أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - البعث: خادم الحرمين الشريفين














المزيد.....

البعث: خادم الحرمين الشريفين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 10:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مرّت يوم أمس الذكرى الخامسة والخمسين لاستيلاء حزب البعث العربي الفاشي الإسلامي على السلطة في دمشق في انقلاب عسكري أبيض قضى على الحياة المدنية والسياسية والطبقة الوسطى والتقاليد الليبرالية أحيا فيها و"بعث" قيم البداوة والاستعراب وأعاد سوريا عشرات القرون للوراء إلى حيطان القرن السابع الميلادي بعدما عرفت سورياً فترة ليبرالية موؤودة وحياة برلمانية وديمقراطية وتداولية وانتخابات بعد انهيار دولة الاحتلال والتوسع السلطاني السلجوني "الخلافة العثمانية" التي يمجـّدها البعثيون كثيراً في مناهجهم الدراسية ويعتبرونها "فتوحات" هي الأخرى أيضاً لأنها تتم تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله."
ولم يكن من قبيل المصادفة أو العبث، أبداً، أن يقدّم الحزب العروبي الإسلامي، نفسه مع أمته باعتبارها: "ذات رسالة خالدة"، ولن يستلزم المرء عناء جهد كبير كي يعلم بأن المقصود بهذه "الرسالة" هو الإسلام ذاته، و"الحزب العربي الإسلامي" يريد علناً "بعث" ما يعتقد أنها أمة عربية نائمة من رقادها وسباتها وإعادة الأمجاد لها في "الفتوحات" (الغزو والاحتلال العسكري وانتهاك سيادات الدول وقهر البشر واستعبادهم وإخضاعهم لقيم المحتل والغازي البدوي الرعوي استحلال ونهبهم وسلبهم وإشعال الصراعات وإذكاء نار الأحقاد والثارات والإشكاليات الأبدية التي لا تنتهي لإعلاء كلمة الله وإقامة دول الخلافة الاستبدادية والملكيات الوراثية العضوض على النمط الأموي الشهير)، لذا ترى عتاولة، ورموز البعث والبداوة والاستعراب في سوريا يتباهون ويتفاخرون بأن دمشق هي عاصمة الغزاة المحتلين من قبيلة بني أمية القرشية الصحراوية، وحين أراد المخرج السوري الحلبي مصطفي العقاد ، الذي قتله، ويا للمصادفات المرة، إسلاميون متشددون من جماعة "الرسالة" المتشددة نفسها بتفجير انتحاري إرهابي في فندق "غراند حياة" في عمان في العام 2005، إخراج فيلم يوثق ويؤرخ لـفكرة وتاريخ "عولمة البداوة" (أو ما يعرف بالإسلام)، أطلق على فيلمه اسم الرسالة، والتضمين الـConnotation هنا واضح ولا لبس فيه، يؤكـّد ويشاطر فيه البعثيين رؤيتهم للتاريخ الرعوي الذي صار "رسالة خالدة" ونمط حكم بدوي قبلي عشائري بطريركي شهير، وللعلم فقد كان تمويل الفيلم من الباب للمحراب من قبل العقيد الليبي العروبي المتأسلم المنحور معمـّر القذافي الذي أطلق على نفسه، متفاخراً ومتباهياً لقب "إمام وخليفة المسلمين" في وصلة تهريج سياسي شهيرة أمام ما يسمى بـ "مؤتمر القمة العربي" في دمشق في العام 2008 ، وكان القذافي العروبي هذا قد رفض ذات يوم استقبال أحد كبار المبعوثين المسؤولين السوريين الرسميين لأنه كان يحمل اسم جورج، وذلك-أي إطلاق لقب الخليفة الإمام على نفسه- في محاكاة وتباه وتعظيم وتمجيد للحكام القبليين الغزاة القرشيين المحتلين الذين انقضوا على دول وحضارات الجوار ودمـّروها وقاموا بواحدة من أكبر عمليات جرائم التطهير الثقافي في التاريخ من حيث نشر ثقافة الكراهية والعنصرية والفوقية والطبقية الدينية "الذمية" وإلغاء وطمس الخصوصيات الثقافية لأمم وشرائح كاملة كانت تعيش في المنطقة قبيل هذا الغزو والاحتلال، فـ"الرسالة الخالدة"، من هذا المنظور، والتي يتبناها البعث علناً وتعتبر جريمة ضد الإنسانية بالقانون الدولي، هي عملية تأبيد وترسيخ ونشر وفرض لقيم البداوة وإيديولوجية وأساطير وخرافات الصحراء ويقونن ويشرعن رؤية القرشيين البدائية لنظم الحكم وإدارة شؤون المجتمعات وحكم البشر بالطريقة التي عرفتها شعوب المنطقة خلال الـ14 قرناً الفائتة والتي جعلت هذه الشعوب تقبع في ذيل ومؤخرة الركب العالمي في كل ميادين الحياة، ولننس مؤقتاً همروجة وخزعبلة وكذبة "الحضارة العربية والإسلامية".
