حدث في 16 حزيران/يونيو 1956

محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 5905 - 2018 / 6 / 16 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حدث في 16 حزيران/يونيو 1956

محمود كعوش
حدث في مثل هذا اليوم أثناء العدوان الثلاثي الصهيوني، البريطاني، الفرنسي على مصر في عام 1956
هنا القاهرة من دمشق......
ما من أحد عاش فترة المد القومي في خمسينات وستينات القرن الماضي "العشرين" إلا ويتذكر يوم صرخ، عبد الهادي البكار، أحد كبار المذيعين السوريين، من إذاعة دمشق "هنا القاهرة من دمشق"، مما عنى أنه لم يكن بمقدور أي كان ضرب إسفين بين القطرين العربيين، المصري والسوري وشعبيهما، ولا أظن أن بمقدور أحد اليوم وغداً وفي كل وقت ضرب إسفين بين القطرين والشعبين مهما كانت الظروف!!
ففي الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1956، تعرضت قرية مصرية في منطقة صحراء "أبي زعبل" وكذلك أجهزة إرسال محطة الإذاعة المصرية الموجودة في المنطقة لغارات جوية معادية تسببت بحدوث عطل في المحطة أدى إلى انقطاع الإرسال فيها. حينها كانت الطائرات الفرنسية والبريطانية تقوم بتوجيه ضربات جوية متلاحقة ضد أهداف حيوية داخل مصر طوال يومي 2 و 3 من ذلك الشهر، ونجحت إحدى الغارات في تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية في منطقة الصحراء شمال القاهرة، قبل أن يلقي الرئيس جمال عبد الناصر خطبته الشهيرة من فوق منبر جامع الأزهر الشريف. آنذاك جاءت المفاجأة الكبرى، التي صعقت من أرادوا إسكات صوت قاهرة المعز حين اقتحم أحد كبار المذيعين السوريين عبد الهادي البكار أحد استوديوهات الإذاعة السورية وصرخ بصوت جهوري "هنا القاهرة من دمشق...هنا مصر من سورية"، وهكذا تحوّلت الإذاعة السورية إلى إذاعة مصرية خلال أيام العدوان الثلاثي الصهيوني - البريطاني - الفرنسي على مصر عبد الناصر. هذا أكد أن من المستحيل أن يتمكن أحد في الدنيا من ضرب إسفين بين مصر وسوريا، لأن الذي بينهما كبير كبير. وأذكركم بسليمان الحلبي البطل السوري الحلبي الذي قتل الجنرال كليبر والبطل جول جمال طالب البحرية السوري من اللاذقية والذي قاد طوربيدا بحرياً فجر به البارجة الفرنسية المعتدية على السواحل المصرية إبان العدوان الثلاثي...عاشت مصر عربيةً موحدة....عاشت سوريا عربية موحدة.

محمود كعوش
[email protected]

#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل