافدة، وعمال يأتون للعمل والهجرة والإقامة وتنويع الحياة وإثرائها وتكون هناك جاليات مهاجرة تنقل وتغني المجتمع الجديد وتتلاقح فيه الأفكار والعادات والتقاليد لتنتج أنماطاً ثقافية وفكرية وسلوكية جديدة، وأن معظم دول العالم تستقبل لاجئين وتعطف عليهم وتقدم للعمال الأمان المجتمعي والمادي والاستقرار الحياتي ويتربى في كنفها أجيال جديدة تتمتع بضمانات صحية وتقاعدية ورعاية اجتماعية وترى "الأجانب" والغرباء والوافدين في معظم أرجاء البلد إلا في سوريا المغلقة على الجميع حتى على أبنائها الذين يغادرونها زرافات وجماعات وأفواجاً للبحث عن لقمة العيش والحياة الحرة الكريمة خارجها وإيجاد الأمان المجتمعي والأسري والعائلي والمستقبلي للأطفال والتأمين الصحي والرعاية الاجتماعية والطبية والتأمين ضد العجز والشيخوخة للكبار حيث يرون في بلاد الغربة مرتعاً وقبلة وأملاً وحلماً انعدم في بلاد الأمويين والرسالة الخالدة؟


أليست هذه ظاهرة غريبة وفريدة في التاريخ والجغرافيا على مستوى العالم؟ حتى بلداناً فقيرة ومتواضعة اقتصاديا كالأردن ومصر والسودان، والعراق المنكوب المدمر اليوم ترى الحياة فيها تغلي وتعج بالأجانب والغرباء وتحتضن العمال المهاجرين وتطعم الكثيرين الذين قصدوها من كل حدب وصوب للعمل والإقامة فيها ويكتسبون فيها جنسيتها، وهناك قانون خاص في أمريكا مثلاً، وهي أقوى قوة في التاريخ، واسمه قانون الهجرة مختص باستقبال الوافدين بعيداً عن هرطقات ترامب العنصرية التي أبطلتها المحاكم الأمريكية؟ لماذا سوريا لوحدها استثناء من كل القوانين؟ لماذا تغيب عنها ظواهر العولمة وإثراء المجتمع المغلق على نفسه والمقفل والمسور بجدران حديدية وعالية؟


تشدك وتأسرك في دول ناطقة بالعربية وفي دول غربية عدة وتجبس أنفاسك وتأخذ انتباهك تلك الجحافل من الغرباء والأجانب والعمال الذيت توافدو وتقاطروا لها للعمل والإقامة والتكسب فيها وهناك قوانين خاصة تسن لهؤلاء الأجانب والغرباء تحفظ حقوقهم وتنظم حياتهم وترعى شؤونهم وتحفظ ماء وجوههم وتكفل لهم كل ما يتعلق بحياتهم...

هل تعني هذه الظاهرة الإنسانية العظيمة أي شيء للمسؤول المحلي ولحكومة مهترئة بالية باتت فعلاً خارج الجغرافيا وخارج التاريخ والكل يعلم مدى ظلمها وفاشيتها وتجرؤها على مواطنها الأصلي وتجبرها وغرورها وعنجهيتها وصلفها وتعاملها الفاشي الظالم الحاقد مع أبنائها وسكانها الأصليين فلذلك لا ولن يفكر أحد ما بـمقاربتها والعيش فيها أو مجرد "التهويب" صوبها كما يقال باللغة العامية المحكية..


وطبعاً، ومع أن للحرب على سوريا منتجاتها وتداعياتها الخاصة التي نقر بها، إلا أننا لا يمكن أن ننكر أن الظاهرة موجودة قبل الحرب بزمن طويل، وأن هذا البلد الغريب العجيب بكل شيء قد ضن وضاق بأهله وذويه فما بالكم بالمهاجر والغريب؟ وإذا كانت العولمة قد أنتجت المدن الكونية الكبرى بسماتها البشرية الخلاقة المنفتحة فإن دولة الخلافة البعثية أنتجت ظاهرة المدينة-القرية الكئيبة المظلمة البائسة والعشوائيات الفقيرة والجائعة...


للأسف سوريا العصابية المأزومة والدولة البعثية التوتاليتارية البوليسية القهرية الفاشية القومية المغلقة المنطوية على ذاتها كما الـIntrovert Character في علم النفس النافرة المنفرة لأبنائها الهاربة للأمام من أزماتها بخطاب الرعيان وتهحس بهلوساتها وتغرق بهذياناتها الأسطورية المصابة بمتلازمة النوستالجيا القرشية القبلية الرعوية باتت ظاهرة سياسية كيانية وليست كونية لافتة عنوانها التخبط والفوضى والضياع كيان خارج عن كل نواميس العالم وذوقه العام وقوانين الجغرافيا والتاريخ...

هامش بسيط:
خازوق كبير لأردوغان: (من مبداً ليس حباً بعلي ولكن نكاية بمعاوية)
تحية إلى القضاء التشيكي النزيه الشريف المستقل وغير المسيّس الذي لم يذعن لابتزاز ودجل زعيم المافيا الثعبانية الدولية الإرهابي الدولي أردوغان صديق ومعلم خالد مشعل وهذا بدوره حليف إيران القوي المدلل الأثير لديها، وقام –القضاء- بالإفراج عن صالح مسلـّم سواء اتفقنا أو اختلفنا مع مواقف وآراء وسياسات وممارسات صالح مسلم، كي لا يكون ذلك الاعتقال سابقة خطيرة في القانون الدولي والعلاقات بين الدول وأن تكون حرية الأفراد ومواقفهم مصانة ومقدسة ....
(صدقاً حزنت وتألمت جداً ومن كل قلبي يوم قبضوا عليه)...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد -اللواء- الأمني محافظ اللاذقية: ما هذا الخرق الأمني ال ...
- فلسفة الأكوان: الله كمدير إدارة المخابرات الكونية
- ألغاز استراتيجية
- سوريا من سوتشي لجنيف لبني أمية: ماذا كان يقصد خالد العبود؟
- بيان وتوضيح هام للشعب السوري بشأن ما يسمى مؤتمر سوتشي
- لن نخضع أبداً ولن نقبل الرواية الرعوية
- الفرق بيننا وبينهم: ما الذي يجري في هذا الكوكب المعزول عن ال ...
- ثقافة الرعي: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (الغاشية17)؟
- السيد وزير الإعلام الرعوي الدعوي الأموي:
- إعلان بعثي مجاناً ولوجه عشتار
- سوريا: ما وراء كارثة التعليم المجاني
- خرافة الزكاة ووجب تحريمها
- لماذا لا تطلقون اسم الصحابي الفاتح الجليل ابن غورو الفرنسي ع ...
- الزيغة والشلفون: من الثقافة والتراث السوري الساحلي الآرامي ا ...
- الأزهر ينتفض للثقافة الرعوية: وألف مبروك لتونس والعقبى لدولة ...
- آل سعود: الأحلام الإمبراطورية
- ألم يحن الوقت لإلقاء القبض على وزراء التربية والثقافة والعدل ...
- أنا سوري آه يا شحاري 2
- لا إله إلا براهما...رب العرض العظيم
- لإيلاف قريش: الغزو وعولمة البداوة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - سوريا: كوكب منقرض خارج التاريخ والجغرافيا