ولو نظرنا للداخل السوري والعراقي، على حد سواء، وهما أحد أشهر ضحايا الفكر البعثي، وبعد هذه التجربة المريرة السوداء لفهمنا بعمق، معنى ودلالات "البعث" ورسالته السلفية الظلامية الرجعية الخالدة، ولقد لخـّصت وأجملت تصريحات السيد أحمد بدر الدين حسون الشهيرة، وبشكل متكامل، وفي أكثر من مناسبة، حول بناء وتشييد 27000 ألف مسجد في العقود الخمسة الماضية، وتلقي الضوء على معنى وفحوى "الرسالة الخالدة" أو الأسلمة والتعريب وما رافقها من انحطاط بنيوي وقيمي عام وتشريخ للمجتمعات بعد انتشار مظاهر الدروشة والورع والتقوى والإيمان ولبس النقاب والحجاب وتفشي قيم البداوة والخطاب السلفي الظلامي التكفيري المتطرف والتشدد والتزمت والانغلاق وبروز ظاهرة القبيسيات ومئات الفصائل الجهادية التكفيرية الإرهابية من ذات المساجد التي تباهى بها سماحة المفتي، والتي-أي الفصائل- حملت أسماء ودلائل ورموزاً إسلامية وضخ وإنهاض الهمم وتحفيز الجموع طائفياً ودينياً وقبلياً وعشائرياً وشعبوياً وما قبل مدنياً، بعد القضاء على الطبقة الوسطى وتهجير نخب التمنوقراط وتهميشهم وإفساح المجال بالارتقاء وتعويم الحثالات والرعاع وسقط المتاع من القاع، مع غياب وتغييب لأي مظهر من مظاهر الحداثة والتنوير والعلمنة والخطاب العقلاني الإنساني المدني الحضاري المتنور وتحولت وسائل الإعلام البعثية إلى منابر للتضليل والتجهيل وغسل الدماغ الجماعي ونشر الجهل وتلميع الغباء والخرافات والخزعبلات وخداع النساء وملاذاً لإحياء المناسبات وإقامة الموالد والشعائر والصلوات والعبادات وتفخيم وتعظيم المناسبات الدينية والأعياد بالنكهة الصحراوية وحيث كانت ولا زالت تستنفر مثلاً طيلة العام لتقديم البرامج "الرمضانية"، وتجلت درة تاج البرمجة والأدلجة والتطهير الإيديولوجي البعثي بإنتاج مسلسل باب الحارة الذي توّج سوريا وأظهرها كرأس حربة وكمعقل للتزمت والتشدد والانغلاق وللسلفية والظلامية الدولية، وعاصمة حقيقية لا فخرية للغزاة القبليين الأمويين فعلاً، والضخ بهذا الاتجاه آناء الليل وأطراف النهار وكله خدمة للحرمين الشريفين وللرسالة الخالدة التي انطلقت من نجد والحجاز، ويستحق لهذه الإنجازات "القومية" الخالدة أن يحمل لقب "خادم الحرمين الشريفين"، أولاً قبل أي كان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للذكرى والتاريخ: بركات حزب البعث والرسالة الخالدة
- بوتين: المواطن أولاً
- سوريا: كوكب منقرض خارج التاريخ والجغرافيا
- السيد -اللواء- الأمني محافظ اللاذقية: ما هذا الخرق الأمني ال ...
- فلسفة الأكوان: الله كمدير إدارة المخابرات الكونية
- ألغاز استراتيجية
- سوريا من سوتشي لجنيف لبني أمية: ماذا كان يقصد خالد العبود؟
- بيان وتوضيح هام للشعب السوري بشأن ما يسمى مؤتمر سوتشي
- لن نخضع أبداً ولن نقبل الرواية الرعوية
- الفرق بيننا وبينهم: ما الذي يجري في هذا الكوكب المعزول عن ال ...
- ثقافة الرعي: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (الغاشية17)؟
- السيد وزير الإعلام الرعوي الدعوي الأموي:
- إعلان بعثي مجاناً ولوجه عشتار
- سوريا: ما وراء كارثة التعليم المجاني
- خرافة الزكاة ووجب تحريمها
- لماذا لا تطلقون اسم الصحابي الفاتح الجليل ابن غورو الفرنسي ع ...
- الزيغة والشلفون: من الثقافة والتراث السوري الساحلي الآرامي ا ...
- الأزهر ينتفض للثقافة الرعوية: وألف مبروك لتونس والعقبى لدولة ...
- آل سعود: الأحلام الإمبراطورية
- ألم يحن الوقت لإلقاء القبض على وزراء التربية والثقافة والعدل ...


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد
- في المنفى، وفي الوطن والعالم، والكتابة / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - البعث: خادم الحرمين الشريفين